بعد 20 سنة من الدراسات..هذه الصفات ضرورية لنجاح أطفالكم

17 مايو 2016
العديد من ظروف التربية تؤثر على مستقبل الأطفال (Getty)
+ الخط -

يتمنى الأهل ألا يواجه أطفالهم المصاعب، وأن ينجحوا في الدراسة، وأن يبرعوا في مجالاتهم مستقبلاً.

وبما أنه لا توجد وصفة جاهزة للتربية الناجحة، فقد أشار الأخصائيون النفسيون إلى مجموعة من العوامل التي يمكن أن تتنبأ بالنجاح، ومن غير المفاجئ أن معظمها يتعلق بالأهل، وهنا الصفات التي يتشارك فيها معظم الآباء والأمهات الذين يحظون بأطفال ناجحين، بحسب ما نقلته "إندبندنت".

يعلمون أطفالهم المهارات الاجتماعية

في دراسة استمرت لعشرين سنة، قام بها باحثون في جامعة ولاية بنسلفانيا، وجامعة ديوك، وشملت أكثر من 700 طفل عبر الولايات المتحدة، ابتداء من سن الحضانة وتمت متابعتهم حتى عمر 25 سنة، وجدت علاقة بين مهاراتهم الاجتماعية في الحضانة ونجاحهم كأشخاص بالغين بعد عقدين من الزمن.

وأظهرت الدراسة أن الأطفال الذين تمتعوا بكفاءة اجتماعية، والذين كانوا قادرين على التعاون مع أقرانهم بدون توجيه، ومساعدة غيرهم، وفهم مشاعرهم، والاعتماد على أنفسهم في حل المشاكل، كان أوفر حظاً بدخول الجامعة، والحصول على عمل بدوام كامل في عمر 25 سنة، أكثر من الآخرين الذين كانت مهاراتهم الاجتماعية محدودة.

وقال أحد الباحثين المشاركين في الدراسة إن مساعدة الأطفال على تطوير مهاراتهم الاجتماعية والعاطفية هو أهم ما يمكن أن نقوم به لإعدادهم لمستقبل صحي، ويمكن لهذه المهارات منذ سن باكرة جداً أن تحدد فيما إذا كان الطفل سيذهب إلى الجامعة أم إلى السجن، أو إذا كان سينتهي به المطاف شخصا عاملا أو مدمنا".

لديهم توقعات عالية

وجدت جامعة كاليفورنيا باستخدام بيانات 6600 شخص ولدوا عام 2001، أن التوقعات التي يعقدها الأهل على أطفالهم لها تأثير كبير على ما يمكنهم بلوغه.

وبيّنت النتائج أن 96 بالمائة من الأطفال الذين حصلوا على أفضل النتائج، كان يتوقع أهلهم أن يذهبوا إلى الكلية منذ صغرهم، فالآباء والأمهات الذين كانوا يرون الكليات في مستقبل أطفالهم، كانوا يميلون إلى توجيههم نحو هذا الهدف بغض النظر عن دخلهم المادي والظروف الأخرى.

وهذا يلتقي مع حقيقة نفسية تعرف باسم تأثير بيغماليون والذي يقول "ما يتوقعه شخص من آخر، يمكن أن يحدث وكأنها نبوءة تحقق ذاتها".

وفي حالة الأطفال، فإنهم يرتقون إلى مستوى توقعات والديهم.

الأمهات عاملات

وجدت دراسة أن بنات الأمهات العاملات ذهبن إلى المدرسة لفترة أطول مقارنة بغيرهن، كما تمكنّ من مزاولة وظائف إشرافية، وكانت دخولهن مرتفعة أكثر 23 بالمائة مقارنة باللواتي تربين مع أمهات لا يعملن.

أما الأبناء الذكور للأمهات العاملات فكانوا أكثر انخراطاً في أعمال المنزل ورعاية الأطفال، وكانوا يقضون سبع ساعات ونصف أسبوعياً أكثر من غيرهم في هذه الأعمال.

تحصيلهم العلمي أعلى

في دراسة عام 2014 بجامعة ميتشيغان وجدت أن الأمهات اللواتي أنهين الدراسة الثانوية أو مرحلة الكلية كان أطفالهن يميلون لفعل ذلك أيضاً، وأن الأطفال الذين ولدوا لأمهات مراهقات كانوا قلما ينهون المدرسة الثانوية أو يذهبون إلى الكلية مقارنة بغيرهم.

ويقول أحد الباحثين إن المستوى التعليمي للوالدين عندما يكون الطفل في عمر 8 سنوات، يمكن أن يتنبأ بالنجاح الذي يمكن أن يحققه الطفل بعد 40 سنة.

يعلمونهم الرياضيات باكراً

وجد تحليل لأكثر من 35 ألف طفل في سن قبل المدرسة، في كل من كندا وبريطانيا والولايات المتحدة أن تطوير مهارات الرياضيات في سن مبكرة يمكن أن يتحول إلى ميزة كبيرة عند الأطفال.

ويقول باحث مشارك في الدراسة إن إتقان مهارات الرياضيات باكراً لا يتوقع أن يرتبط بإنجازات في مجال الرياضيات فقط، وإنما فيما يخص القراءة أيضاً.

يبنون علاقات قوية مع أطفالهم

في دراسة أجريت عام 2014 على 243 طفلا ولدوا في الفقر، لكنهم كانوا يحظون برعاية حساسة من الأهل خلال سنواتهم الثلاث الأولى، تبين أنهم لم يكونوا أفضل دراسياً في الطفولة فقط، وإنما كانوا يتمتعون بعلاقات صحية واستمرارية في التحصيل العلمي في الثلاثينيات من أعمارهم.

فالآباء والأمهات الذين يقدمون رعاية حساسة لأطفالهم يوفرون قاعدة آمنة لهم لاستكشاف العالم، والاستثمارات في العلاقات بين الوالدين والطفل في وقت مبكر، قد تؤدي إلى عائدات طويلة الأجل، تتراكم على مدار حياة الأفراد، بحسب باحث شارك في الدراسة.

ظروفهم الاقتصادية والاجتماعية أعلى

خمس الأميركيين يكبرون في ظروف الفقر، الأمر الذي يحد بشدة من إمكاناتهم، فالأطفال الذين يكبرون ضمن أسر ذات ظروف اقتصادية أفضل لديهم فرص أكبر في مواصلة تعليمهم.

ومن العوامل المهمة التي ذكرت في القائمة أن الآباء الأقدر على تنشئة أطفال ناجحين يقضون وقتاً أطول معهم، وهم أقل توتراً من غيرهم، ويقدرون الجهود التي يبذلها أطفالهم لتجنب الفشل.

(العربي الجديد) 

المساهمون