هكذا تنشئ كلمة سرّ يستحيل اختراقها

24 أكتوبر 2015
يميل الأشخاص لتذكر الكلمات الشعرية (تويتر)
+ الخط -
يزعم باحثون أنهم وجدوا وسيلة مثالية لإنشاء كلمة سرّ آمنة، وفي الوقت عينه لا تُنسى. فعندما يختار الناس كلمات السرّ، يقع معظهم في حيرة اختيار كلمة سهلة التذكر، وصعبة بالنسبة لأي شخص يمكن أن يحاول سرقة حسابهم. البعض يميل لاختيار كلمات حقيقية سهلة التخمين، في حين أن آخرين يختارون سلسلة طويلة من الأحرف والأرقام، ويقعون في مشكلة نسيانها مع الوقت.  

كقاعدة عامة، أسهل كلمات السرّ هي الأرقام المتتالية، أعياد الميلاد وأسامي الأولاد. ولا تزال حتى يومنا الحالي أكثر كلمة سر شيوعاً هي 12345. بحسب الخبراء، تقريباً جميع كلمات السر غير آمنة؛ لذا يوصي خبراء الأمن المستخدمين باستعمال كلمات سر تلقائية يعرضها الحاسوب عليهم، غالباً ما تكون صعبة الحفظ، ولكن تخمينها من قبل أجهزة كسر القيود صعب جداً. لكن الأبحاث الجديدة تدّعي أنّها خلقت وسيلة جديدة لإنشاء كلمة سرّ صعبة التخمين، سهلة التذكّر.

وفي بحث ورقي منشور لـ Marjan Ghazvininejad و Kevin Knight، طرح جديد يقول إن إنشاء كلمة سرّ بإيقاع موزون وأحرف منتظمة سيسمح لصاحبها بسهولة تذكّرها، حتى لو كانت عشوائية، وسيكون من الصعب على الآخرين التنبؤ بإيقاعها. وفي البحث شرح مفصّل عن ميل الإنسان لحفظ 4 كلمات عشوائية في ذهنه أكثر بكثير من أي كلمة أو مجموعة كلمات بمعنى واضح.

ويتم اختيار الكلمات الأربع عشوائياً من خلال مولّد رقم عشوائي. ثم كل من هذه الكلمات يتوافق مع كلمة في القاموس، الأمر الذي يؤدي إلى الكلمات نفسها مجتمعة. مما يجعل تخمينها صعباً لا بل مستحيلاً، لأن الحاسوب المُخترِق لن يجد رابطاً بين الكلمات الأربع، الأمر الذي سيخلق مليارات المجموعات الفرضية لمعرفة كلمة السرّ.

إذاً الجملة القصيرة مختلفة، وممكن ربطها ذهنياً بحدث أو قصة تجعل تذكّرها أمراً غاية بالسهولة لغرابتها واتّصالها بالحدث. لتطبيقها، اختار الباحثون الشعر بدلاً من القصة، واستخدموا نفس أسلوب الرقم العشوائي لاختيار الكلمات في القاموس. هنا نستذكر قدرة البشر على تذكّر الشعر؛ كونه متصّلا دائماً بحدث مشهدي معيّن. بالطبع أتت محاولة معرفة الشعر، أي كلمة السر من قبل الحاسوب المخترق مستحيلة، بسبب صعوبتها والوقت الطويل الذي سيحتاجه الحاسب فقط لإنشاء أربع كلمات غير متصلة مطابقة تماماً مع الكلمات الأصلية.

يمكن استخدام هذه التقنية الشعرية لضمان تذكّر الكلمات، كون الطبيعة البشرية ميّالة لنسيان الكلمات العادية مع الوقت. ويقول الباحثون إنّ الحواسيب المستقبلية ستضمن اختيار كلمة سرّ مستحيل اختراقها تتغيّر يومياً أو حتى كل ساعة دون حاجة الشخص لتغييرها؛ وذلك لاتصالها بمستشعرات الشخص إن كان في ساعته المتطورة أو حتى هاتفه الذكي الذي يحمله معه دائماً.
المساهمون