وائل رمضان: احتكار الوطنية

03 مايو 2019
يخاف الممثلون الموالون عودة أقرانهم المعارضين (Getty)
+ الخط -
أثار الفنان السوري وائل رمضان الجدل عقب ظهوره في برنامج "حلقة خاصة" على إذاعة "نينار إف إم"، وعرضت الحلقة بشكل مباشر، بالصوت والصورة، عن طريق الإذاعة ومنصاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، بناء على رغبة رمضان، حسب ما عبر مقدم البرنامج ماروت صوفي.

على الرغم من أن المقابلة من المفترض أن تكون مقابلة فنية، ولكن الأهداف السياسية المرجوة منها كانت واضحة بشدة، ومن هذه الأسباب تخفيف حدة غضب الشارع السوري تجاه ما يعيشه من أزمات معيشية آخرها أزمة البنزين، حيث صرح رمضان في بداية المقابلة أن ما تعيشه البلاد من أمن وأمان بفضل جهود "الجيش العربي السوري" لا يقارن بتلك الأزمات والمشاكل الحياتية اليومية التي يعيشها المواطن السوري، فالأهم هو عودة الأمن والأمان.

تكرار ليندا بيطار
أما الهدف الثاني من المقابلة، فهو إيصال رسالة من الفنانين المؤيدين التابعين لنظام الأسد لجهات الإنتاج الفنية الحكومية والخاصة في سورية، تتمحور حول ضرورة الحفاظ على الأولوية لهم بالأعمال، وعدم استبدالهم بفنانين لم يصرحوا بأي مواقف سياسية، أو كانوا أقل وطنية منهم، وذلك عن طريق المزاودة بالوطنية أمام الإعلام.

في هذا السياق، عرض المذيع على رمضان تسجيلاً صوتياً للمغنية ليندا بيطار، يعود إلى مقابلة بثت قبل أسبوع، تقول فيها بيطار إنها تخاف من عودة الفنانين السوريين المغتربين إلى البلاد وأخذ فرص عملهم؛ فالفنانون المؤيدون أحق بفرص العمل، لكونهم وقفوا مع النظام ولم يتركوا سورية. عقّب وائل رمضان على كلام بيطار بأن هذا الخوف موجود داخل جميع الفنانين "الوطنيين"، وليس مدّعي الوطنية، ولكنهم لم يمتلكوا جرأة ليندا لقوله.
وأضاف أنه ليس لديه مانع بأعمال تجمع الفنانين السوريين من مؤيدين ومعارضين خارج سورية؛ لأن شركات الإنتاج العربية لا يمكن لها أن تفرّق بين السوريين ومواقفهم. أما في ما يخص الداخل السوري، قال رمضان: "نحن نعلم من هم الفنانون غير الوطنيين"، وأرفق ذلك بمثال عن فنان سافر خلال الثورة إلى خارج سورية على اعتبار أنه معارض، من دون أن يصرّح بذلك، واليوم يعود إلى سورية ويكرّم بعد أن صرح بوطنيته.

منافع شخصية
هكذا، تناقل ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي هذا المقطع من الفيديو، ورجحوا بأن يكون رمضان يقصد بذلك الحديث عن الفنان عابد فهد، الذي أهدى تكريمه في حفل "موريكس دور" الأخير إلى جنود الجيش السوري بعد ثماني سنوات من المواقف الضبابية، جرّاء ما يحدث في البلاد.

وفي الحقيقة، تبدو تصريحات رمضان، وليندا بيطار من قبله، دليلاً واضحاً وصريحاً على أن وقوف هؤلاء الفنانين إلى جانب النظام السوري كان بهدف الوصول إلى مكاسب ومنافع شخصية لا أكثر.

ولكن الأغرب من ذلك كله، ما هو مفهوم الوطنية بالنسبة لوائل رمضان وأمثاله؟ فهل الوطنية تعني اصطفافه إلى جانب حكومة النظام السوري وحلفائه الذين لديهم مطامع واضحة في بلده التي يدّعي أنه يخاف عليها ويدافع عنها؟ لم يكن لدى رمضان، فعلياً، أي مانع بالتعاون مع شركة إنتاج روسية دخلت قطاع الإنتاج والاستثمار في سورية، وهو الآن بصدد التحضير لفيلم عن تدمر.
المساهمون