4 شركات تمثّل مستقبل الصناعات التكنولوجية

25 أكتوبر 2015
جميع الشركات تحتاج هاتفاً ذكياً للتعامل (Getty)
+ الخط -
مع كثرة الشركات التي تتأسّس يومياً وصعوبة الحفاظ على معظمها، يحاول المؤسسون التميّز في فكرة الشركة لضمان نجاحها. فالجميع يرغب أن يكون متميزاً بنوع من الاختلال في ما عرّف بمنظومة نجاح الشركات، أي أن يكون ناجحاً ومتفرّداً كشركة Uber مثلاً أو Airbnb ويمثّل نفسه بنوع خاص من الصناعات. الاختلال هنا هو أي حالة قد تخلق جدلاً داخل الصناعة، أكانت في النقليات، عالم المال، الموضة أو غيرها. الجدل بإنشاء منظومة نجاح طبيعية جديدة، يحتذي بها الآخرون مستقبلاً. هنا 4 من الشركات الأكثر نجاحاً والتي ظهرت في السنوات القليلة الماضية.

قطاع النقل: Uber

لعقود، كان العالم يتغيّر دون تبدّل في آلية طلب سيارة الأجرة حتى ظهرت شركة "أوبر" Uber مُشكّلةً ثورة في عالم طلب سيارات الأجرة، طريقة تتبّعها والاستماع لمشاكل المستهلكين. فالمسافرون، رجال الأعمال، الطلاب وغيرهم من الأشخاص الذين يهتمّون لكلّ ثانية في نهارهم أولوية في تنسيق وجهاتهم في سيارات الأجرة حتى قبل صعودهم إليها. ومع تطوّر الهواتف الذكية، بات أمراً سهلاً جداً طلب سيارة أجرة عبر تطبيق Uber المتوفّر على كافة أنظمة الهواتف الذكية إلى جانب تحديد من يقودها وحتى قراءة تعليقات كلّ الزبائن الذين تعاملوا مع هذا السائق لأخذ فكرة تقريبية عن التجربة المرتقبة.

هذا النموذج من الصناعات في قطاع النقل برهن على نجاحه ليس فقط بسبب تفرّده كنموذج غير تقليدي، إنّما لطرحه أسئلة صحيحة حول مشاكل المستهلكين وتجربتهم في كلّ جولة ودقيقة أمضوها في أي سيارة لضمان تجربة أفضل في المرة المقبلة. وقد يكون سبباً آخر في نجاح هذه التجربة، تكلفتها المتدنّية مقارنةً مع سيارات الأجرة الخاصّة بكلّ بلد، بالإضافة إلى محاولة الشركة إيصال شعور الأمان للمستخدمين.

مصرف DBS

ربما يجمع كثيرون أنّ القطاع المصرفي ليس على رأس قائمة الصناعات الصديقة للمستهلك، إلا أن بضعة مصارف، كمصرف DBS غيّرت هذا التصوّر. في مقرّه الرئيسي في سنغافورة، وكواحد من أكبر الشركات في آسيا، عمل مصرف DBS على الاستفادة من الثورة التكنولوجية باعتماده تطبيقات بتصاميم حديثة قريبة من متناول الشباب، وتؤمّن للمستهلك تجربة سلسة لجعل حياة العملاء وممارساتهم المصرفية أسهل وبالطبع أسرع.

وأشهرها تطبيق Paylah والذي يسمح للعملاء إرسال وتلقّي المدفوعات، دفع الفواتير وأكثر من هواتفهم الذكية. التطبيق متوفر على ساعة آبل الذكية، ويمكن أيضاً ربطه بأنظمة البيوت الذكية لتفعيل العمليات المالية من داخل المنزل. أيضاً عمل المصرف على تسهيل القروض، بحيث أنّ أي شخص يمكنه الحصول على جواب نهائي من أجل قرض خلال خمس دقائق فقط. العميل يمكنه إرسال النقود لأي شخص حتى ولو كان يتعامل مع مصرف آخر، وذلك عن طريق الرسائل النصية حيث أنّه يستلم رمزاً يدخله في أي آلة سحب لاستلام النقود.

اقرأ أيضاً: هكذا تنشئ كلمة سرّ يستحيل اختراقها

قطاع الفنادق: Airbnb

الفنادق والنزل ليست الخيار الوحيد للمسافرين أو المصطافين في أيامنا الحالية، واهتمامات محبّي استكشاف المدن والتقرّب من أناسها بعيدة عن غرف الفنادق الفاخرة. كلّ ذلك ترجم بابتكار شركة Airbnb عبر موقعها وتطبيقها على الهواتف الذكية؛ والذي حوّل قطاع الفنادق والضيافة وقلبه رأساً على عقب، مستفيداً من صعود اقتصاد تكنولوجيا الهواتف الذكية لتوفير خيارات غير تقليدية للمسافرين والمصطافين.

التطبيق يؤمن الراحة التي يريدها كلّ مستهلك تبعاً لمتطلباته، بمساعدة أصحاب المنازل تعريف المسافرين على تاريخ مدينتهم الى جانب كسبهم المادي. تطرح شركة Airbnb الأسئلة الصحيحة حول مطالب المستهلكين، تعاين مطالبهم وتعيرها أهمية، فترى ما الذي يحبونه وما الذي يستهويهم في كلّ نزلٍ. التطبيق مرن جداً، مليء بالمراجعات المفيدة وهو متوفر على كافة أنظمة الهواتف الذكية، ويسمح باستئجار غرفة، قسم من منزل أو منزل كامل مع تحديد الموقع، السعر المناسب للفرد أو الأفراد ومدّة الإقامة. ويحاول التطبيق الوصول إلى جميع المدن ليكون حلاً لأي شخص يبحث فيه عن تجربة فريدة بعيدة عن تجربة الفنادق.

قطاع الإعلام: فيسبوك

وسائل الإعلام عبارة كبيرة لشركات وصناعات عديدة أفضلها دون منازع موقع "فيسبوك". كان في البداية موقعاً عادياً للتعارف إلى أنّ تحوّل وبطريقة ثورية الى موقع للحصول على كافة الأخبار في مختلف المجالات. قد تكون أقوى ميزة في "فيسبوك" ميزة استعداده للتجربة، تجربة كل شيء وخوض غماره بخطورته قبل إيجابياته. فالموقع يسمح بالدردشة، نقل الأموال، ملاحقة المشاهير، متابعة الأخبار، التدوين، اللعب، الخ.

الابتكار في شركة "فيسبوك" ليس فقط في ما طُرح، بل في إبقاء المستهلكين الحاليين مهتمّين بالموقع عبر طرح المزيد مع تعديل الموجود قلباً وقالباً، لجذب مستهلكين جدد والإبقاء على المنافسة مع المواقع الشبيهة الأخرى. وفي هذا السياق، اشترى "فيسبوك" عام 2012 شركة "إنستاغرام" المختصّة بنشر الصور بمبلغ مليار دولار. في البداية، بدت الخطوة جنونية إلا أن مارك زوكربرغ، مؤسس وصاحب "فيسبوك" كان يعلم جيداً ما يفعله. فقد ضاعف "إنستاغرام" وخلال أقل من سنة مرات عدة عدد مستخدميه ليصبح التطبيق الأشهر لعرض الصور منفرداً وعبر "فيسبوك"، كما أصبح التطبيق حاجة أساسية لكل سلعة، حيث إن المبيعات ترتفع كلما كان المنتج موجوداً وبقوة على التطبيق.

ولم يتوقف "فيسبوك" عند الصور، فبعد عامين فقط استحوذ على شركة التراسل الأقوى عبر الهواتف الذكية "واتساب" بسعر خيالي وصل إلى 19 مليار دولار. بهذه الصفقة، ضمّ "فيسبوك" نصف مليار مستخدم له، وهو عدد مستخدمي التطبيق في العام 2014، والذي وصل عددهم إلى 900 مليون مستخدم نشط، بحسب ما أعلن الرئيس التنفيذي لـ"واتساب" يان كوم أوائل سبتمبر/أيلول الماضي.

وتعتبر الشركات التي تملكها "فيسبوك" بمثابة "لا مثيل لها ولا يمكن الاستغناء عنها" في حياة المستخدمين اليوميّة. فـ"إنستاغرام" يحوز على نسبة عالية من المستخدمين، وليس هناك تطبيق آخر يحلّ مكانه تماماً كما "واتساب" وحتى موقع "فيسبوك" نفسه.


اقرأ أيضاً: تحديثات "تويتر" و"فيسبوك" مستمرة... لاستقطاب الملايين


ربما يسأل البعض لماذا لم يرد اسم شركة "غوغل" ضمن القائمة. السبب بسيط، فـ "ألفابيت" التي تملك "غوغل"، شركة ضخمة تملك عشرات الشركات كـ Nest Labs، The Bottom Line، Songza، Waze، Youtube وغيرها المختصة كلّ بمجالها البعيد تماماً عن الآخر. هي تملك مثلاً شركة لتصنيع الهواتف وفي الوقت عينه تملك شركة لتطوير رحلات سياحية واستكشافية للفضاء. من هنا يمكن أن تدخل إحدى الشركات المنضوية تحت لواء غوغل مستقبلاً القائمة كمنافس قوي في مجال الصناعات التكنولوجية.



اقرأ أيضاً: لماذا أنشأت "غوغل" شركة alphabet؟
المساهمون