مروة الحلو ترسم جراح غزة... كاريكاتيرياً

25 مارس 2015
مروة الحلو (عبد الحكيم أبو رياش\العربي الجديد)
+ الخط -
تمتلئ جدران غرفة رسامة الكاريكاتير الفلسطينية، مروة الحلو، من غزة، بعشرات الرسومات الساخرة، والتي شكلت لوحة فنية لعرض معاناة أهالي القطاع وآلامهم وآمالهم وطموحاتهم.
صفّ الرسومات إلى جوار بعضها البعض، شَكّل أولى خطوات مروة لتحقيق حلمها بمعرض كاريكاتيري خاص، يحتوي رسوماتها المتنوعة، بعد أن منعها سوء الأحوال الاقتصادية، التي يمر بها قطاع غزة، من تنظيمه، لكن الأمل لم يمنعها من الحلم.

احتوت الرسومات على مختلف المواضيع التي تشغل البال الفلسطيني، وتحديداً قطاع غزة، وتناولت قضية المصالحة الفلسطينية، والحروب التي تعرض لها القطاع، إضافة إلى تهميش العالم للقضية الفلسطينية وعدم التفاتهم إلى معاناة أطفالها، والإغلاق المتواصل للمعابر، ودور ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي في مساندة القضية الفلسطينية، وغيرها.

بدأت حكاية مروة (25 عاماً)، مع الرسم والألوان منذ الصغر، وكانت "تخربش" بأناملها الصغيرة على ورقاتها البيضاء، واستمرت في الرسم، غير المحترف، حتى حرب عام 2012 التي دعتها إلى ممارسة هوايتها في رسم ورصد الأجواء العامة، برسوم كاريكاتيرية.

وتقول مروة لـ"العربي الجديد": "في ذلك الحين شدت رسوماتي انتباه من حولي، وبدأوا بتشجيعي على الاستمرار في الرسم وتطوير أعمالي، كان من ضمنهم الدكتور علاء اللقطة، أكبر رسامي الكاريكاتير الفلسطينيين، والذي قال لي إنّ خطوطي في الرسم قوية".

وتضيف: "شجعني دعم الجميع في ذلك الحين، فرسمت عن المقاومة، وصواريخ المقاومة، والقبة الحديدية، ضرب تل أبيب، مشاهد الدمار، ووجع أهالي غزة وأطفالها... لكنني بعد انتهاء حرب 2012 تركت الرسم قليلاً، وانشغلت بالهندسة، وهي مهنتي الأساسية".

الحرب كانت لمروة بمثابة "الملهم" الذي يدلها على عشرات الأفكار التي تحاول من خلالها ترجمة أوضاع الناس، وشعورهم بالقلق والخوف والرهبة، لكن انتهاء الحرب كان سبباً في بداية نشاط آخر لها، وهو متابعة عمل كبار رسامي الكاريكاتير، لمساعدتها في الاحتراف في
هذا المجال.

وتقول إنها تمكنت، خلال الفترة الواقعة ما بين حرب 2012 وحرب عام 2014، من تطوير قدراتها، وزيادة قوة خطوطها، مشيرةً إلى أنها كانت تجلس لساعات أمام الرسومات لتحليلها، وتحليل ألوانها وتفاصيلها، وساهم ذلك في تطوير أدائها بشكل لافت عن السابق.
الحرب الأخيرة على قطاع غزة وهبت الفنانة رصيداً واسعاً من الأفكار التي يمكن من خلالها التعبير عن الظلم الواقع على أهلها، فرسمت كومة أشلاء وقد أدار العالم ظهره لها، وكومة أشلاء أخرى، وضع أمامها "كلاكيت ثالث مرة"، وتلفزيون تحول إلى "طاحونة" تخرج الأحداث على هيئة "أخبار نازفة".

انتشار أعمال مروة بدا واضحاً في الحرب الأخيرة وبعدها، تقول: "كنت أنشر رسوماتي بعد الانتهاء منها على صفحة "فيسبوك" الخاصة بي، وأتغيب عنها لفترة طويلة، بسبب الانقطاع المتواصل للكهرباء، وأفاجأ بعدها بالانتشار الواسع الذي حققته على عدد من المواقع المحلية والعربية".

ترسم مروة على هاتفها المحمول، لعدم تمكنها من توفير جهاز الرسم الديجيتال، ما يتطلب منها جهداً إضافياً؛ لأن الرسمة الواحدة يمكنها استنفاذ شحنة الهاتف، ومع ذلك تتغاضى عن كل السلبيات التي حولها من أجل إنجاز الأعمال بالشكل المطلوب.


إقرأ أيضاً: إدمان الإنترنت: البطالة تدفع شباب غزة إلى شاشات الكمبيوتر
دلالات