تعرّف إلى سر الخطوط الملوّنة على أسماك السيكلد الأفريقية

28 أكتوبر 2018
تطوَّرت أسماك "السيكلد" في أنساقٍ تطوريّة مستقلة (Getty)
+ الخط -

على أسماك "السيكلد" Cichlid الأفريقيَّة ثمّة خطوط عموديّة ملوّنة تمتلكها، عادة، هذه الأنواع من الأسماك. ويعتبر العلماء هذه الخطوط شكلاً من أشكال التكيّف التطوّري. لكن هذا التكيف ليس مستمرّاً، إذْ تختفي هذه الخطوط في بعض الأحيان، ثم تعود لتظهر في أجيال لاحقة. كشف الباحثون، بالضبط، آليّة هذا التكيّف التطوّري، وسبب اختفاء وعودة هذه الخطوط كلّ مرة. 

تطوَّرت أسماك "السيكلد" في أنساقٍ تطوريّة مستقلة، وذلك في بحيرات مختلفةٍ في شرق أفريقيا. في بحيرة فكتوريا فقط، وهي ثاني أكبر بحيرة للمياه العذبة على سطح كوكب الأرض، يوجد بين 500 إلى 600 نوع من هذه الأسماك. وهناك أكثر من 1200 نوع في بحيرات أخرى، كبحيرة ملاوي وبحيرة تنجانقيا. 

وعلى ما يبدو، فإنَّ هذه الأسماك تتطوّر وتتكيّف بشكل مشابه دومًا، وذلك استجابةً لظروفٍ بيئيّة معينة، أي أنّ التطوَّر يُكرِّر نفسه. وحاول العلماء في مجلة "العلم" Science العلميّة المحكّمة، معرفة سبب اختفاء الخطوط الملونة عند أجيال معيّنة، وعودتها عند أجيال أخرى.



ووجدت، كلاوديوس كراتوشويل، الباحثة في جامعة "كونستانز" في ألمانيا، مفتاحاً جينيّاً هو المسؤول بشكل أساسي عن ظهور هذه الخطوط على أسماك "السيكلد" واختفائها. يسمّى هذا الجين أو المورثّة بـ"agrp2"، إذْ ينتجُ هذا الجين بروتيناً، يمنع من رسم هذه الشرائط والخطوط على هذه الأسماك.

وتأكدت كراتوشويل من دقة اكتشافها، لمّا قامت بقصّ هذا الجين من سمكةٍ تمتلكه، وليس لها خطوط، وذلك باستخدام مقصّ الجينات Crispr، إذ ظهر النمط المخطط من هذه الأسماك فجأة. أي أنَّ جين "agrp2" هو المسؤول فعلياً عن قمع هذه الصفة. وقد تمّ العثور على هذا المفتاح الجيني، أي "agrp2"، لدى جميع أنواع هذا الأسماك في جميع البحيرات. 

ويُعدُّ هذا الاكتشاف ضربةً كبيرة لنظرية عالم الحفريات البلجيكي، لويس دولو، الذي أكّد قبل نحو 125 عاماً، أنّ الخصائص التي تختفي عند أحد الأنواع الحيوانية في سياق التطوّر لا تعودُ أبدًا.   
 
المساهمون