مهرجان الشتاء في "كوينز تاون"

7A068292-4EA5-4AA1-AD35-5D8A7ABAC4BB
ياسر غريب

كاتب مصري. حاصل على دكتوراه الألسن في الأدب العربي ونقده. من مؤلفاته: "استبداد التراث: قراءات صادمة في ثقافة الإلف والعادة"، و"ديوان شهاب الدين بن العليف المكي: تحقيق ودراسة"

20 يونيو 2016
0F6B1EAB-729A-4A24-8E4B-BFCBEBF85DD7
+ الخط -
في الوقت الذي تهبّ فيه الموجات الحارة على كثير من مناطق نصف الكرة الشمالي؛ تقام الاحتفالات بقدوم الشتاء في مدينة "كوينز تاون" جنوب غربي نيوزيلندا. توصف المدينة بأنها واحدة من المنتجعات الجبلية الرائدة سياحياً؛ لجبالها المغطاة بالثلوج المذهلة، وبحيرتها ذات المياه البلورية الرائقة، وسماء نهارها الزرقاء المتموجة، وطبيعتها الساحرة، ووجود الكثير من الأماكن التاريخيّة، بالإضافة إلى الفنادق والمسابح والأماكن الترفيهيّة.

مناظر خلابة وقمم للتسلّق
شُيّدت المدينة الرائعة حول منفذ يُدعى خليج كوينز تاون على بحيرة "واكاتيبو"، وهي بحيرة طويلة ورفيعة على شكل حرف Z، شكلتها عمليات التثلج المتتابعة على مرّ السنين، كما تطلّ المدينة على مناظر خلابة للجبال القريبة مثل "الرماركابلس" وقمة جبل "سيسل" وقمة جبل "والتر" التي تقع فوق المدينة مباشرة. مما يجعل تسلّقها من قبل الرياضيين وعشاق المغامرات أمراً جذاباً، من أجل التمتع بالإطلالة الساحرة على كل المدينة، وتجريب القدرات البدنيّة.

يزيد عدد سكان كوينز تاون على 13 ألف نسمة، وتبلغ مساحتها 8704 كيلومترات مربعة. وتعد بحيرة "واكاتيبو" ثالث أكبر بحيرة في نيوزيلندا، وتقع على ارتفاعٍ منخفضٍ نسبيّا، وتوجد حولها بعض الوديان والسهول الصالحة للزراعة، والتي يقوم السكان باستغلالها من أجل زرع بعض المنتجات المحليّة. كوينز تاون هي المكان المثالي لاستضافة مهرجان شتائي، والأيام العشرة الرائعة التي تمتد بين اثنين من عطلات الأسبوع من الجمعة للأحد، في أواخر شهر يونيو/حزيران، وحتى أوائل يوليو/تموز، تكون الأنسب للاحتفال ببدء الشتاء، حيث يأتي السياح من كل أنحاء نيوزيلندا والعالم من أجل الاحتفال.



أكبر احتفال شتوي في نيوزيلندا
في عام 1975، قررت مجموعة من السكان المحليين، أن بداية الشتاء سبب مهم لإقامة احتفال على خلاف ما هو شائع، حيث تحتفل الشعوب غالباً بقدوم فصل الربيع. ومع السباقات على الجبال والطعام والشراب والحفلات الموسيقية، بدأ المهرجان بشكل ناجحٍ جداً.

وسرعان ما تناقلت الصحف التي تهتم بالمرح أخبار المهرجان والترويج له، وأيضاً، ما لبث أن تحوّل الاحتفال إلى كرة ثلج تكبر عاماً بعد آخر، حتّى تطور المهرجان ليصبح أكبر احتفال شتويّ في نيوزيلندا، وربما في نصف الكرة الجنوبي كله، وذلك مع تدفق أكثر من خمسة وأربعين ألفاً من الزوار إلى المدينة، ما بين متسابقين وعشاق للمهرجانات، ليشعلوها حماساً، وبهجة طوال أيام المهرجان، وليقيموا سباقات رياضيّة، ومهرجانات ثقافيّة.

مهرجان على مدار عشرة أيام
تبدأ الفعاليات بحفلة مجانية مُتاحة للعموم، تتخللها ألعاب نارية مبهرة يتردد صداها، وتتشكل ألوانها البراقة فوق قمم الجبال المحيطة بالمدينة، ثم تبدأ المنافسات الغريبة والعجيبة؛ منها ما هو مجاني يستطيع أي متسابق أن يشارك فيها، ومنها ما هو مدفوع مُقدّماً بتذاكر، بما فيها التزلج على الجليد، والدراجات الجبلية، وهوكي الجليد، وسباقات القوارب النفاثة، وأيضاً، سباقات الكلاب التي تتزلج على الثلوج، وغيرها.

عشرة أيام كاملة تتضمن أكثر من 60 منافسة خلالها، تكون كفيلة لجذب الناس نحو المدينة المرحة. "أرانب الثلج" (مصطلح يطلق على المبتدئين والمتعلمين الجدد للتزلج على الثلج)، وهواة الرياضات الشتوية، وعشاق الطرائف والعجائب، ومحبّو الطبيعة، كلّ هؤلاء، يمكنهم أن يتوقّعوا برنامجاً حافلاً يتضمن مجموعة واسعة من الفعاليات المقامة في الجبال على الثلوج، وفي شوارع المدينة، ووسط البحيرة الرائعة، فالموسيقى والعروض الترفيهية والمناسبات الخيرية وتشكيلات الطعام المتنوعة والألعاب النارية تستمر طوال أيام المهرجان بلا توقف. إنها فرصة ممتازة للتخلص من صخب المدينة والبقاء في الريف من أجل التمتع.

المساهمون