يبقى الفن الوسيلة الأنبل للفت أنظار العالم إلى قضايانا، في ظلّ زحمة أخبار الحروب والدمار والقتل التي تحوّلت مع مرور الزمن إلى مشاهد وقصص روتينية ملّتها الشعوب. لذلك، ومع عودة مهرجان الفيلم الفلسطيني إلى لندن، بعد غياب دام سنتين، تطل علينا أفلام تتناول الواقع الفلسطيني من جوانب مختلفة، تأخذ المشاهد إلى العالم الخاص لأولئك الذين لا نرى منهم عبر نافذة الأخبار سوى جثثهم أو لحظات اعتقالهم.
تعرض هذه الأفلام الشعبية والوثائقية النادرة، في عدد من الصالات السينمائية، مثل باربيكان وكورزن سوهو وفينكس وريو، كما أن هناك عروضاً مجانية ستقدّم في الجامعات للطلاب، ومنها جامعة سواس. ويستضيف المهرجان شخصيات مثل المخرج كمال الجعفري والمخرجة مي المصري، والباحث والمهندس المعماري إيّال وايزمان، والناشطة المعروفة بيلا فرويد.
وفي هذا السياق، يقول منظمو المهرجان في حديث إلى "العربي الجديد"، إنّ معظم الأفلام التي تمّ اختيارها أنتجت خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لكن هناك قرابة خمسة أفلام عن فلسطين أنتجت في السبعينيات سيعاد عرضها أيضاً. ويلفتون إلى أنّ التركيز يتمحور حول قضيتين رئيسيتين، هما قضية السجناء السياسيين، إذ تروي ثلاثة أفلام قصص حياتهم وعذاباتهم وما إلى ذلك، والقضية الثانية هي غزة. ومن المتوقع أن يحضر المهرجان حوالي 2500 شخص طوال الفترة الممتدة لأسبوعين من الزمن.
يفتتح المهرجان اليوم (16 نوفمبر/ تشرين الثاني)، مع فيلم "اصطياد أشباح"، للمخرج رائد أنضوني، الذي يروي تجارب تعذيب مجموعة من السجناء السابقين. كما يقدّم صورة عن مركز الاستجواب الرئيسي في إسرائيل. وتمّ اختيار هذا الفيلم لجائزة أوسكار عام 2018 كأفضل فيلم وثائقي أجنبي. تحاور كرمة نابلسي بعد العرض المخرج أنضوني الذي اختبر تجربة السجن هو ذاته حين كان في الثامنة عشرة من العمر.
أمّا اليوم الثاني، فيتناول المخرج مهدي فليفل، في خمسة أفلام قصيرة، هي فيلم "غريب" الذي يروي قصة شباب فلسطينيين من مخيم عين الحلوة في لبنان يحاولون الوصول مثل الكثير من المهاجرين الآخرين إلى أوروبا، وفيلم "رجل يعود" الذي يصوّر عودة رضا إلى مخيم اللاجئين الفلسطينيين، بعدما بقي محاصراً لثلاث سنوات في اليونان وفشلت خططه في الهروب، فضلاً عن فيلم "رجل يغرق" الذي يحكي عن غربة طفل في مدينة غريبة وما يرافقها من تنازلات للبقاء على قيد الحياة، وفيلم "وقعت على العريضة" و"عشرون مصافحة للسلام". يتبع العرض حوار مع المخرج يديره الناقد السينمائي كليم أفتاب.
تتوالى الأفلام على مدى أسبوعين، منها فيلم "استذكار" للمخرج كمال الجعفري، الذي يعيد إحياء ذكريات يافا التي نشأ فيها عبر استخدام تقنية تحوّل الذكريات المفقودة إلى شعر سينمائي. كما يقدّم الجعفري دروساً حول أعماله في جامعة سواس، الساعة الثالثة مساء من يوم الأحد (18 نوفمبر)، ويناقش الأفكار والصور والعمليات الفنية التي قادت مساره السينمائي.
وتقدّم لنا المخرجة دينا ناصر في غضون 11 دقيقة فيلماً بعنوان "دقيقة واحدة"، عن حرب غزة في حي الشجاعية المنهار، الذي جعلته سلمى، البالغة من العمر 37 عاماً، مأوى لها ولابنتها من الهجمات. ويأخذنا في لحظات إلى الرسائل القلبية التي يتبادلها الأصدقاء عبر هواتفهم المحمولة. يليه فيلم "البرج" لـ ماتس غرورد، ومدته 74 دقيقة، يتناول قصة فتاة فلسطينية في الحادية عشرة من العمر، تعيش مع عائلتها في مخيم اللاجئين الذي ولدت فيه. ويعطيها جدها مفتاح منزله القديم في الجليل، وتبدأ رحلة البحث عن شهادات عائلتها من جيل إلى آخر خوفاً من أن يكون جدها قد فقد الأمل في العودة ذات يوم إلى منزله. وتعقب هذا العرض الذي شاركت في استضافته مؤسسة "Hoping"، مناقشة مع الدكتورة دينا مطر ومدير فيلم "البرج" ماتس غرورد.
ويهدف مشروع "مقاطعات إبداعية"، الذي يمثّل الأفلام القديمة التي أعيد إصلاحها، إلى استكشاف الطريقة التي استخدم بها الفنانون الإبداع لإعطاء صوت للمظلومين.
يقدّم فيلم "زهرة جميع المدن" لـ علي سالم، وهو مثال نادر لعمل المصور السينمائي الفلسطيني هاني جوهرية، وهو أحد الآباء المؤسسين للسينما الفلسطينية. ويستخدم فيه "زهرة المدائن" الأغنية الشهيرة لفيروز، حيث يقدّم صورة متناغمة للحياة المدنية الفلسطينية التي يعكّر صفوها احتلال الجيش الإسرائيلي للمدينة بعد حرب 1967 مع إسرائيل. يعكس الفيلم الطريقة التي ينظر بها الفلسطينيون والعرب إلى القدس. ولا يزال الفيلم على الرغم من قدمه يحمل أهمية معاصرة نظراً إلى الأحداث الأخيرة التي وقعت في المنطقة.
ومن الأفلام القديمة التي يعاد عرضها، فيلم "فلسطين في العين" لـ مصطفى أبو علي، الذي يوثّق الأثر العميق لوفاة هاني جوهرية على صانعي الأفلام الفلسطينيين، ولحظة موته وحياته من خلال مقابلات مع العائلة. كذلك يقدّم لنا المخرج إسماعيل شموط فيلم "النداء الملح" الذي يعود إلى عام 1973، وفيلم "توهّج الذكريات" الذي يتمحور حول رجل فلسطيني مسن يكشف الفيلم عن ذكرياته عبر استخدام صور فوتوغرافية أرشيفية، ويقدّم رواية غير لفظية للقضية الفلسطينية. كذلك يعرض في اليوم ذاته فيلم "الهوية الفلسطينية"، للمخرج العراقي قاسم حول. ويروي فيلم "3000 ليلة" قصّة معلّمة فلسطينية تعتقل زوراً في سجن إسرائيلي. واقع مستوحى من قصة حقيقية، يتتبع رحلة أمل أم شابة على الرغم من كل الصعاب.
تشارك نادية يعقوب مؤلفة ورئيسة قسم الدراسات الآسيوية بجامعة نورث كارولينا، في المهرجان بمحاضرة بعنوان "نحو سينما فلسطينية ثالثة". وفي اليوم ذاته يعرض فيلم " آيني" لأحمد صالح، وفيلم "مادة سحرية تسري في داخلي" للمخرجة جمانة منّاع، ويتناول زيارة جمانة لليهود والأكراد والمغاربة واليمنيين والسامريين وأعضاء المجتمعات الحضرية والريفية الفلسطينية والبدو والمسيحيين الأقباط، كما هم موجودون اليوم في الفضاء الجغرافي لفلسطين التاريخية، حيث تشاركهم في حديث حول موسيقاهم.
تغوص الأفلام بشكل أعمق في المشاكل الشخصية التي يواجهها السجناء وزوجاتهم، فيروي فيلم "بونبونة" قصة امرأة فلسطينية تبتكر طريقة جديدة للحمل على الرغم من وجود زوجها في السجن. والفيلم من إخراج راكان مياسي. أمّا فيلم "ديجرادي" من إخراج محمد وأحمد أبو ناصر، فتدور أحداثه في صالون تجميل في مدينة غزة.
اقــرأ أيضاً
تشارك المخرجة لاريسا صرصور بثلاثة أفلام، هي "هجرة إلى الفضاء" و"مبنى الأمة" و"في المستقبل أكلوا من أرقى أنواع البورسلين". فضلاً عن أفلام قصيرة، هي "الرئيس" لليلى عباس، و"آفي ماريا" لباسل خليل، اللذين يركزان على التقاليد والعادات، وفيلم "بلا سقف" لـ سينا سليمي الذي يصوّر أجواء الحرب، بينما يسلط فيلم "نادي التزلج" الضوء على عزلة مدينة غزة، أمّا فيلم "اليوم الذي مات فيه أبي" لـ نايف محمود، فيتحدّث عن موت الروح مع بقاء الجسد.
وفي الأيام الأخيرة للمهرجان، يعرض فيلم "القهوة لكل الأمم" للمخرجة وفاء جميل، وفيلم "منصة خشنة" لتوماس جارفيت، ويختتم المهرجان مع فيلم "194 نحنا ولاد المخيم" للمخرج سامر سلامة.
تعرض هذه الأفلام الشعبية والوثائقية النادرة، في عدد من الصالات السينمائية، مثل باربيكان وكورزن سوهو وفينكس وريو، كما أن هناك عروضاً مجانية ستقدّم في الجامعات للطلاب، ومنها جامعة سواس. ويستضيف المهرجان شخصيات مثل المخرج كمال الجعفري والمخرجة مي المصري، والباحث والمهندس المعماري إيّال وايزمان، والناشطة المعروفة بيلا فرويد.
وفي هذا السياق، يقول منظمو المهرجان في حديث إلى "العربي الجديد"، إنّ معظم الأفلام التي تمّ اختيارها أنتجت خلال الأعوام الثلاثة الماضية، لكن هناك قرابة خمسة أفلام عن فلسطين أنتجت في السبعينيات سيعاد عرضها أيضاً. ويلفتون إلى أنّ التركيز يتمحور حول قضيتين رئيسيتين، هما قضية السجناء السياسيين، إذ تروي ثلاثة أفلام قصص حياتهم وعذاباتهم وما إلى ذلك، والقضية الثانية هي غزة. ومن المتوقع أن يحضر المهرجان حوالي 2500 شخص طوال الفترة الممتدة لأسبوعين من الزمن.
يفتتح المهرجان اليوم (16 نوفمبر/ تشرين الثاني)، مع فيلم "اصطياد أشباح"، للمخرج رائد أنضوني، الذي يروي تجارب تعذيب مجموعة من السجناء السابقين. كما يقدّم صورة عن مركز الاستجواب الرئيسي في إسرائيل. وتمّ اختيار هذا الفيلم لجائزة أوسكار عام 2018 كأفضل فيلم وثائقي أجنبي. تحاور كرمة نابلسي بعد العرض المخرج أنضوني الذي اختبر تجربة السجن هو ذاته حين كان في الثامنة عشرة من العمر.
أمّا اليوم الثاني، فيتناول المخرج مهدي فليفل، في خمسة أفلام قصيرة، هي فيلم "غريب" الذي يروي قصة شباب فلسطينيين من مخيم عين الحلوة في لبنان يحاولون الوصول مثل الكثير من المهاجرين الآخرين إلى أوروبا، وفيلم "رجل يعود" الذي يصوّر عودة رضا إلى مخيم اللاجئين الفلسطينيين، بعدما بقي محاصراً لثلاث سنوات في اليونان وفشلت خططه في الهروب، فضلاً عن فيلم "رجل يغرق" الذي يحكي عن غربة طفل في مدينة غريبة وما يرافقها من تنازلات للبقاء على قيد الحياة، وفيلم "وقعت على العريضة" و"عشرون مصافحة للسلام". يتبع العرض حوار مع المخرج يديره الناقد السينمائي كليم أفتاب.
تتوالى الأفلام على مدى أسبوعين، منها فيلم "استذكار" للمخرج كمال الجعفري، الذي يعيد إحياء ذكريات يافا التي نشأ فيها عبر استخدام تقنية تحوّل الذكريات المفقودة إلى شعر سينمائي. كما يقدّم الجعفري دروساً حول أعماله في جامعة سواس، الساعة الثالثة مساء من يوم الأحد (18 نوفمبر)، ويناقش الأفكار والصور والعمليات الفنية التي قادت مساره السينمائي.
وتقدّم لنا المخرجة دينا ناصر في غضون 11 دقيقة فيلماً بعنوان "دقيقة واحدة"، عن حرب غزة في حي الشجاعية المنهار، الذي جعلته سلمى، البالغة من العمر 37 عاماً، مأوى لها ولابنتها من الهجمات. ويأخذنا في لحظات إلى الرسائل القلبية التي يتبادلها الأصدقاء عبر هواتفهم المحمولة. يليه فيلم "البرج" لـ ماتس غرورد، ومدته 74 دقيقة، يتناول قصة فتاة فلسطينية في الحادية عشرة من العمر، تعيش مع عائلتها في مخيم اللاجئين الذي ولدت فيه. ويعطيها جدها مفتاح منزله القديم في الجليل، وتبدأ رحلة البحث عن شهادات عائلتها من جيل إلى آخر خوفاً من أن يكون جدها قد فقد الأمل في العودة ذات يوم إلى منزله. وتعقب هذا العرض الذي شاركت في استضافته مؤسسة "Hoping"، مناقشة مع الدكتورة دينا مطر ومدير فيلم "البرج" ماتس غرورد.
ويهدف مشروع "مقاطعات إبداعية"، الذي يمثّل الأفلام القديمة التي أعيد إصلاحها، إلى استكشاف الطريقة التي استخدم بها الفنانون الإبداع لإعطاء صوت للمظلومين.
يقدّم فيلم "زهرة جميع المدن" لـ علي سالم، وهو مثال نادر لعمل المصور السينمائي الفلسطيني هاني جوهرية، وهو أحد الآباء المؤسسين للسينما الفلسطينية. ويستخدم فيه "زهرة المدائن" الأغنية الشهيرة لفيروز، حيث يقدّم صورة متناغمة للحياة المدنية الفلسطينية التي يعكّر صفوها احتلال الجيش الإسرائيلي للمدينة بعد حرب 1967 مع إسرائيل. يعكس الفيلم الطريقة التي ينظر بها الفلسطينيون والعرب إلى القدس. ولا يزال الفيلم على الرغم من قدمه يحمل أهمية معاصرة نظراً إلى الأحداث الأخيرة التي وقعت في المنطقة.
ومن الأفلام القديمة التي يعاد عرضها، فيلم "فلسطين في العين" لـ مصطفى أبو علي، الذي يوثّق الأثر العميق لوفاة هاني جوهرية على صانعي الأفلام الفلسطينيين، ولحظة موته وحياته من خلال مقابلات مع العائلة. كذلك يقدّم لنا المخرج إسماعيل شموط فيلم "النداء الملح" الذي يعود إلى عام 1973، وفيلم "توهّج الذكريات" الذي يتمحور حول رجل فلسطيني مسن يكشف الفيلم عن ذكرياته عبر استخدام صور فوتوغرافية أرشيفية، ويقدّم رواية غير لفظية للقضية الفلسطينية. كذلك يعرض في اليوم ذاته فيلم "الهوية الفلسطينية"، للمخرج العراقي قاسم حول. ويروي فيلم "3000 ليلة" قصّة معلّمة فلسطينية تعتقل زوراً في سجن إسرائيلي. واقع مستوحى من قصة حقيقية، يتتبع رحلة أمل أم شابة على الرغم من كل الصعاب.
تشارك نادية يعقوب مؤلفة ورئيسة قسم الدراسات الآسيوية بجامعة نورث كارولينا، في المهرجان بمحاضرة بعنوان "نحو سينما فلسطينية ثالثة". وفي اليوم ذاته يعرض فيلم " آيني" لأحمد صالح، وفيلم "مادة سحرية تسري في داخلي" للمخرجة جمانة منّاع، ويتناول زيارة جمانة لليهود والأكراد والمغاربة واليمنيين والسامريين وأعضاء المجتمعات الحضرية والريفية الفلسطينية والبدو والمسيحيين الأقباط، كما هم موجودون اليوم في الفضاء الجغرافي لفلسطين التاريخية، حيث تشاركهم في حديث حول موسيقاهم.
تغوص الأفلام بشكل أعمق في المشاكل الشخصية التي يواجهها السجناء وزوجاتهم، فيروي فيلم "بونبونة" قصة امرأة فلسطينية تبتكر طريقة جديدة للحمل على الرغم من وجود زوجها في السجن. والفيلم من إخراج راكان مياسي. أمّا فيلم "ديجرادي" من إخراج محمد وأحمد أبو ناصر، فتدور أحداثه في صالون تجميل في مدينة غزة.
تشارك المخرجة لاريسا صرصور بثلاثة أفلام، هي "هجرة إلى الفضاء" و"مبنى الأمة" و"في المستقبل أكلوا من أرقى أنواع البورسلين". فضلاً عن أفلام قصيرة، هي "الرئيس" لليلى عباس، و"آفي ماريا" لباسل خليل، اللذين يركزان على التقاليد والعادات، وفيلم "بلا سقف" لـ سينا سليمي الذي يصوّر أجواء الحرب، بينما يسلط فيلم "نادي التزلج" الضوء على عزلة مدينة غزة، أمّا فيلم "اليوم الذي مات فيه أبي" لـ نايف محمود، فيتحدّث عن موت الروح مع بقاء الجسد.
وفي الأيام الأخيرة للمهرجان، يعرض فيلم "القهوة لكل الأمم" للمخرجة وفاء جميل، وفيلم "منصة خشنة" لتوماس جارفيت، ويختتم المهرجان مع فيلم "194 نحنا ولاد المخيم" للمخرج سامر سلامة.