الحصار يُقطّع خيوط غزل "السجاد" في غزة

03 نوفمبر 2015
منع التصدير يوقف عملنا (الأناضول)
+ الخط -


ما إن تدخل ورشة الحاج محمود الصوّاف، شرقي مدينة غزة، حتى تلفت انتباهك أرضيتها وجدرانها المكسوة بألوان بديعة، لتجد نفسك أمام قطعة من "السجاد" أو "البُسط" اشتهرت بحياكتها أيادٍ فلسطينية.

وبشكل يومي، يحرص السبعيني الصواف على الذهاب إلى ورشته الصغيرة في حي الشجاعية شرقي المدينة، لمزاولة حرفته التي امتهنها على مدى 55 عاماً، والمتمثلة في نسج "الصوف"، وغزل "السجاد والبسط" يدوياً.

يقول الصوّاف إنّه متمسك بحرفة أجداده التراثية، والتي اشتقت منها عائلته اسمها. هذا عن اسم العائلة، أما حال المهنة فيرصده بقوله: "قبل عقود من الزمن كانت صناعة نسج الصوف، وآلات النّول (آلة لغزل الصوف)، تنتشر في كل مكان بقطاع غزة، غير أنها بدأت في الانحسار في السنوات الأخيرة، أمام الألبسة الصوفية الجاهزة، والنسيج الصناعي المستورد، والحصار المفروض على القطاع".

ويحتاج هذا الحرفي إلى عدة ساعات وجهد طويل، لينتهي من صناعة سجادة يدوية، يقدمها لأعداد محدودة جداً من الزبائن الذين يرتادون ورشته. وبسرعة ورشاقة، يمرر بيده اليسرى كتلة حديدية يطلق على اسمها "مكوك" تحتوي خيوطاً من الصوف الملون، على عرض آلة "النول" الموزع عليها الخيوط البيضاء بشكل طولي متفرق.

فيما يضرب  بيده اليمنى، ما يسمى بـ"مشط آلة النول"، بشكل قوي لتشبيك الخيوط ببعضها البعض، على شكل متساوٍ من دون ترك أي فراغ. ويكرر تلك العملية على النول الخشبي معتمداً على المهارات اليدوية بشكل سريع ومتتالٍ حتى ينتهي من صناعة البساط أو السجادة.

ويعتبرها الصوّاف "من الحرف التقليدية القديمة التي عرفها التاريخ في فلسطين والوطن العربي"، مشيراً إلى أنه "لا يستطيع أن يتقنها أحد بسهولة، لأنها تحتاج إلى خبرة كبيرة وجهد، ودقة، وسرعة عالية".



ويلفت إلى أن تصميم البساط العربي أصبح لا يقتصر على أرضيات المنازل فقط، كما كان قديماً، فالتطور جعله يُستخدم كجداريات ومعلقات داخل الفنادق، والمؤسسات كقطع أثرية تعبر عن هوية البلد. وتتم زخرفة البسط العربية اليدوية بأشكال هندسية وخيوط صوفية ملونة، تعطي لها رونقاً جميلاً بحسب رغبة الزبون.

وكان سوق هذه المنتجات اليدوية في قطاع غزة، مزدهراً قبل انتفاضة الأقصى عام 2000، بحسب الصوّاف الذي قال إن العاملين فيها كانوا يستطيعون آنذاك تصدير منتجاتهم إلى الضفة الغربية والداخل الفلسطيني والخارج. وتابع: "أما الآن فإن منع التصدير يوقف عملنا، وفي بعض الأحيان نعمل أياماً معدودة خلال الشهر لقلة الطلب عليها".

وتتفاوت أسعار السجاد بحسب الطول والنوع، فالسجادة التي يبلغ طولها 4 أمتار تباع بـ 200 شيكل (نحو 50 دولاراً).




اقرأ أيضاً: خالد الصاوي يهاجم mbc: لبّيك يا ماسبيرو

دلالات
المساهمون