مغني الراب "بوبا" ينتقد "شارلي إيبدو"... فيحاكم

15 ابريل 2015
حملة عنيفة ودعاوى قضائية ضد بوبا
+ الخط -

صحيفة "شارلي إيبدو" تعود إلى الواجهة، لكن هذه المرة مع تصريحات مغني الراب الفرنسي بوبا، الذي يحظى بشعبية كبيرة، واسمه الحقيقي هو إيلي يافا. فخلال حملة إعلانية لألبومه الجديد، قال: "إنني أتفهم من يقول "أنا شارلي"؛ بقدر ما أتفهم من يقول "إني لستُ شارلي". وأعلن أن الصحيفة الفرنسية تتحمل، هي أيضاً، مسؤوليةً ما عما حدث لها، وقال: "حين نلعب بالنار نحترقُ". مضيفاً: "لقد كنتُ مندهشاً لأن الأمر لم يحدث من قبل، هذه ليست أول مرة تُنشَر فيها رسوم عن النبي. في الحياة يجب أن نتحمل اختياراتنا. إذا كنتَ تقطُنُ في أستراليا على شاطئ، وقيل لك إنه توجد في البحر أسماك القرش الأبيض، وأنت تواصل الاستحمام فيه كل يوم، فعليك أن تتحمل المسؤولية في اليوم الذي سيفترسك فيه قرش أبيض. لا أؤيد لا هذا ولا ذاك، ولكني أتفهَّمُ الطرفَين".

ليس هذه هي أول مرة يلجأ فيها هذا الفنان المنحدر من الضواحي الباريسية إلى الإثارة والاستفزاز. فقد أثار الصحافة أثناء الاعتداء الإسرائيلي الأخير على غزة، حين انتقد المفكرَ طارق رمضان وكل مساندي الفلسطينيين عبر مواقع التواصل، وكتب: "كلّ من يعتقد أنه يساعد الفلسطينيين عبر إنستغرام وفيسبوك إلخ، أنتم تثيرون الشفقة، يا عصابة المنافقين. لا سياسة هنا. إن شئتم تقديم الدعم فاذهبوا إلى الميدان، وإلا أغلقوا أفواهكم". وأضاف: "لا يمكن وقف الدبابات الإسرائيلية باستخدام الجيل الثالث من الإنترنت 3G".

ولكن كلمات بوبا، الذي يقول إنه مسلم، من أب ذي الأصول السنغالية، وأم مغربية من الديانة اليهودية، عن "شارلي إيبدو" أثارت غضب طبيب الاستعجالات وعضو الصحيفة باتريك بيلّو. هذ الأخير اشتهر في تسعينيات القرن الماضي، بسبب فضحه هشاشة النظام الصحي الفرنسي الذي تسبَّب في مقتل 14 ألفا في فرنسا أثناء قيظ 2003. وصرّح بأن "الشباب أذكى من هذا المغني، وفي نظري، سيكون من الأفضل أن يُنصتوا إلى شيء آخر... ". ولم يُخْفِ بيلّو، حق الصحيفة، التي تدافع، منذ تأسيسها، عن شعار "يجب حظر الحظر"، في رفع دعوى قضائية ضد الفنان بوبا بتهمة "تبرير الإرهاب". وهو ما لم تتردد في تنفيذه نقابة "شرطة فرنسا"، وهي النقابة الأقوى بين أوساط رجال الأمن، حين رفعت دعوى ضده، واصفة كلماته بـ"الاعتداء على المجتمع". وكتبت في بيانها أنها "تدين انحرافات موسيقى الراب، التي تستخدم الفنَّ كغطاء  للكراهية والعنف والإرهاب".ولم يتردد النائب اليميني، من حزب "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، في اللحاق بالركب، فطالب بمتابعة هذا "الفنان الحزين" قضائياً، بتهمة "تبرير الإرهاب"، وهو نفس موقف زميليه، تيري سولير وكريستيان إيستروزي، الذي طالب بـ"عقوبات جنائية".

يجب أن نذكر أن الفنان الفرنسي الساخر ديودوني مبالا مبالا لوحق بنفس التهمة، بعد جملته الشهيرة على "فيسبوك" بعد تظاهرة 11 يناير/كانون الثاني: "أشعر أنني شارلي كوليبالي"، وحُكم عليه بشهري سجن مع وقف التنفيذ وبغرامة قدرها 22500 يورو.  

[اقرأ أيضاً: فرنسيو الأحياء الشعبية لا يعرفون السخرية]  

 

المساهمون