مخرجان تتلمذا على يد المخرج حاتم علي، وعملا معه في أهم الأعمال الدرامية التي بنَت اللَّبِنة الأساسية للدراما السورية ونشرتها حول الوطن العربي بكل تفاصيلها ونجومها. المثنى صبح والليث حجو، لا يختلف أحد على قدرتهما على تقديم الصورة اللونية المميزة والهوية التي تميز كل واحدٍ منهما؛ فالليث هو من أتقن تكثيف لحظة الكاميرا ليُغني تفاصيل الكوميديا بسلسلة "بقعة ضوء" الأشهر التي كان من أوائل مخرجيها، وما زالت لوحات الجزء الأول والثاني والرابع محفوظةً في أذهان المشاهدين حتى اليوم، بتفاصيل الأداء وانتقاء أمكنة التصوير والفنانين. كذلك الأمر في "الخربة"، و"ضيعة ضايعة"، و"عالمكشوف"، وغيرها من الأعمال التي لامست هموم المواطن السوري ودخلت في عمقه.
أما في الأعمال الاجتماعية، فقد دخل حجو في الحارات الشعبية والقصص المنسية من المجتمع السوري، فكان "الانتظار"، و"خلف القضبان"، ولم تنتهِ الحرب السورية إلا وترك بصمته في "ضبوا الشناتي"، و"الواق واق"، و"سنعود بعد قليل"، لينشُلَ بعدسته حكاية وجع إنساني بطريقة طريفة. ورغم انشداد غالبية المخرجين والكتّاب السوريين إلى الدراما المشتركة "بان أراب"، استطاع حجو خلقَ التوازن، فبعدَ مسلسلي "لعبة الموت" و"24 قيراط"، لم يَتَخَلَّ عن الدراما السورية وينسَق وراء عروض خارجية بكثرة، ليكون "مسافة أمان" من الأعمال الأقوى بالدراما السورية في موسم رمضان 2019. وعلى الضفة الأخرى من الإبداع يقف المثنى صبح الذي سرد بعدسته حكايات سورية بصَمت في قيعان قلوبنا ذكرياتٍ لا تُمحى. فبعد تعاونه مع حاتم علي كمساعد مخرج، أو مخرج منفذ، في أهم الأعمال، انتقل بكاميرته الخاصة نحو قصص النساء ليشقّ طريقه عبرهنّ في "ندى الأيام" و"جلسات نسائية"، إذ تبدو المرأة بعينه مغريةً من دون تَعَرٍّ، ومشبعة بتفاصيل روائية.
وفي ما يخص المجتمع السوري، كرّس صبح رؤيته بـ"مشاريع صغيرة"، و"سكر وسط"، و"رفة عين" وغيرها من المسلسلات المهمة التي ركّزت على واقعية القصة من دون مواربة أو مغالاة، ولم يَنجَرّ المثنى للدراما المشتركة رغم هجرة السوريين إليها، بل بقي صامداً حتى هذا العام.
أعمال المخرجَين، حجو وصبح، واقعية بحت، نابعة من قلب الشارع، فيما تجول الدراما المشتركة بقصص تبتعد عن الواقع ضمن قالب رومانسي يعتمد على النجم السوري والفنانة اللبنانية بقصة مبهرجة الأضواء والألوان والأماكن. وفي هذا الموسم ينتقل الليث والمثنى إلى الدراما المشتركة؛ فالليث اختار نص رامي كوسا بعنوان "أولاد آدم"، لتكون وجبته الدسمة في العام القادم مع مكسيم خليل وقيس الشيخ نجيب وماغي بوغصن ودانييلا رحمة. أما المثنى، ففي أولى تجاربه بالدراما المشتركة يقدم "دانتيل" عن نص للكاتبتين المصريتين إنجي القاسم وسماء عبد الخالق. عمل مقتبس من مسلسل إسباني بعنوان velvet.
اقــرأ أيضاً
أما في الأعمال الاجتماعية، فقد دخل حجو في الحارات الشعبية والقصص المنسية من المجتمع السوري، فكان "الانتظار"، و"خلف القضبان"، ولم تنتهِ الحرب السورية إلا وترك بصمته في "ضبوا الشناتي"، و"الواق واق"، و"سنعود بعد قليل"، لينشُلَ بعدسته حكاية وجع إنساني بطريقة طريفة. ورغم انشداد غالبية المخرجين والكتّاب السوريين إلى الدراما المشتركة "بان أراب"، استطاع حجو خلقَ التوازن، فبعدَ مسلسلي "لعبة الموت" و"24 قيراط"، لم يَتَخَلَّ عن الدراما السورية وينسَق وراء عروض خارجية بكثرة، ليكون "مسافة أمان" من الأعمال الأقوى بالدراما السورية في موسم رمضان 2019. وعلى الضفة الأخرى من الإبداع يقف المثنى صبح الذي سرد بعدسته حكايات سورية بصَمت في قيعان قلوبنا ذكرياتٍ لا تُمحى. فبعد تعاونه مع حاتم علي كمساعد مخرج، أو مخرج منفذ، في أهم الأعمال، انتقل بكاميرته الخاصة نحو قصص النساء ليشقّ طريقه عبرهنّ في "ندى الأيام" و"جلسات نسائية"، إذ تبدو المرأة بعينه مغريةً من دون تَعَرٍّ، ومشبعة بتفاصيل روائية.
وفي ما يخص المجتمع السوري، كرّس صبح رؤيته بـ"مشاريع صغيرة"، و"سكر وسط"، و"رفة عين" وغيرها من المسلسلات المهمة التي ركّزت على واقعية القصة من دون مواربة أو مغالاة، ولم يَنجَرّ المثنى للدراما المشتركة رغم هجرة السوريين إليها، بل بقي صامداً حتى هذا العام.
أعمال المخرجَين، حجو وصبح، واقعية بحت، نابعة من قلب الشارع، فيما تجول الدراما المشتركة بقصص تبتعد عن الواقع ضمن قالب رومانسي يعتمد على النجم السوري والفنانة اللبنانية بقصة مبهرجة الأضواء والألوان والأماكن. وفي هذا الموسم ينتقل الليث والمثنى إلى الدراما المشتركة؛ فالليث اختار نص رامي كوسا بعنوان "أولاد آدم"، لتكون وجبته الدسمة في العام القادم مع مكسيم خليل وقيس الشيخ نجيب وماغي بوغصن ودانييلا رحمة. أما المثنى، ففي أولى تجاربه بالدراما المشتركة يقدم "دانتيل" عن نص للكاتبتين المصريتين إنجي القاسم وسماء عبد الخالق. عمل مقتبس من مسلسل إسباني بعنوان velvet.
وبين الليث والمثنى، يتوقف المشاهد السوري، بتساؤل عما إذا كانا سيستطيعان بثّ كمية الواقعية المنسجمة مع أفكاره وأحلامه في هذين العملين الجديدين، أو ستتشكل لديهما حالة من التماهي مع متطلبات السوق الإنتاجية، ما يجعلهما يبتعدان عن الدراما السورية ويتناسيان أنهما بدآ منها، أو يقلبان معادلة الدراما المشتركة بنظر الجميع ويجعلان من القصص التي يعملان عليها حالياً حكايات حقيقية تهمّ المواطن السوري أو العربي على السواء.