كيف يدير "داعش" العمليات الإرهابية عبر الإنترنت؟

08 فبراير 2017
خطة حيدر آباد الضربة الأولى في الهند (سابهندو ساركار/Getty)
+ الخط -

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تحقيقاً، أخيرا، بعنوان "الذئاب المنفردة ليست وحيدة: كيف يدير داعش المؤامرات الإرهابية العالمية عن بُعد"، من إعداد الصحافية روكميني كاليماكي.

وتطرقت الصحافية إلى كيفية قيام تنظيم "داعش" بتعليم وتدريب مجنديه الجدد عبر مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت، مستخدماً طريقة جديدة، أطلق عليها المحللون اسم "مؤامرات مفعّلة من داعش".

ووفقاً للتقرير يستعمل مقاتلو "داعش" تطبيقات مشفرة وتعليمات واضحة، لتوسيع انتشارهم من سورية والعراق إلى جميع متابعيهم عبر الإنترنت حول العالم.

وأفادت روكميني كاليماكي بأن "داعش" سعى إلى تفعيل هجوم في حيدر آباد في الهند، في عام 2014. فاختار التنظيم محمد إبراهيم يزداني، لتنفيذ العملية وقد تم تجنيده لمدة  17 شهراً من خلال تعليمات افتراضية.

بدوره جند يزداني أعضاء جددا في خليته، وحرص التنظيم على التدقيق في هوياتهم، وعلّمهم كيفية مبايعة "داعش"، بالإضافة إلى إرسال البيانات بشكل آمن.

ورجّح المحققون أن المتآمرين الافتراضيين (وهو الاسم الذي يطلق على الذين يقومون بالتجنيد عبر الشبكة الإلكترونية) نظموا عملية إرسال الأسلحة من سورية، بالإضافة إلى السلائف الكيماوية المستعملة في تصنيع المتفجرات. ووجهوا الرجال الهنود إلى بقع صغيرة مخبأة فيها.

وحافظ المتآمرون الافتراضيون في "داعش" على تواصلهم مع الخلية الهندية، حتى لحظات قبل القبض عليها في يونيو/حزيران عام 2015، وفق ما أفادت سجلات استجواب ثلاثة من المشتبه بهم، وحصلت عليها "نيويورك تايمز".

ولفت التقرير إلى أن المتآمرين الافتراضيين لعبوا دور المستشارين والموجهين، لإقناع المجندين بتبني أعمال العنف، وذلك من دون الكشف عن هوياتهم. إذ بعد إلقاء القبص على خلية حيدر آباد في الصيف الماضي، لم يستطع أفرادها تأكيد جنسيات محاوريهم من "تنظيم الدولة"، كما لم يستطيعوا تقديم وصف لهيئتهم.


ولأن المجندين يحصلون على تعليمات باستعمال تطبيقات مشفرة، لا يزال الدور التوجيهي الذي تقوم به المجموعة الإرهابية غامضاً.

وأفاد التقرير بأن 10 "مؤامرات مفعلة" من "داعش"، على الأقل، نفذت من إندونيسيا مروراً بباريس وألمانيا وحتى الولايات المتحدة الأميركية، منذ عام 2015. ويعتبر "داعش" هذا الأسلوب أرخص وأسهل توجيهاً، لكنه يُكشف في كثير من الأحيان، بعد الإمساك بالمشتبه بهم.

وأشار إلى أن بداية خيوط التخطيط لتلك الاعتداءات تعود إلى عناصر مقيمة في سورية، لكن أسلوب التنفيذ عن بُعد يعني محدودية الاعتماد على الملاذ الآمن الذي ضمنه التنظيم لنفسه في سورية أو العراق، بل إن القيود المفروضة على منح تأشيرة الدخول وتشديد التفتيش في المطارات عند الوصول لا تحدّ من نشاط التنظيم، إذ يدرب المجندون حيث يعيشون، ولا يحتاجون إلى السفر من أجل الخضوع للتدريب.

وشكلت الهجمات الموجهة عن بُعد الحصة الأكبر من الهجمات المنفذة وغير المنفذة تحت اسم "داعش" خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة، وفقاً للتحقيقات.

وأوضح التقرير أن عمليات المتآمرين الافتراضيين أصبحت مركز اهتمام مختصي مكافحة الإرهاب في الولايات المتحدة وأوروبا، بهدف تعقب المخططين الفعليين.

ويختبئ القائمون على عملية التجنيد وسط حوالي 2.3 مليار مستخدم على مواقع التواصل الاجتماعي، فاستطاعوا "إغراق شبكة الإنترنت بالمقاطع المصورة التي تدغدغ المشاعر عن الحياة داخل "دولة الخلافة"، وفقاً للصحيفة.

وأفاد التقرير بأن أحد المتآمرين الافتراضيين، ويدعى "أبو عيسى الأميركي"، يعدّ من أهم الأشخاص الذين تولوا التجنيد والتخطيط داخل "داعش"، إذ تواصل مع المجندين عبر تطبيق "تيليغرام" المشفر. وتواصل معه يزداني، طالباً مشورته في الوصول إلى سورية، للعيش مع عائلته في كنف "دولة الخلافة".

وأكدت سجلات التحقيق في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا وآسيا أن "أبو عيسى الأميركي" أصبح واحداً من حوالي 12 شخصاً، خططوا لاعتداءات عبر الإنترنت من سورية والعراق، ونجحوا في تجنيد متطوعين في الخارج، وذلك بحلول عام 2015.

(العربي الجديد)