"مسبار" للتحقق من الأخبار: حتى يظلّ حبل الكذب قصيراً
منذ منتصف يناير/ كانون الثاني الماضي، دشّنت المنصة الإلكترونية "
مسبار" للتحقق من الأخبار وكشف الكذب في الفضاء العمومي، دون أن تكتفي بهذه المهمة، إذ تضع على عاتقها نشر التوعية بين الناس، وتعزيز نظرتهم النقدية وتدريبهم على التحقق من الأخبار بأنفسهم.
يقول مدير تحرير "مسبار"، محمد الشيخ يوسف، لـ"العربي الجديد": "نحن لا نعمل فقط في التحقق اليومي، بل فتحنا قنوات للمستخدمين لإرسال الأخبار التي يريدون التأكد من صدقيتها، أو التي فحصوها هم، وتأكدوا بالدليل من زيفها". يشرح الشيخ يوسف ماهية الشغل القائم الآن، ومن ذلك صفحة "أرسل خبرك"، إذ يضيف المستخدمون من خلالها الخبر أو الصورة أو الفيديو الذي يريدون التحقق منه، لافتاً إلى أن "التواصل يتصاعد عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو مجموعات الواتساب، أو "مجتمع مسبار" الذي يضم متطوعين". ويضيف: "هؤلاء المتطوعون ناشطون مهتمون أصلاً بملاحقة الكذب في الفضاء العمومي، وهم موجودون في أكثر من منصة. في فيسبوك يوجد لدينا أكثر من ألف مستخدم، يتابعون يومياً، ويرسلون الأخبار التي يتحققون من كذبها، ثم بدورنا نحن ننشرها".
أما الطموح الذي تسعى إليه منصة "مسبار"، وفقاً له، فهو استثمار الذكاء الاصطناعي. يقول الشيخ يوسف: "نسعى خلال 2020 إلى إضافة التحقق الآلي للمنصة، بحيث نستخدمه نحن، ولأيّ شخص أيضاً إدخال المادة المشكوك فيها إلى المنصة والتحقق من صدقيتها آلياً".
الفبركات ليست أمراً جديداً، لكن محمد الشيخ يوسف يلفت إلى أن الانتباه إليها تصاعد، تحديداً بعد الانتخابات الأميركية عام 2016 واتساع الحديث عن دور
الأخبار الكاذبة في لعبة الانتخابات. غير أنّ السهولة في إنتاج الخبر والصورة والفيديو من فرد واحد قد تسبب، دون رقابة أو فلترة، شيوع المواد المزيفة. هنا أعلنت منصة "مسبار" منذ انطلاقها اهتمامها بتعزيز مساهمة المواطنين في محاربة هذه المواد. الأفراد قد يفبركون أو يروجون للمزيف، ومقابلهم هناك مجتمع ينمو وينشط في التحقق، ومحاربة انتشار هذه المواد. وعليه، حرص "مسبار" على توفير مواد تعليمية للتحقق من الأخبار ومراجعة مصادرها. لكن قبل أي شيء يبقى الدرس الأول، بحسب محمد الشيخ، هو أن انتشار الخبر بشكل واسع على منصات التواصل لا يعني بالضرورة صحته، متمنياً أن تعمَّم هذه الثقافة بين طلاب المدارس الذين ينتمون إلى جيل أسمته المديرة التنفيذية لليونيسف هنرييتا فور "الأكثر شكّاً".