فنانات المونولوجست.. اختفاء بعد ازدهار

02 مايو 2016
يُنظر إليه اليوم كفن يقلل من قيمة الفنانة(العربي الجديد)
+ الخط -


يعتبر فن المونولوجست من الفنون القديمة التي ذكرها ديورك، أحد الباحثين المستشرقين، حين زار مصر، وقضى فيها ما يزيد على ربع قرن، فأصدر موسوعة شهيرة أطلق عليها اسم "المصريون" عام 1964.

وتحدث ديورك في أحد فصول موسوعته عن فن المونولوجست أو النقد الاجتماعي، كأحد الفنون المهمة التي تتناول النقد بطريقة جذابة، لتنفّر الجمهور من سلبيات موجودة في المجتمع، مثل تعدد الزوجات.


كان أحمد دياب مونولوجستاً شهيراً في خمسينيات القرن الماضي، يقدم عروضه في كازينو النزهة، ليظهر بعد ذلك رواد هذا الفن مثل اسماعيل ياسين، وشكوكو، وحسن المليجي وغيرهم...لكن أين الفنانة المونولوجست من هذه الظاهرة التي انقرضت في العصر الحالي؟


فرات

ظهرت في فترة الأربعينيات من القرن الماضي فنانة مونولوجست اسمها "فرات"، وكانت قوية البنية وصوتها جميل مع خفة ظل لافتة، تعبر من خلال هذه المقومات بصورة نقدية لاذعة عن عيوب المجتمع، مثل ظاهرة اتكال الزوج على زوجته في أعباء البيت.

وقدمت أحد المونولوجات كنقد للأوضاع السياسية في مصر في ذلك الوقت، وهو "عايزة أسوق عربية"، وقد لقي رواجاً كبيراً، وكان من الممكن أن تحظى فرات بشهرة أوسع لولا وفاتها في حادثة سيارة هي وزوجها، مؤلف المونولوجات، عبد المجيد رزه، شابة في الثلاثين من عمرها.


نغمات وجمالات

وفي منتصف القرن الماضي ظهر هذا الثنائي، وقدمت الفنانتان مونولوجات جميلة مثل مونولوج "يا ماما ما بحبوش"، نقداً لظاهرة الزواج بالإكراه.


سعاد أحمد

ظهرت في الإسكندرية، وكان لها من الحضور الطاغي وخفة الظل ما جعلها مادة دسمة للنقد والإشادة، لأن كل ما قدمته من مونولجات كان يخص قضايا المرأة، مثل التعليم في مونولوج "ألف باء تاء واتعلمت الحسناء".

لبلبة

ظهرت باكرا في سن ست سنوات فنانة مونولوجست محبوبة وشقية، امتلكت القدرة على تقليد كبار الفنانين، مثل نجاة ومحمد عبد المطلب وفريد الأطرش، وقدمت مونولوجات شهيرة وخفيفة ما زالت في الذاكرة، مثل "حبيبي قلبه تاكسي"، انتقدت فيه قدرة الرجل على حب أكثر من امرأة ، وكان أروع مونولجاتها من تأليف فتحي قورة، مثل "بحب القزقزة"، ولكنها تركت المونولوج وتفرغت للتمثيل حين اختفى هذا الفن من على المسرح المصري، وخف الطلب عليه.

ثريا حلمي

كانت بدايتها مع فن المونولوج قبل أن تتحول إلى التمثيل حين تقدمت في العمر، ولها رصيدها الكبير من المونولوجات خفيفة الظل، مثل مونولوج "يا أخينا عيب"، وتنتقد فيه الرجل الذي يصر على التصابي بعد تقدم عمره.

اتجهت إلى السينما لتقدم المونولوج من خلال الأفلام بحيث يلائم الموقف، كما في فيلم "تحيا الستات"، قبل أن تتفرغ للتمثيل المسرحي الكوميدي، ولكن رغم ذلك ظلت معروفة كفنانة مونولوجست لها صيتها وبصمتها.

المساهمون