تونسيون غاضبون من تغطية "الجزيرة" و"فرانس 24" لأحداث بنقردان

08 مارس 2016
اعتبر تونسيون أن كلمة مسلحين غير مناسبة(فتحي نصري/فرانس برس)
+ الخط -

سادت مواقع التواصل الاجتماعي في تونس حالة من الغضب حول التغطية الإخبارية لقناتي "الجزيرة" و"فرانس 24" للأحداث التي شهدتها مدينة بنقردان على الحدود التونسية الليبية، والتي أدت إلى مقتل 36 إرهابيا واستشهاد 18 عنصرا من الجيش التونسي وقوات الأمن وبعض المواطنين.

سبب الغضب يعود إلى توصيف المهاجمين بالمسلحين و"الجهاديين". فقد كتب بشير آيب "الجزيرة تحول الإرهابيين إلى مجرد مسلحين باسم الحياد"، وهو موقف تقاسمه مع الكثير من التونسيين الذين يرفضون توصيف من قاموا بعملية بنقردان بالمسلحين.

هذا التوصيف استعملته أيضا قناة "فرانس 24"، بل تعدى الأمر ذلك إلى وصفهم بالجهاديين، وهو ما أثار غضب الدكتور جمال الزرن، المختص في الإعلام، حيث كتب تدوينة على صفحته قال فيها "على قناة فرانس 24 موت 36 جهاديا فى بن قردان؟ أي جهاد؟ غريب أمر هذه القناة وصحافييها. إذا كان هؤلاء جهاديين فمن هو الإرهابي؟". وطالب الزرن بـ"ضرورة مساءلة مراسلي قناة فرانس 24". الإعلامي سامي العرفاوي تقاسم هذا الرأي مع الزرن، حيث كتب "على فرانس 24 عنوان يقول 54 قتيلا في هجمات جهادية استهدفت مدينة بن قردان... أية حرفية".

الغضب من قناتي "الجزيرة" و"فرانس 24" شمل مراسليهما في تونس، ميساء الفطناسي ووليد عبد الله، اللذين تعرضا إلى هجوم من قبل مستخدمي شبكة الإنترنت. والذي شمل أيضا الإعلامية اللبنانية فاطمة التريكي، العاملة في مكتب قناة الجزيرة في بيروت، بعد نشرها تدوينة على صفحتها، رأى فيها التونسيون تهجما على الجيش التونسي، لتقوم بعد ذلك بسحبها وكتابة اعتذار جاء فيه "حذفت الصورة والمنشور الخاص بالسيلفي مع الجثث. أعتذر لأنني لم أستوعب الانتصار المعنوي في الصورة. وعليه حذفت كل ما يتعلق بكم. انتو صح... انتصرتم علي. ما تواخذونا ويا ريت بقى كل واحد يروح بسبيله".

في مقابل هذا الغضب، تمت الإشادة بتغطية بعض القنوات والإذاعات المحلية لأحداث بنقردان. كما تمّ، ولأول مرة، اعتبار الاستراتيجية الاتصالية (الإعلامية) للحكومة التونسية في أحداث بنقردان ناجحة، على عكس المرات السابقة التي شهدت فيها تونس أحداثا إرهابية.


اقرأ أيضاً: أحداث بنقردان التونسية:صور "الإرهابيين" تنتشر.. ومهنية الإعلام محط تساؤل

المساهمون