بين حلم منال وهيثم وسذاجة أم محمود!

22 مايو 2014
+ الخط -

منال وهيثم  مواطنان عربيان،  تخطّيا حواجز الاحتلال الاسرائيلي ليغنّيا حلمهما باللغة العربية واللهجة الفلسطينية، هذا الحلم الصغير شكل بالنسبة لبعض المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي عقدة فُجرت عن سبق تصور وجهل ضد منال وهيثم، لتثور في المقابل ثائرة المدافعين أيضاً ببساطة - الرد المضاد، من دون ميزان للقوة في معركة خاسرة حتماً، ويبدأ التجاذب في المعركة الافتراضية بدون نتيجة.. بين المتهم والدفاع.

قد يحتاج  بعض المتابعين على صفحات التواصل الاجتماعي اليوم الى تأهيل في معرفة أصول استغلال هذه المواقع في وجه انفلاتها الفاضح، الذي ينقل صورة لا تقلّ مأسوية عن تلك المرأة المصرية "أم محمود" التي خاطبت الرئيس الأميركي باراك أوباما وطالبته بأن يخرس! لأنه يتدخل في شؤون بلدها، "ام محمود" المناصرة للمشير عبد الفتاح السيسي، تخلّت عن صورتها كمعارضة وارتضت أن تصبح دمية كاريكاتورية ساذجة في النقل أو share لتصريحاتها، وحتى أنها دُعيت إلى المشاركة في مؤتمر الاعلام الأخير في دبي من دون مبرر لوجودها والهدف من ورائه، وهو ما يؤكد سقطة أخرى تتلاقى مع سقطات عقول بعضنا، وتبادل أدوار السذاجة في نقل كلام أم محمود الذي تعيده في كل ظهورإعلامي لها. ذلك لا يوفر المرأة من كسب نجومية زائدة، تهديها لها وسائل الإعلام مجاناً دون معرفة تداعيات هذه الحالة ومعالجتها - لا بل تشريحها برؤية نفسية علمية حول الاسباب والنتائج التي تدفعها إلى السخرية من نفسها، وإضحاكنا من خلال تصريحها بإنكليزية هي اكثر من يعلم أنها خطأ، بل البحث عن الخانة التي يجب أن تصنف ضمنها ظاهرة "أم محمود"! مع الوقت أصبحت أم محمود هدفاً بحد ذاتها، ولم تعد المواطنة العفوية التي عارضت سياسة أميركا يوماً تجاه مصر.

 تناسى الإعلاميون الهدف من معارضة هذه المواطنة المصرية، وذهبوا يضحكون عليها بكل ما أوتوا من استغلال لحالة كانت لتمر مرور الكرام لولاهم، وباتت في اسبوعين تشكل مادة دسمة من دون أية معايير.

بين حلم منال وهيثم في الغناء، ومحاولة البعض تشويهه لمجرد أنهما مغلوبان على أمرهما بجنسية مفروضة، وفظاعة الترويج لأم محمود، حال من الضياع، نقع فيها بدون ذنب لمجرد أننا نملك حساباً على موقع للتواصل الاجتماعي.

المساهمون