مستقبل التكنولوجيا بين النسخ والابتكار

18 نوفمبر 2016
بدأت الدعاوى بين سامسونغ وآبل (شان غالوب/Getty)
+ الخط -
بعد أي تحديث لهاتف ذكي أو تطبيق، غالباً ما تُرفع قضايا براءة اختراع من الشركات التي عادةً ما يكون الهدف منها إمّا وقف صنع الهاتف، أو الحصول على مبلغ مالي كتعويض.

تلك القضايا كانت تحتدم، خاصة بين شركتي "سامسونغ وآبل". أحد أوّل تلك الخلافات كانت عام 2009، عندما اتّهمت "آبل" شركة "سامسونغ" بسرقة شكل التطبيقات وطريقة تكبير الصور في التحديث الأخير لهواتف "سامسونغ" الجيل الثالث. وتتالت القضايا بين الطرفين، لتبلغ ذروتها عام 2012، حين اتهمت "آبل" شركة "سامسونغ" أنّ جهاز "غالاكسي نوت" ينتهك عدداً من براءات الاختراع الخاص بها، مضيفة لذاك العدد نظام تشغيل "جيلي بين" للقضية المرفوعة منذ فترة في ولاية كاليفورنيا.
هذه الدعوى أتت بعد فوز "سامسونغ" بدعوى أرغمت بموجبها "آبل" دفع مبلغ 1.05 مليار دولار بعد إثبات انتهاك "آي فون 5" لبراءات اختراعات، متواجدة في أحدث هواتف "سامسونغ".
وبعد سلسلة من الدعاوى، توصّل الطرفان بعد محادثات طويلة، لتسوية للقضايا القديمة المتنازع عليها، لكن الاتفاق لم يتمّم عامه الأوّل، ليعود الطرفان لرفع القضايا ضد بعضهما بعضاً. وانضمّت في السنين اللاحقة عدة شركات مثل "غوغل، مايكروسوفت، HTC" وغيرها، لترفع قضايا براءة اختراع ضد بعضها بعضاً.
وحصلت اصطفافات بين طرفين ضد طرف ثالث، أبرزها كان اصطفاف "غوغل" مع "سامسونغ" ضد "آبل" وذلك بعد أن جرّت الأخيرة "غوغل" في دائرة الخلاف القانوني مع "سامسونغ"، في محاولة للوصول لاتفاق بين الشركتين، الأمر الذي دفع عملاق البحث بتقديم يد المُساعدة والاصطفاف مع "سامسونغ".
هذا وكانت "غوغل" قد دعمت مرات عديدة مسبقاً شركة "سامسونغ" في سعيها لوقف سيطرة "آبل" على التطبيقات، وفي دعم قوي لنظام "آندرويد"، وهو نظام تشغيل جميع أجهزة "غوغل" و"سامسونغ".

لكن الاصطفافات تغيّرت بشكل مفاجئ، وعلى الرغم من المنافسة الكبيرة بين شركات التكنولوجيا الأكبر في العالم، إلّا أنّهم يأخذون المواقف نفسها إذا ما تعلّق الأمر بحماية المستهلك. هنا نتحدّث عن دعوى مكتب الـ FBI ضد شركة "آبل".
وتعود القصة لحادث إطلاق النار الإرهابي في إحدى المُدن الأميركية، الذي أودى بحياة كثير من المواطنين الأميركيين. وبعد العثور على المتهم بالحادث واستجوابه، وجد مكتب الـ FBI أنّ هاتفه من نوع "آيفون" محمي بكلمة سر. وبسبب قوة قفل الحماية، لم يتمكّن الخبراء التقنيون لدى مكتب الاستخبارات من فكّ شيفرة الجهاز.
هنا رفع مكتب الاستخبارات دعوى قضائية ضد "آبل" بعد رفض الأخيرة التعاون لفتح قفل الجهاز. وحملت الدعوى عنوان "إعاقة التحقيق"، والتي قالت "آبل" إنّها تخرق حقوق مستخدميها بعدم حماية معلوماتهم. هنا تضامنت "غوغل، مايكروسوفت، فيسبوك"، مع "آبل"، وأكّدت الشركات أنّ للمستخدم حقاً بالحفاظ على سريّة معلوماته.
هذا وقد أعلنت مجموعة مؤلفة من 15 شركة تقنية كُبرى رسمياً رفضها التام ممارسات الوكالات الحكومية الأميركية، وذلك برفع دعاوى قضائية ضد طلب مكتب الـ FBI. من تلك الشركات، "أمازون، فيسبوك، وسيسكو".

في سياق آخر، إذا ما نظرنا إلى أي تطبيق حالي، سنجد أنّه يشبه غيره بطريقة أو بأخرى. فمثلاً، ميزة الرسائل الذاتية التدمير في تطبيق "iMessage" مأخوذة من تطبيق "سناب تشات"، والذي كان أوّل من طرح ميزة الصور والمقاطع المصوّرة ذاتية التدمير.
إذاً، كثيرة هي التطبيقات المستوحاة من تطبيقات أخرى، على غرار النقل الجائر والذي حصل بين "سناب تشات" و"انستغرام". فقد نقل الأخير خاصية القصص أو ما يُعرف بالـ "Stories" منتصف العام الحالي. وبذلك أصبح يمكن لأي مستخدم لـ"إنستغرام" وضع صور ومقاطع مصوّرة، الكتابة عليها وإبقاؤها لمدة تصل لـ 24 ساعة.
هذا النقل الجائر سبقه نقل ميزة الوسم من "فيسبوك" والتي نقلتها عن تطبيق "تويتر". النقل لا يقتصر على ميزة، بل يصل لرمز التطبيق. هنا نتحدّث عن التحديث الأخير لتطبيق "واتساب" والذي أصبح فيه زر إرسال الرسائل مطابقاً بشكل لا يصدّق لرمز تطبيق التراسل "تيليغرام". كما أطلق "واتساب" خاصية جديدة تحت اسم Status، وهي عبارة عن صورة بالإمكان التعديل عليها، حيث إنّ المستخدم يلتقط صورة أو أكثر ليضيف الوجوه التعبيرية أو يرسم عليها بألوان مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن كتابة نص على الصور، وإرسال الصور المعبّرة أو الـGIF.
يُذكر أنّ تطبيق "تيليغرام" يعدّ أحد منافسي تطبيق "واتساب"، لما يحويه من ميزات ولسرعته الفائقة بتبادل الرسائل. لكن ما رادع النقل الجائر والسرقة الواضحة، إذا كانت الدعاوى القضائية نادراً ما تنصف الطرف المنقول عنه؟ وما نفع نسخ لون وشكل الرمز؟
ربما يعتقد كثيرون أنّ الابتكار أصبح صعباً، لا سيما في تطبيقات التراسل والتي أصبح بالإمكان من خلالها الاتصال الصوتي، المرئي، إرسال المقاطع المصوّرة والصوتية، إرسال الملصقات وغيرها. لكن بالطبع بانتظارنا كثير في عالم تكنولوجي يتطوّر بسرعة، ليتماشى مع متطلبات جيل لم يعد يرضى إلّا بالأفضل والأسرع.




المساهمون