ميركل في مرمى نيران المغردين...دفاعاً عن الطفلة ريم

17 يوليو 2015
تبلغ ريم من العمر 14 عاماً (تويتر)
+ الخط -


لدى زيارة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، مدرسة في روستوك للحديث عن "البيئة"، حاولت مواساة الطفلة الفلسطينية، ريم، من خلال أجوبة سياسية قاسية. تشعر ريم بالقلق تجاه أسرتها المهددة برفض طلب اللجوء وبالترحيل. أجوبة ميركل على أسئلة الطفلة دفعت الناشطين إلى استحداث وسم #merkelstreichelt لانتقاد لهجتها في الحديث مع الطفلة.

ريم في الرابعة عشر من عمرها، وتجيد اللغة الألمانية وتداوم في المدرسة وتعيش كالألمان، بينما ميركل وجدت نفسها تجيبها "إجابة تكنوقراطية" بحسب ما ذهب إليه صحافيون ومعلقون حين قالت لها: "أفهمك، لكن السياسة تقسو في بعض الأحيان".

تناقل المستخدمون على مواقع التواصل، وسم "ميركل تربّت" / #merkelstreichelt وأتى رد الفعل قاسياً جداً. وساوى بعضهم بين لمسها خد ريم، التي كانت تبكي لإجابة زادتها تشوشاً حول بقائها في ألمانيا، وقيام هتلر بالأمر ذاته مع الأطفال.

لم تطلب ريم من ميركل أن تقبل لجوء كل اللاجئين الفلسطينيين، حتى تجيبها وكأنها تحاور شخصاً بالغاً ومدركاً للسياسة: "أنت تعلمين أنه يعيش في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين الآلاف والآلاف من الناس وإذا قلنا أنه بإمكانهم أن يأتوا جميعاً من أفريقيا فلن يمكننا معالجة الموقف".


غضب المغردون من رد فعل ميركل، متسائلين بسخرية عن محاولة مواساة ريم بالتربيت على كتفها وملامسة خدها: "وماذا تفعل ميركل غير ذلك؟". قسوة السياسة التي تحدثت عنها ميركل جعلت الحالة النفسية للطفلة صعبة فلم يكن أمامها سوى البكاء، وبحسب مغردين فإن أحلام ريم التي ذكرتها في سؤالها عن الدراسة والوصول إلى الجامعة لا يتم الإجابة عليها بعبارة "بعض اللاجئين سيتعين عليهم المغادرة". وكأنها كانت تقول للطفلة: "يا عزيزتي أنت صغيرة على السياسة وقسوتها، لكن سيتعين عليك المغادرة"، فانهمرت دموع طفلة جعلت مدير الحوار يقول لميركل في محاولة مواساة الطفلة: "الأمر لا يتعلق بتقديم وجهة نظرها بشكل صحيح أم لا". 

وبالرغم من محاولات بعض الصحف الألمانية التخفيف من وطأة الفيديو الذي انتشر، كتبرير صحيفة "فرانكفورتر تسايتونغ"،  أن الشريط تم اجتزاء مقاطع منه. إلا أن ذلك لم يحُل دون توجيه سهام النقد لسياسات ألمانيا في ترك موضوع البت بقضايا اللاجئين لسنوات من دون قرار واضح.

نقلت الأخبار المتلفزة في ألمانيا، صباح اليوم، "بارقة أمل لريم" بنقل تصريحات مفوضة الحكومة لشؤون اللاجئين أيدان أوزغور قائلة: "لا أعرف ظروف الطفلة، ولكنها تتحدث الألمانية بطلاقة وإتقان، وتعيش هنا منذ سنوات وقد جرى تعديل قانون خاص بمثل هذه الحالات". وبحسب ما نقل موقع "شبيغل" فإن مشاورات جرت بين المفوضة والمستشارة ميركل يقضي بوقف مبدئي لإبعاد الطفلة الفلسطينية.

اقرأ أيضاً: حملة سوريّة إلكترونية للالتزام بمعايير توثيق عمليّات الإغاثة

ما تفجر في قصة ريم وورطة المستشارة، يعود ليؤكد قوة وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل ضغط كبير لتسليط الضوء على سياسات معينة، ومنها تلك التي تتعامل مع البشر كزوائد رقمية في بعض الأحيان، واضعة إياهم تحت مؤثرات نفسية وعصبية لا يفهم الصغار مقاصدها ولا يعنيهم منها الكثير.

 

 



المساهمون