"مقامرة لاس فيغاس"... مباشرةً على "سي إن إن"

16 ديسمبر 2015
كروز وكارسن وترامب خلال المناظرة (تويتر)
+ الخط -
 
استضافت محطة "سي إن إن" الأميركية الليلة الماضية في مدينة لاس فيغاس بولاية نيفادا الأميركية المتنافسين على بطاقة ترشيح الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2016، والذين تواجهوا في مناظرة تلفزيونية هي الخامسة والأخيرة بينهم وتميّزت بالسخونة والإثارة. وأدار النقاش خلال المناظرة مقدم البرامج الإخبارية في المحطة الصحافي وولف بليتزر، ونقلت المحطة وقائع مناظرة لاس فيغاس في بث حي ومباشر استقطب ما لا يقل عن مائة مليون.​

وجرت المناظرة في إحدى صالات القمار بفندق فينيسي بالمدينة التي يحج إليها مدمنو اللعب من جميع أنحاء الولايات المتحدة. ويعتبر بعض المعلقين الأميركيين خوض المنافسة على الرئاسة الأميركية بمثابة لعبة قريبة الشبه بالمقامرة، تنتهي برابح واحد فقط وعدد كبير من الخاسرين مادياً ومعنوياً. ولهذا فقد كان اختيار المكان مناسباً للمناظرة المقامرة.

ونظراً لتصدر المرشح المثير للجدل دونالد ترامب استطلاعات الرأي العام، فقد اختار له منظمو المناظرة موقع الصدارة بين الواقفين على منصة المناظرة، وهو ما أتاح له إطلاق سهام الهجوم على من كان منهم على يمينه، ومن كان منهم على يساره، مستثنياً منافسه القوي تيد كروز، والذي أشاد بترامب وأبدى تفهمه لاقتراحه منع دخول المسلمين الأراضي الأميركية. 
  
وهيمن الموقف من المسلمين على جزء كبير من المناظرة، إذ إن عدداً من المرشحين كان قد توعّد ترامب مسبقاً بتفنيد طروحاته "العنصرية" ضد المسلمين، وتحويلها من وسيلة لكسب المزيد من المناصرين إلى مبرر لخسرانه، لكن الوحيد الذي أبدى تصميماً على تفنيد آراء ترامب، هو جيب بوش، شقيق الرئيس الأميركي السابق، ونجل الرئيس الأميركي الأسبق.  

ولا تشير استطلاعات الرأي اللاحقة للمناظرة، إلى أن ترامب قد خسر أحداً من أنصاره بسبب المناظرة، ولكن تقدم منافسه في التشدد السيناتور تيد كروز في ولاية آيوا ينذر بإزاحة ترامب من موقع الصدارة، لأن ولاية آيوا الصغيرة مهمة في توجيه مزاج الناخبين في بقية الولايات نحو مرشح بعينه.

ورغم أن ترامب أعرب عن ولائه للحزب الجمهوري، فإن مؤسسة الحزب قد تعمل على دعم كروز ليكون البديل الأنسب لإزاحة ترامب غير المرغوب به لدى مؤسسة الحزب التقليدية.

وفي حال فوز تيد كروز الأقرب إلى تيار حزب الشاي من التيار الجمهوري التقليدي، فإن الناخبين الديمقراطيين قد يفضلون اختيار المرشح المفضل لليسار الأميركي بيرني ساندرز لمواجهة تيد كروز، تحسباً من فشل المرشحة هيلاري كلينتون المعروفة باعتدالها، عندما يحين موعد المواجهة مع التطرف اليميني ويشتد عليها الهجوم وإعادة فتح ملف بريدها الإلكتروني وملف الهجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي بليبيا في 11 سبتمبر/ أيلول 2012. 

وتقتصر المنافسة الحقيقية في المعسكر الديمقراطي بين كلينتون وساندرز فيما يتنافس تسعة مرشحون جمهوريون أقوياء على تمثيل حزبهم وإلى جانبهم أربعة مرشحين إضافيين تقل حظوظهم في الفوز عن زملائهم التسعة.

وجرت العادة أن يخصص للأربعة الذين تأتي أسماؤهم في أسفل قوائم استطلاعات الرأي مناظرات هامشية منفصلة، تنتهي قبل بدء المناظرة الرئيسية في الليلة ذاتها. وجرت مناظرة البارحة لثانوية في السادسة مساء، بينما تأخر بدء المناظرة الرئيسية إلى التاسعة مساء بتوقيت الشرق الأميركي، ولم تنته إلا في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأربعاء، والمرشحون الأربعة الذين شاركوا في المناظرة الأولية، هم مايك هاكابي، ريك سانتوروم، ليندسي غراهام، جورج باتاكي.

أما المناظرة الرئيسية، فقد شارك فيها دونالد ترامب، بن كارسون، تيد كروز، ماركو روبيو، جيب بوش، المرشحة كارلي فيورينا، كريس كريستي، جون كاريش، وراند بول.
المساهمون