الأذرع الإعلامية تنكل بالمجتمع المدني... وحقوقيون مصريون: لن نصمت

20 مارس 2016
وصل الوسم إلى لائحة الأكثر تداولا (تويتر)
+ الخط -
- المسؤول الأمني: "عندنا انتهاكات وتعذيب واختفاء قسري وقتل خارج القانون، وبتوع حقوق الإنسان تعبنا ومش ساكتين".

- الزعيم: "خلاص يبقى لازم ننهيهم ونعلن الحرب عليهم".

- المسؤول الأمني: "الانتهاكات... سيادتك يافندم؟".

- الزعيم: "لا بتوع حقوق الإنسان يا غبي".

****

هذا هو الحوار الذي تخيّله ناشطون لما دار في أروقة النظام المصري مؤخراً، عقب وصول انتهاكات حقوق الإنسان لخارج حدود مصر، وتصاعد أزمة النظام مع إيطاليا بسبب مقتل طالب الدكتواره جوليو ريجيني، ووصلت للهجوم الصريح من البرلمان الأوروبي، ومطالبته بقطع المعونات عن مصر.

التطور الكبير حدث عقب دخول وزير الخارجية الأميركي، جون كيري على الخط، إذ أعرب عن قلقه من تدهور حقوق الإنسان في مصر، فكان الخيار الاستراتيجي للنظام هو إعلانه الحرب على جمعيات ومنظمات حقوق الإنسان المصرية.

هاجمت الأذرع الإعلامية والإلكترونية في موجة واحدة، جمعيات حقوق الإنسان والولايات المتحدة، في نفس الوقت الذي انتقدت فيه الخارجية تصريحات جون كيري، وهددت بفتح ملف التمويل الأجنبي قضائيا. فـ"البرلمان الأوروبي أصلاً إخوان، وأميركا، هي الشيطان الأكبر المتآمر على مصر وجيشها، وجمعيات حقوق الإنسان عملاء وطابور خامس حسب فرضيته التي بنى عليها حربه".

وفي الوقت الذي سبق للسلطات المصرية أن أصدرت قراراً بمنع سفر وتجميد أموال كل من الحقوقيين جمال عيد، وحسام بهجت، عزفت اللجان الإلكترونية والمرئية بشكل متناسق، ودشنت وسم "#افضح_ولاد_أمريكا"، والذي وصل لقائمة الأكثر تداولا، بفعل تنسيق اللجان، وكذلك دخول بعض الناشطين، للوسم للهجوم عليه، من باب "انظروا لعلاقة النظام بالأميركيين ومعونتهم قبل انتقاد ولاد أميركا".

عمرو أديب على قناة "أوربيت" لعب على مزاج المصريين الذين يفضلون الرئيس "الدكر"، وروى قصة على عهدته الشخصية، حول لقاء سري بين الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ومسؤول أميركي رفيع، كال فيه السيسي الاتهامات للأميركيين، في تلميح واضح بأن اتهامات كيري مبررة في الرد علي الرئيس "المتطرف" سياسيا والذي لا يلجأ للحلول الوسط معهم.

وفي تشجيع واضح منه على إعادة فتح قضية "التمويلات الأجنبية"، طالب السلطات بالكشف عن تفاصيلها، بدلاً من تذكيرهم بمخالفاتهم المزعومة في مجال حقوق الإنسان، في تلميح لتبرير التنكيل الحاصل تجاه تلك المنظمات الحقوقية.



أسامة كمال هاجم كيري في برنامجه "360 درجة" على فضائية "القاهرة والناس" قائلا "هو يا سيد كيري يا نبقى مرتع لأي حد في بلدنا يعمل ما بدا له ويقول ما يقول ويقبض يا نبقى بنقيد حرية التعبير". وأضاف "السيد كيري صحي لنا وأعرب عن قلقه من تدهور اوضاع حقوق الإنسان بعد إعلان القاهرة إعادة التحقيق في طبيعة عمل الجمعيات".


سارة فهمي كبيرة الأذرع الإلكترونية كان لها فضل كبير في تدشين الوسم وقالت: "‏شارك في الهاشتاج وادعم موقفنا تجاه الممولين من الغرب، شارك وافضحهم، شارك عشان نخلص من كابوس العملاء والمأجورين #افضح_ولاد_أمريكا".

وساعدت جريدة "اليوم السابع في دعمه عبر حساباتها على تويتر، ونشرت خبراً تحت عنوان "‏المنظمات المشبوهة وأميركا إيد واحدة في التآمر على مصر"، وفي تغريدة مبكرة جدا تدل علي مدى التنسيق، قالت "‏مدونو تويتر يدشنون #افضح_ولاد_أمريكا لفضح العناصر الممولة من الخارج".

ورغم كل التنكيل وحرب الأذرع المعلنة والخفية، علق الحقوقي جمال عيد "‏على فكرة: مش ناوي اوقف انتقاد لغياب القانون والعدالة وانتهاكات حقوق الانسان وحرية الصحافة وعداء ثورة يناير والاحتفاء بلصوص مبارك. هذا للعلم".


اقرأ أيضاً: مصر: وزارة التموين تعبر الزمن وتقدم الأرز قبل إنتاجه
المساهمون