الممثل مايكل فاسبندر يتحدث لـ"العربي الجديد" عن أعماله: أتقن إثارة إعجاب المخرجين

28 مايو 2017
الممثل مايكل فاسبندر (آرايا دياز)
+ الخط -
على الرغم من أنه ألماني-أيرلندي، ألا أن مايكل فاسبندر هو من أبرز نجوم السينما الهوليوودية حالياً، وعلى لائحة أفلامه مجموعة من العناوين على الصعيد العالمي، مثل "إكس مين" و"شيم" و"هانغر" و"ستيف جوبز" الذي أدّى فيه شخصية مؤسس مجموعة "أبل" الراحل.

زار مايكل فاسبندر باريس مؤخراً كي يروّج لفيلمه "أليان: كوفنانت"، من إخراج ريدلي سكوت الذي كان قد نفذ الجزء الأول من سلسلة أفلام "أليان" عام 1978. "العربي الجديد" التقته وحاورته:

* حدّثنا عن فيلم "أليان: كوفنانت" من إخراج ريدلي سكوت وعن دورك فيه؟

يعتبر "أليان: كوفنانت" بمثابة جزء مكمل لفيلم "بروميثيوس" الذي تولّى إخراجه أيضاً ريدلي سكوت قبل خمس سنوات، وبالتالي فأنا أؤدي في الفيلم الجديد الدور نفسه الذي مثلته في العمل الأول، أي الكائن الآلي ديفيد، لكن هناك إضافة لها وزنها في خصوص "أليان: كوفنانت" تتلخص في أن الكائن هذا له أخ آلي بدوره وأؤديه أيضاً.

أما عن الفيلم، فهو فيتناول حكاية سفينة فضائية اسمها "كوفنانت" تحوّر مسارها أثناء رحلة، من أجل الهبوط فوق كوكب غريب أثار فضول طاقمها من دون أن يعلم بأن الكوكب إياه تسكنه كائنات لا تتمنّى الخير لمن يتجرأ ويزورهم، ويعتمدون العنف وسيلة للتعامل مع الغير. وبالتالي يموت أفراد طاقم السفينة الواحد تلو الآخر، باستثناء المرأة الوحيدة الموجودة بينهم والتي ستبذل المستحيل للبقاء على قيد الحياة والسيطرة على الوحوش.

* أليس هذا ما كان يحدث حرفياً في فيلم "أليان" الأصلي العائد إلى عام 1978، والذي أخرجه أيضاً ريدلي سكوت؟

نعم، إذا أردنا أخذ السطور الكبيرة فقط في الاعتبار، لكن إذا دخلنا في تفاصيل الحبكة نجد أن الشخصيات التي تشكل الطاقم في كل من الفيلمين لا علاقة لها بالثانية، لا من حيث السيكولوجية ولا في ما يتعلق بالشجاعة أو القدرة على الكفاح. كما أن هناك ناحية أنانية تسيطر على بعض الرجال في الفيلم الجديد لم تكن متوافرة في "أليان" الأول حيث كانوا كلهم أبطالاً يتميّزون بروح القتال والتضحية بالنفس في سبيل إنقاذ المجموعة.

* لكن حكاية المرأة التي تبقى وحدها في النهاية وتكافح الوحش هي ذاتها في العملين؟

نعم بالتحديد، وأعتقد أن ريدلي سكوت ينظر إلى المرأة على أساس أنها منقذة البشرية، ويبدو أن وجهة نظره هذه لم تتغير طوال أربعين سنة.

* كانت الممثلة سيغورني ويفر رائعة في "أليان" الأصلي وكل الأجزاء التي تلته عبر السنوات، والتي نفذتها مجموعة من السينمائيين المختلفين، فلماذا لم يلجأ ريدلي سكوت إليها من أجل "أليان: كوفنانت"؟

إنها مسألة منطق، لا أكثر ولا أقل، أراد ريدلي سكوت أن يراعيه ويحترمه. بمعنى أن فيلم "بروميثيوس" تعود قصته إلى ما قبل أحداث "أليان" الأصلي، وهذا أيضاً حال "أليان: كوفنانت" الذي يكمل "بروميثيوس" ولكن يسبق "أليان". وليس من الممكن أن تكون الشخصية نفسها التي أدتها سيغورني ويفر في "أليان" والأجزاء التي كملته، موجودة في المراحل السابقة للعمل الأول، لا هي ولا الرجال في محيطها، لذلك لا يوجد أي ممثل مشترك بين الأجزاء المعنية، ما عدا "بروميثيوس" و"أليان: كوفنانت"، مثلما الحال في ما يخصني شخصياً، بما أنني موجود في العملين.

* يبدو أنك متخصص في التمثيل تحت إدارة المخرجين ذاتهم مرات ومرات، مثلما هو الوضع في ما يتعلق بريدلي سكوت، وأيضاً ستيف ماكوين وبريان سينغر، فما هو السر وراء هذا الأمر؟

يبدو بوضوح أنني أعرف كيف أثير إعجاب المخرجين الذين أعمل تحت إدارتهم، فيعودون إلى التعامل معي من جديد. لا، إنني أمزح أو أبالغ، لكن في هذا شيئاً من الحقيقة، فالذي يحدث هو أننا نفهم بعضنا بعضاً ونصل إلى مرحلة من الوفاق في العمل تدلّ على أننا إذا كررنا التعاون سيكون الأمر لمصلحة الأفلام التي ننجزها معاً، كذلك سنوفر الكثير من الوقت أثناء التصوير بفضل هذا الوفاق. لكنها حالات استثنائية وإن بدت متعددة في نظر من يراها عن بعد، فأنا ظهرت في أكثر من 30 فيلماً ولم أعمل مرات كثيرة إلا مع ثلاثة مخرجين هم الذين ذكرتهم أنت.

* أنت من أصل أيرلندي وألماني، فلماذا لا تظهر إلا في أفلام هوليوودية؟

هذا ما يحدث الآن ومنذ أن عرفت النجاح وصار اسمي يعني شيئاً بالنسبة إلى الجمهور العريض، لكنني بدأت مشواري الفني في أيرلندا ثم في لندن فوق المسرح وفي المسلسلات التلفزيونية، وكنت أستعد لشق طريقي المهني في أوروبا إلى أن جاء الفنان التشكيلي البريطاني ستيف ماكوين الذي يعمل أيضاً في السينما وعرض عليّ الدور الرئيسي في فيلمه "هانغر" الذي يروى حكاية المناضل الأيرلندي بوبي ساندز الشهير كونه أضرب عن الطعام في السجن دفاعاً عن حقوق الشعب الأيرلندي. خسرت 14 كيلوغراماً من وزني من أجل تقمص شخصية هذا الرجل، كذلك حزت على أوسكار أفضل ممثل عن الدور نفسه. ونجح الفيلم على المستوى العالمي وحدث أن شاهده كوينتين تارانتينو فمنحني أحد الأدوار الرئيسية في فيلمه "إينغلوريوس باستيردز"، وهكذا انتقلت سينمائياً إلى هوليوود وصرت أعمل فيها.

* أنت ظهرت، مثلما ذكرته بنفسك، في عشرات الأفلام، لكن من النادر أن نعثر في القائمة الخاصة بها على أعمال تتصف بالكوميديا، لماذا؟

أنا أسأل نفسي السؤال ذاته وأعجز عن العثور على الرد المناسب، لكن يبدو أن ملامحي لا توحي للمخرجين بالفكاهة بالمرة ولا يتخيلونني في أدوار غير الدرامية أو في لون المغامرات. صحيح أن الدور الذي أطلقني إلى سماء السينما هو ذلك الذي تحدثت عنه والخاص بفيلم "هانغر" حيث أؤدي شخصية البطل المضرب عن الأكل، فكيف يتسنّى لأي شخص بعد ذلك أن يتخيلني في إطار عمل فكاهي؟ أنا أفهمهم، لكنني في الوقت نفسه أقول إن المخرجين من المفروض أن يتميزوا بقدرة خيالية تفوق تلك التي في متناول الشخص العادي، فقوة المخرج هي في خياله، لذا عليهم منحي فرصة إثبات موهبتي في ميدان الكوميديا، خصوصاً أنني مارست هذا اللون على المسرح.

* ما هو أحب أفلامك إلى قلبك؟

"ستيف جوبز" بلا أدنى شك، لأنه يتعرض لسيرة مخترع "أبل"، وهو كان عبقرياً على الرغم من عيوبه الكبيرة، مثل الأنانية وعدم الاهتمام بعائلته وابنته، إلا أنه أنجز الكثير، والعالم مدين له بتقدم هائل في ميدان التكنولوجيا الحديثة. أنا فخور بكوني أديت شخصيته على الشاشة، وقد تطلب مني الدور أن أنغمس في الكتب والبرامج التلفزيونية التي روت سيرته من أجل أن أؤدي الدور بأسلوب مقنع، فكونه قد عاش بالفعل هو شيء منعني من الوقوع في أي خطأ بالمقارنة مع تمثيل الشخصيات الخيالية كلياً.

المساهمون