Logic Club.. الترفيه بديلاً عن التلقين

26 ابريل 2015
إحدى المسابقات التي شارك فيها فريق logic club (المصدر)
+ الخط -

كان التحذير الذي أطلقه المفكر البرازيلي المعروف "باولو فريري"( 1921-1997) من خطورة "التعليم البنكي" أو التعليم بالتلقين على كفاءة العملية التعليمية، والذي يحصر دور الطلاب في الحفظ دون التعمق في المضمون، دافعاً لعدد من المبادرات الأهلية والخاصة لتبني أفكار جديدة تعمل على تعزيز التفكير النقدي الذي من شأنه النهوض بالطالب المصري وتلافي أخطاء المنظومة التعليمية في البلاد.

 تقول المهندسة سحر موسى مؤسسة ومديرة مبادرة Logic Club لتنمية وتطوير التفكير النقدي عند الطلاب المصريين في حديثها لـ "العربي الجديد": نؤمن تماماً بأن الطريقة العملية في التعليم واستخدام الوسائل الترفيهية ترفع كفاءة الطلاب بشكل ملحوظ مما يؤثر إيجابياً على استيعابهم لباقي المناهج الدراسية وهذا من شأنه النهوض بمستوى الطالب المصري عموماً.

الهدف.. التطوير
تؤكد سحر: أن فكرة المبادرة تهدف إلى تطوير العملية التعليمية وتحويلها من مجرد تعليم نظري قائم على الحفظ فقط الى تعليم عملي ترفيهي يقوم على الفهم والتطبيق والذي من خلاله يتم تنمية مهارات عدة للطلبة والتى بالتبعية سوف تصب في طريقة استيعابهم وآدائهم لأعمالهم عند التخرج والذهاب إلى سوق العمل مشيرة إلى أن المبادرة تغطي الفئة العمرية من 3 سنوات إلى 16 سنة من خلال إكسابهم عدد من المهارات عبر عدد من الدورات التدريبية في؛ الروبوتكس والبرمجة، والرياضيات، وغيرها.

وتضيف: فكرة المبادرة مستلهمة من مسابقة عالمية معروف إسمها First Lego وهي مسابقة للشباب من  9 إلى16 سنة، من أجل الإبداع والتميز في العلوم والتكنولوجيا والهندسة، مشيرة إلى أن  المسابقة بدأت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1998 بمشاركة محدودة وانتشرت بعدها في كافة أنحاء العالم ليصل عدد الطلبة المشاركين فيها اليوم أكثر من 300 ألف متسابق يمثلون أكثر من 80 دولة حول العالم.

وتؤكد موسى أن المسابقة تتناول كل عام موضوع جديد يطرح مشاكل حقيقية تواجه عالمنا لتعمل الفرق المشاركة على ايجاد حلولا لها، مضيفة أن المسابقة تعتمد بالدرجــة الأولى على العمل الجماعي حيث يشارك فيها الشباب من خلال فرق تتكون من 3 إلى 10 أعضاء بحد أقصى ومشرف للفريق وبمتوسط 5 مشرفين للفريق الواحد.

وتشير إلى أن الجهات الممثلة لمنظمة "فيرست ليجو" في كل دولة بعمل بطولة محلية تشارك فيها الفرق من داخل هذه الدولة، وتمر الفرق المشاركة في خلال رحلتها منذ إعلان موضوع المسابقة وحتى يوم البطولة بالعديد من الخبرات العلمية والحياتية التي تصقل شخصية المتسابقين وتبني حب التعلم لديهم.

كما تؤكد سحر أن هذه المسابقات لا تقتصر فقط على الطلبة من فئة اجتماعية معينة ولكن هناك سعي لتوسيع نطاق المشاركة في المسابقة ونشرها في المدارس الحكومية ودعم طلابها للتطوير من الناحية الفنية والإبداعية من خلال قيام مركز الإبداع التكنولوجى وريادة الأعمال في مصر بدعم مشاركة 30 مدرسة حكومية موزعة جغرافيًا على 16 محافظة بكافة أنحاء الجمهورية وتشمل تحمل تكلفة تسجيل المدارس في المسابقة وتوفير أرض الملعب اللازمة للتدريبات بالإضافة لتوفير الروبوتات الخاصة بتنفيذ المهام والتدريب، وتنظيم معسكر تدريبي للمدرسين لمدة 3 أيام على المحتوى التدريبي.

أهمية المسابقات العالمية 
وحول أهمية الاشتراك في المسابقات العالمية كجزء من تحقيق المبادرة أهدافها تقول موسى: أحد الطرق المستخدمة في هذا المشروع هي الإشتراك في المسابقات العالمية المختلفة، حتى يتسنى للطلبة تطبيق ما تعلموه بطريقة عملية، والتي من شأنها تعريفهم وتوسيع آفاقهم لمواكبة الدول المتفوقة في هذه المجالات مما يترتب عليه تطور آداء الطلبة بنسبة كبيرة، مشيرة إلى أنه يوجد عدة مسابقات في هذا المجال مثل مسابقة First Lego League (FLL) ومسابقة Remotely Operated Vehicle (ROV) ومسابقات أخرى عديدة يشترك فيها معظم دول العالم.

وتستطرد: أما عن طريقة التنسيق فإن كل مسابقة يكون لها وكيل أو وسيط من كل دولة ويكون هذا الوسيط على اتصال بالمسؤول عن المسابقة في الدولة المنظمة لها  يتم التنسيق بينه  بين المشتركين في بلده.

وبسؤالها عن أبرز التحديات التي واجهتها عند تنفيذ فكرتها الطموحة تقول سحر: في الواقع وجدنا اهتمام ملحوظ من أولياء الأمور لتنمية مهارات أبناءهم المختلفة ووجدنا إقبال من الأولاد  والبنات نتيجة للطريقة العملية التي نتبعها حيث أن الطلبة يقومون بتجربة الأشياء بأيديهم كما أننا نحرص على الجانب الترفيهي عن طريق عمل بعض الألعاب خلال الكورسات حتى تصبح العملية التعليمية ممتعة بالنسبة للطلبة وهذا يشجع الكثير منهم على الإستمرار  طلب المزيد من الدورات التدريبية.

 وتضيف: ومن المصاعب التي قابلتنا هي شراء الأدوات الخاصة بالمشروع حيث يتم شراءها كلها من الخارج مما يتسبب في رفع التكلفة بشكل مبالغ فيه نتيجة للجمارك وخلافه بالإضافة إلى تأخر الحصول عليها أحيانا مما يتسبب في تأخر الطلبة في البدء في المسابقات فلا يحصلوا على فرصة عادلة بينهم  بين طلبة الدول الأخرى الذين يتسلمون أدواتهم مبكرا.

فوز وجوائز
يذكر أن من أبرز الجوائز التي حصلت عليها مبادرة Logic Club، جائزة أحسن Innovative Solutionعام 2011، وجائزة أفضل Robot Game عام 2012 ، وجائزة أحسن Research  عام 2012 أيضا، وشهد عام 2013 الحصول على المركز الأول على مستوى الجمهورية في مسابقة FLL أوFirst Lego قد سافر الفريق إلى الولايات المتحدة الأمريكية للاشتراك في المسابقة مع باقي دول العالم، وفي عام 2014 حصلت المبادرة على Judges Award - Rising Stars .

دلالات
المساهمون