تفاصيل جولة مراسل القناة الإسرائيلية في تونس

21 ديسمبر 2016
فاردي في صفاقس (تويتر)
+ الخط -
يوم السبت في 17 ديسمبر/كانون الأول في مطار تونس قرطاج الدولي، وصلت طائرة عند الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً من العاصمة الإيطالية روما، أقلّت ركاباً كان بينهم مراسل "قناة العاشرة" الإسرائيلية، معاف فاردي، الذي دخل إلى الأراضي التونسية بجواز سفر ألماني، يحمل فيه صفة كاتب. 

كان رجلان تونسيان بانتظاره في قاعة المطار، علماً أن الأمن التونسي قبض لاحقاً على ستة أفراد متورطين في تسهيل مهام المراسل الإسرائيلي. استعمل أحدهما سيارة زوجته، لينتقلوا مباشرة إلى مدينة صفاقس على بعد 300 كيلومتر من العاصمة التونسية. عند الوصول، توجه فاردي ومرافقاه مباشرة إلى منزل الشهيد، محمد الزواري، في حي المنصورة، وداروا حول المنزل، قبل أن يتوجه مرافقه إلى شقيق الزواري، قائلاً له إنه يصطحب معه مراسل قناة "بي بي سي"، ويريد إجراء لقاء صحافي مع زوجة الشهيد ووالدته.
وافق شقيق الزواري مبدئياً، لكنه رفض بعد ذلك، ليكتفي مراسل قناة "العاشرة" الإسرائيلية بالتصوير خارج المنزل، فيما لم تبث القناة أي نقل من تونس.

انتقل فاردي بعدها للتجوال في المدينة، وقدمه مرافقاه التونسيان هذه المرة باعتباره مراسل قناة "زيد أف" الألمانية. وبعد أن قضى يوماً كاملاً في صفاقس، توجهوا إلى العاصمة التونسية، ليصلها عند الساعة الثانية بعد منتصف الليل، قاصداً أحد الفنادق، حيث قام بعملية حجز مسبقة عبر الإنترنت.

بعد تسجيل دخوله إلى الفندق، توجه إلى غرفته عند الساعة الثالثة صباحاً. بعد أربع ساعات فقط، غادرها متوجهاً إلى الشارع الرئيسي في العاصمة التونسية، وكان خالياً تقريباً من المارّة، كونه يوم عطلة أسبوعية. اختار فاردي مكاناً قريباً من مقر وزارة الداخلية وخلفية للتصوير تبرز فيها ثلاث رايات تونسية قرب النصب التذكاري للرئيس التونسي السابق، الحبيب بورقيبة، وسجل فيديو لا تتجاوز مدته الدقيقة، وأرسله عبر الإنترنت إلى القناة "العاشرة" الإسرائيلية، ثم غادر تونس عائداً إلى روما.



كان الأمن التونسي لا يعلم أي شيء عمّا حصل، حتى نشرت القناة الإسرائيلية الفيديو الذي تمّ تداوله بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي من قبل التونسيين، معربين عن غضبهم من هذا الاختراق الأمني، بعد يومين فقط على حدوث اختراق آخر راح ضحيته الزواري الذي كرّمه التونسيون، مشيدين بما فعله في خدمة القضيّة الفلسطينيّة.

في الوقت نفسه، اكتفت السلطات التونسية بالصمت، وعدم تقديم أي موقف رسمي، مما زاد غضب المواطنين التونسيين، فوصفوا الحكومة التونسية بـ "الحكومة الفاشلة والضعيفة والقابلة للاختراق بسهولة".

مواقف التونسيين دفعت رئيس الحكومة، يوسف الشاهد، إلى الاستعجال في الاجتماع صباح يوم الإثنين، مع وزيري الدفاع والداخلية، ليتقرر بعدها مباشرة عقد مؤتمر صحافي مساء اليوم نفسه من قبل وزير الداخلية، للكشف عن جريمتي اغتيال الشهيد الزواري ومراسل "القناة العاشرة" الإسرائيلية، أمام سخط وغضب منظمات المجتمع المدني والنقابات الإعلامية الرافضة لكلّ أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي. وهدّد الشاهد بمعاقبة "كل الضالعين في هذه الجرائم ومن تواطأ معهم حتى بالتهاون في أداء عمله".

تواصلت "العربي الجديد" مع بعض أعضاء الحكومة التونسية الذين رفضوا التعليق على الأمر، بحجة انتظار انتهاء التحقيق في الموضوع. في المقابل، أعلن العضو في الفريق الإعلامي لرئيس الحكومة التونسية، غفران الحسايني، عن رفضه لكلّ أشكال التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وضمنه التطبيع الإعلامي الذي اعتبره "خيانة لنضالات الفلسطينيين ولقيم الأمة". كما اعترف وزير الداخلية التونسي، الهادي المجدوب، بالتقصير الأمني.



دلالات
المساهمون