"غوغل" يتجه لتخفيض ترتيب "آر تي" و"سبوتنيك"... وروسيا تهدد بإجراءات انتقامية

22 نوفمبر 2017
(سيرغي كونكوف/Getty)
+ الخط -

أعلن إريك شميدت، الرئيس التنفيذي لشركة "ألفابيت"، الشركة الأم لـ"غوغل"، أنّ محرّك البحث يستعدّ لاتخاذ إجراءات ضدّ وكالات الأنباء الروسية الرسمية، بما فيها "آر تي" (روسيا اليوم سابقاً) و"سبوتنيك"، واللتان تتّهمهما الولايات المتحدة الأميركيّة بأنّهما آلات دعائيّة للكرملين.

وذكرت نسخة غير سرية من تقرير المخابرات الأميركية صادر في يناير/كانون الثاني الماضي أنّ "روسيا اليوم" والموقع الشقيق "سبوتنيك" يُعدّان من الأسلحة التي استخدمتها روسيا للتدخل في الانتخابات الرئاسيّة الأميركية.

وقال شميدت رداً على سؤال "إننا نعمل على كشف هذه السيناريوهات، ونحذف تصنيف تلك المواقع. هي تحديداً "آر تي" و"سبوتنيك". ندرك جيداً ونحاول هندسة أنظمة لمنعها"، بحسب ما نقلت صحيفة "ذا غارديان" البريطانيّة.

وواجه "غوغل" انتقادات بسبب الترويج للموقعين الإخباريين على منصّته الإخباريّة "غوغل نيوز"، وهو قائمة منسّقة لمواقع الأخبار الموثوقة، فضلاً عن خدمات خوارزميّة تختار وتروّج للأخبار.

ووصف شميدت النهج السابق لقطاع التكنولوجية حول الأخبار الكاذبة والتضليل بـ"الساذج"، قائلاً إنّ "كل الأشياء تقريباً في "ألفابيت" وغيرها من شركات التكنولوجيا يُمكن فهمها على أنّها مرحلة نضوجٍ لما نقوم به".

وأضاف "قبل 10 سنوات، اعتقدتُ أنّ الجميع سيكون قادراً على التعامل مع الإنترنت، لأن الإنترنت كما نعرف جميعاً كان مليئاً بالأكاذيب والحقائق. لكن مع مواجهتنا بالبيانات، وما رأيناه من روسيا عام 2016، والجهات الفاعلة الأخرى حول العالم، علينا التحرّك".

وبحسب ما نقل موقع "ماذر بورد" الذي نقل تصريحات شميدت في البداية، فقال الأخير إنّ استراتيجية التضليل الروسية كانت سهلة المكافحة، بما أنّها تقوم حول تضخيم رسالة معينة أو معلومات متكرّرة واستغلالية وكاذبة، من المرجّح أن تُصبح سلاحاً".

وأضاف "وجهة نظري أنّ تلك الأنماط يُمكن معرفتها وإزالتها أو التقليل من أهميتها". لكنّه نفى أن تكون النيّة حظر الموقعين الإخباريين. وقال "لا نريد حظر المواقع. هذه ليست الطريقة التي نعمل بها. بشدة، لا أؤيّد الرقابة، لكنني أؤيّد الترتيب بشدّة. وهذا ما سنقوم به".

ورداً على تلك التصريحات، أصدرت رئيسة تحرير "آر تي"، مارغاريتا سيمونيان، بياناً قالت فيه، إنّ مراجعة داخليّة في "غوغل" وجدت أنّ الموقع الإخباري لم يقُم بأي خرق.

وأضافت "على السيد شميدت أن يستخدم غوغل. اعترف زملاؤه قبل ثلاثة أسابيع أنّ "آر تي" لم تنتهك أي قواعد لمنصّته".

والثلاثاء، نقلت وكالة "إنترفاكس" عن منظّم الإعلان الروسي، ألكسندر زهاروف، قوله إنّ الكرملين سيتّخذ إجراءات ضدّ شركة "ألفابيت" إذا تم تخفيض ترتيب مقالات "سبوتنيك" و"روسيا اليوم" في نتائج البحث على "غوغل".

وقال زهاروف، إنّ منظّم الإعلام "روسكومنادزور" أرسل برسالةٍ، الثلاثاء، لـ"غوغل" لطلب توضيح تعليقاتٍ أدلى بها شميدت، يوم السبت الماضي، حول كيفيّة التعامل مع المواقع الروسية في محرّك البحث.

ونقلت "إنترفاكس" عن زهاروس قوله "سوف نتلقى جواباً ونفهم ما يجب فعله بعد ذلك. نأمل أن يُسمع رأينا وأن لا نضطر للجوء إلى إجراءات انتقاميّة أكثر جديّة".



وأظهر تحقيق أجرته صحيفة "ذا غارديان" البريطانيّة، يوم الإثنين الماضي، مدى انتشار روسيا في الإعلام البريطاني. وضمّنت مواقع إخباريّة من بينها "تيليغراف" و"ميترو" و"باز فيد" أكثر من 80 مرة، تغريدات كتبها "جيش المتصيّدين" الذي تدعمه السلطات الروسية ومقرها في سان بطرسبرغ.

وأواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أعلنت شركة "تويتر" حظر كل الإعلانات على الحسابات المملوكة لشبكة RT ووكالة "سبوتنيك".

وقالت الشركة في تدوينة "اتخذ تويتر قراراً بحظر الإعلانات من جميع الحسابات المملوكة لروسيا اليوم، وسبوتنيك، وتفعيل ذلك فوراً".

واستند هذا القرار إلى العمل بأثر رجعي حول الانتخابات الأميركية عام 2016، والاستنتاج الذي توصل إليه مجتمع الاستخبارات الأميركية أن كلاً من روسيا اليوم، وسبوتنيك، حاولتا التدخل في الانتخابات نيابة عن الحكومة الروسية".

وأضافت التدوينة أنهم اتخذوا هذه الخطوة كجزء من التزامهم المتواصل للمساعدة في حماية سلامة تجربة المستخدم على تويتر.




(العربي الجديد)

المساهمون