بعد ثلاث سنوات: أين المصوّر اللبناني سمير كسّاب؟

20 أكتوبر 2016
خلال المؤتمر الصحافي (العربي الجديد)
+ الخط -
مرت 3 سنوات على تاريخ تحول المصور الصحافي اللبناني، سمير كساب، إلى مفقود في الشمال السوري أثناء إعداد تقارير لصالح قناة "سكاي نيوز" الإخبارية. انقطع الاتصال بفريق القناة الإخبارية المؤلف من 3 أشخاص قرب مدينة حلب عام 2013، ولم تتبن أي جهة خطفهم، رغم تردد معلومات عن وجودهم بيد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في مدينة الرقة. زادت سنوات الاختفاء من معاناة عائلة المصور الشاب وخطيبته، خصوصاً مع شح المعلومات التي وصلتهم من مصادر متعددة ومتفاوتة المصداقية. وهو ما عبّرت عنه العائلة خلال المؤتمر الصحافي الذي عقدته ظهر الثلاثاء في نادي الصحافة بالعاصمة اللبنانية. واقتصر الحضور فيه على فريق "سكاي نيوز" في بيروت وعدد قليل من المراسلين الصحافيين.
حاول والد سمير، أنطوان، التماسك وتبادل الابتسامات مع الحاضرين القلائل، لكن الدموع عاجلته وهو يتحدث بلهجته القروية عن معاناة الأسرة بسبب فقدان ابنها. ومع مضي الأيام تحول زملاء سمير في مكتب "سكاي نيوز" في بيروت إلى أبناء وبنات "العم أنطون" الذي أتعبه الانتظار، فترك ابنه الثاني جورج يرد على أسئلة المراسلين قبل عقد المؤتمر. أعرب الوالد على خيبته من "الدوران في حلقة مفرغة طوال ثلاث سنوات لم نتمكن خلالها من الحصول على أي دعم جدي من الدولة اللبنانية لإعادة سمير إلى الوطن". كما فشلت محاولات فردية لأفراد العائلة بالتواصل مع أشخاص داخل سورية بهدف جمع معلومات عن سمير كساب وزميله الموريتاني وسائقهما السوري، وتبين أنهم "كانوا غير صادقين". واعتبر الوالد أن "توجيه رسالة مباشرة إلى الخاطفين أياً كانوا عبر وسائل الإعلام هو أقصى ما يمكننا فعله، وإنني أقول لهم إننا جاهزون للتفاوض معكم ونأمل منكم كشف مصير ابننا".
تبدلت نظرات الوالد خلال الحديث بين شقيق سمير وخطيبته اللذين تبسم لهما في محاولة لإخفاء الدموع.
وركزت خطيبة سمير، رزان حمدان، في كلمتها على "إنسانية ومهنية الصحافيين الذي توجهوا إلى سورية لنقل معاناة الشعب السوري دون أي أهداف سياسية". وأسفت حمدان لأن "اختطاف سمير لا يغير شيئاً في المعادلة السورية، لذلك على الخاطفين إطلاقه". واستنكر جورج فشل الدولة اللبنانية في حل أي من المشاكل الداخلية أو الخارجية لمواطنيها، وذكّر بأن هذه الدولة "عجزت عن انتخاب رئيس للجمهورية أو حل أزمة النفايات، وللأسف فقد تابعنا كيفية تعاملها مع ملف خطف العسكريين اللبنانيين وهي تجربة غير مشجعة".
كما تحدث رئيس نادي الصحافة، الزميل بسام أبو زيد، مؤكداً أن "قضية الفريق الصحافي المخطوف في سورية هي قضية عربية وليست لبنانية محلية". ودعا أبو زيد "كل من لديه معلومات عن مكان احتجاز سمير للإدلاء بها"، كما دعا الحكومة اللبنانية لشرح جهودها التي بذلتها لتحرير سمير. ووجه أبو زيد مناشدة إلى مدير عام جهاز الأمن العام، اللواء عباس إبراهيم، للمساعدة في إطلاق الفريق.

المعلومات محدودة

وفي مقابل نجاح عدة دول في إطلاق سراح مواطنين لها احتجزوا في سورية والعراق من قبل مجموعات مسلحة مُتعددة الولاءات، تعجز الدولة اللبنانية عن استعادة عدد من المخطوفين في سورية، وبينهم عسكريون مخطوفون لدى تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، ومواطنون يحتجزهم النظام السوري في زنازينه. وقد نقل صحافي فرنسي أُطلق سراحه من سورية في أكتوبر/تشرين الأول 2015 أنه كان "جار" سمير كساب في زنازين "داعش" لبعض الوقت. وتحدث هيان عن تجربته خلال 10 أشهر من الاحتجاز، قبل نجاح مساعي حكومته في إطلاق سراحه. وتكاد المعلومات القليلة التي نقلها الصحافي الفرنسي أن تكون الوحيدة ذات المصداقية التي تسربت عن وضع سمير كساب.



دلالات
المساهمون