قضية سفيان ونذير إلى الواجهة: اعترافات جديدة بمقتلهما

08 يناير 2017
سفيان ونذير مختفيان منذ 2014 (فرانس برس)
+ الخط -
بثّت قناة "الحدث الليبية"، المقرّبة من الجيش الليبي بقيادة اللواء خليفة حفتر، ليل أمس السبت، تسجيلاً لـ"الإرهابي عبد الرزاق ناصر، المقبوض عليه من طرف قوات حفتر"، قال فيه إنّ الصحافيين التونسيين سفيان الشورابي ونذير القطاري، المختفيين في الأراضي الليبية منذ 8 سبتمبر/أيلول 2014، قُتلا.

وأوضح ناصر أنّه "تم القبض على الشورابي والقطاري في بوابة النور، عندما كانا متوجهين إلى مدينة الأبرق، من طرف جماعة "غفار السريح"، وقاموا بنقلهما إلى مزرعة في منطقة درنة (فى الشمال الشرقي الليبي بالقرب من مدينة بنغازي)، ثم التحقيق معهما بتهمة الاستهزاء بالرسول وعدم صوم رمضان". وأشار إلى أن "ثلاثة إرهابيين تونسيين، هم أبو أنس وأبو حمزة وأبو مصطفى، قدموا أشرطة فيديو تثبت التهم الموجهة لسفيان ونذير".

وأضاف أنه "سبقت عملية قتلهما محاولة لمقايضتهما بإرهابي جزائري يقبع فى أحد السجون التونسية، لكن ذلك لم يتحقق، فتمّت تصفيتهما في غابة بمنطقة درنة من قبل تشاديَين يدعيان أحمد وأبو عبد الله".


وفي أول رد فعلٍ على هذه التصريحات الجديدة، في القضية التي عرفت أخذاً ورداً كبيرين منذ 2014، شكّكت والدة الإعلامي نذير القطاري، سنية رجب، في ما قاله ناصر، مؤكدةً أن "نذير وسفيان لا يزالان على قيد الحياة، كانا لدى الجضران والآن لدى الجيش الليبي".

ولرجب معلومات أن المختفيين كانا محتجزَين لدى إبراهيم الجضران، قائد حرس المنشآت النفطية في منطقة آجدابيا الليبية، وبعد ذلك أصبحا في قبضة قوات حفتر. وقد بنت هذه الاستنتاجات بعد زيارتها، الصيف الماضي، إلى ليبيا، واتصالها بعديد وجهاء وشيوخ قبائل فى المنطقة التي اختفى فيها سفيان ونذير.

وأثار فيديو قناة "الحدث الليبية"، منذ الإعلان عن موعد بثه ومحتواه، الكثير من ردود الأفعال في تونس، حيث استبقه وزير الخارجية التونسي السابق، الطيب البكوش، بتكذيب ما ورد حول عرض مبادلة الصحافيين التونسيين بالإرهابي الجزائري القابع في أحد السجون التونسية، حيث نفى وجود هذا العرض أساساً.



من ناحية أخرى، اجتمعت النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين بعائلتي الصحافيين المختفيين، حيث تم الاتفاق على تنظيم لقاء، بداية الأسبوع القادم، مع الطاقم القانوني المتابع للملف وعائلتي الزميلين، للنظر أولاً في مسار البحث القضائي بخصوص الملف، وعلى ضوء ذلك الاتصال بالهيئات الوطنية والدولية المدافعة عن حرية الصحافة وحماية الصحافيين، لبحث سبل رفع قضية دولية ودعوة السلطات السياسية في البلاد إلى تحمل مسؤوليتها في الكشف عن مصير الزميلين.

كما طالب "مركز تونس لحرية الصحافة"، تونس والمجتمع الدولي، بتحرك رسمي وجدّي من أجل الكشف عن مصير سفيان الشورابي ونذير القطاري.

يُذكر أنّ الإعلان عن مقتل سفيان ونذير من قبل مجموعات ليبية مسلحة ليست الأولى، حيث سبق أن أعلن فرع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في برقة الليبية عن خبر مقتلهما من طرفه.

كما أعلنت وزارة العدل في حكومة طبرق الليبية، في أبريل/نيسان 2015، عن قبضها عن مجموعة مسلحة تتكون من ليبيين ومصريين، اعترفت أثناء التحقيق مع عناصرها عن مسؤوليتها عن مقتل سفيان الشورابي ونذير القطاري، من دون تحديد مكان دفنهما، وهو ما اعتبرته الحكومة التونسية أمرا غير صحيح، على اعتبار عدم وجود أدلة مادية تثبت حقيقة تصفية الزميلين سفيان الشورابي ونذير القطاري من قبل هذه المجموعات.

المساهمون