عامل النظافة يهدد "شموخ" دولة السيسي "العنصرية"

11 مايو 2015
(مواقع التواصل)
+ الخط -
"دولة التوريث والتمييز والعنصرية في مصر باقية وتتمدد". على هذا، أصرّ وزير العدل، المستشار محفوظ صابر، في حواره لقناة ten الفضائية، حين قال: "ابن عامل النظافة لا يجوز أن يعمل قاضيّاً، فكتّر خير أبوه إنه علمه".. فالقاضي حسب وجهة نظر صابر، "لا بد أن يخرج من بيئة مناسبة".

لم يوضح الوزير ما يقصده بـ"البيئة المناسبة"، أثناء حواره مع الإعلامي، رامي رضوان، لكن التصريحات السابقة لرئيس نادي القضاة، المستشار أحمد الزند، عن "الزحف المقدس"، وحق أبناء القضاة في التعيين، كانت كافية لفهم المعنى المقصود.

عنصرية الوزير وطبقيّته، لم تتوقّف عند هذا التصريح، بل قال: "ابن عامل النظافة الغلبان لو عمل قاضيّاً لن يتحمّل بيئة القضاة، وسيصاب بالاكتئاب وتحاصره المشاكل"... في تبديد لعبارة "عدالة اجتماعيّة" التي رفعتها الثورة المصريّة، وكانت أحد مطالبها الأساسيّة. 



ما أن انتشرت تصريحات الوزير، العنصرية، حتى انتفضت مواقع التواصل ضدها. انتفاضة، شاركت فيها جميع الحسابات على "فيسبوك" و "تويتر" تقريباً... فتفاوتت ردود الفعل بين السبّ واللعن والسخرية. وأطلق الناشطون وسم #أقيلوا_وزير_العدل، والذي صعد سريعاً ليحتلّ قمة لائحة الأكثر تداولاً، حاملاً نيران الغضب التي في صدور من حلم بمصر العدل، واصطدم حلمه بتصريحات وزير العدل.

الدكتور محمد البرادعي والذي أصبح يستخدم حسابه الرسمي على "تويتر" كمنبر، يضمن له البقاء على الساحة المصرية، علّق على تصريحات الوزير وقال: "الإعلان العالمي لحقوق الإنسان: لكل شخص بالتساوي مع الآخرين حق تقلد الوظائف العامة في بلده.. عندما يغيب مفهوم العدالة عن وطن لا يتبقى شيء".

اقرأ أيضاً: السيسي وغريندايزر في مواجهة الأشرار

الحقوقي، جمال عيد، ربط عهدي المخلوع حسني مبارك والحالي عبدالفتاح السيسي بالظروف العنصرية نفسها، وقال: "في دولة مبارك، ابن الفلاح المتفوق زي عبدالحميد شتا، ممنوع عليه السلك الدبلوماسي، فانتحر! في عهد السيسي ابن الفقير ممنوع عليه يفكر يبقى قاضي، ده كلام وزير عدل "إذا كان فيه عدل". وذكّر بأكبر مذبحة وقعت تحت مظلة رئيس مؤقت يعمل في الأصل قاضيّاً، وقال: "عدلي منصور قاضٍ دستوري، تمّت بعهده أبشع مذبحة بتاريخ مصر الحديث (رابعة) ومفيش تحقيق قضائي، ممكن شاب فقير ابن عامل نظافة يكون قاضي أكثر عدالة من عدلي".
بعض العاملين في الحقل الإعلامي استفزّتهم تصريحات الوزير، وحثّوا بعضهم بعضاً على البحث عن تاريخ الوزير، فقال الصحافي محمد سامي: "وزير العدل كان ماسك الكسب غير المشروع.. عرفتوا ليه مفيش فلوس بترجع للبلد".

وحاول بعضهم تذكير وزير العدل العنصري، بأن رؤساء مصر جميعاً كانوا أبناء عمال بسطاء، فقال عمر: "حد يفكر وزير العدل إن أبو عبدالناصر كان بوسطجيّاً، وأبو السادات كان فلاحاً، وأبو مبارك كان حاجباً في محكمة، وأبو السيسي بيّاعاً في محل... وأبوك معرفش يربّيك".

اقرأ أيضاً: شاشات التلفزيون المصري سوداء... وناشطون: "ربنا يديمها نعمة"

وتعجبت "المحروسة" من التصريحات، مشيرةً إلى أنّ خير الخلق ورسول الإسلام محمد، كان راعيّ غنم، وقالت: "راعي الغنم ينفع يكون نبي وصاحب رسالة يحكم بالعدل بين أمة.. بس ابن راعي الغنم ما ينفعش يكون قاضي"... في الوقت الذي تعجب فيه الصحافي أشرف صابر من تناقض موقف الناشطين وقال: "كل ما سبق من ظلم واستبداد وانتهاكات وقتل على الهوية لم يحرّك في كثير منهم ساكناً.. قالك.. #أقيلوا_وزير_العدل.. دا تمامكم".

"من يحاسب هذا الوزير على عنصريته الفجّة؟"، هكذا تساءل أستاذ العلوم السياسية، سيف عبدالفتاح، تعليقًا على عنصرية وزير العدل. واستغرب عمر من رد فعل الناشطين قائلاً: "‏متفاجئين ليه؟ كُلنا عارفين من زمان، لو معندكش واسطة، أو في بيتك وقرايبك حد محترم، لا بتدخل جيش ولا شرطة ولا قضاء".
 ونصحت سوزان، الوزير الذي يتفاخر بوكلاء النيابة والقضاة الشباب، قائلةً: "ابق روح لمّ القضاة الكيلاس بتوعك من هاسيندا (قرية بالساحل الشمالي) يا ابن الناس الكويسة".

وطالبت نسمة بإجراء تحاليل لوكلاء النيابة ـ مدعاة فخر وزير العدل ـ لتثبت تعاطيهم المخدرات، وقالت: "أطالب بإجراء تحاليل لوكلاء النيابة اللي هما أبناء المستشارين ونشوف كام واحد فيهم هيطلع بيضرب مخدرات من الأحراز المضبوطة". ووافقتها أخرى، وقالت: "يا سيادة وزير العدل أحب أقول لحضرتك، إن "الأوساط المحترمة" ولادها بقوا بيرفضوا يدخلوا سلك القضاء عشان ما يلوثوش سمعتهم بالقرف اللي في النيابات".

واعتبر بعضهم كل الضغط الحاصل لإقالة الوزير كالحرث في الماء، فلن تستجيب دولة السيسي لهم. وقالت حبيبة: "ولا عمر حد حيعبرنا! وبكرة يقولولك كل اللي قالو كدا عايزين يهدموا مصر! إخوان وإرهابيين وطرف تالت، ولا عمر حد بيسمع". وتعجب عمر من تدني طموحات معارضي السيسي لدرجة إقالة وزير، وقال: "وهو حلمنا دلوقتي بقى أقيلوا وزير العدل؟.. ولو أقالوه هنفرح مثلاً".
المساهمون