أظهر فنانون سودانيون، تضامناً مع الحراك الشعبي في بلدهم، الذي انطلق الشهر الماضي، في مطالبته وإصراره على تنحي الرئيس عمر البشير، وحل الحكومة، وتشكيل حكومة انتقالية بديلة.
وأظهرت لقطات مصورة عدداً من الفنانين، وهم ينزلون إلى الشوارع يشاركون المحتجين هتافهم بسقوط النظام ويستقبلون، مثل غيرهم، الغاز المسيل للدموع، وغيره من الأدوات التي تواجه بها السلطات الاحتجاجات.
من أولئك، ظهر الفنان الشاب هاني عابدين، عضو فرقة كورال معهد الموسيقى والمسرح، وكذلك فعلت الفنانة آمال النور، كما شوهد اصطفاف الفنانة حنان بلولو ضمن الاحتجاجات الشعبية الأضخم، في مدينة أم درمان الأربعاء الماضي.
أما الفنان الشاب شريف الفحيل، المقيم في كندا، فقد انضم إلى متظاهرين سودانيين هناك ، نددوا بالعنف الذي استخدمته الحكومة السودانية لمواجهة الاحتجاجات السلمية.
عشرات من الفنانين اختاروا التعبير عن موقفهم المساند للحراك الشعبي من خلال صفحاتهم على فيسبوك، مثل مجموعة "رأي" التي أصدرت بيانها على فيسبوك، والفنان فضل أيوب ومنى مجدي وآسيا مدني.
لم تكتف الفنانة نانسي عجاج بذلك، فقد أدت أغنية مؤيدة للحراك الشعبي. أما الأغنية التي لاقت الانتشار الأوسع فهي أغنية "أوعك تخاف" التي غناها من قبل الفنان طارق أبو عبيدة، وانتشرت هذه الأيام أكثر ونُسبت لفرقة عقد الجلاد، والأغنية من كلمات الشاعر محجوب شريف: "يا من تموت بالجوع وقدامك ضفاف/ والأرض باطنها ظل مطمورة سواك/ عطشان وقد نزلت عليك/ أحزان مطيره/ مُزَن سماك".
أما الشعار الرئيس للثورة السودانية "تسقط بس"، فقد صار عنواناً لعدد كبير من الأغنيات لفنانين معروفين وغير معروفين، ومن بينها أغنية صيغت كلماتها ولحنها على نمط أغاني البنات، وهو نمط معروف ببساطة كلماته وعمقها. تقول الأغنية: "حبيبي الهايس واقفة في صف جاز/ لو لقيت رشة جد إنجاز/ تسقط تسقط بس حكومة الإنقاذ/ القصة ما قصة رغيف/ القصة فساد وكلام سخيف/ زمنكم فات يلا يا سخيف/ نحن بالجد شعب حصيف".
ولم يتخلف الشعراء عن موكب الاحتجاجات الشعبية؛ فخرج منهم كثيرون للشوارع، مثل محمد طه القدال الذي قضى أياماً عدة في المعتقل بعد أن أوقف ضمن المحتجين، فيما كتبت الشاعرة سوهندا عبد الوهاب قصيدة وجدت رواجاً واسعاً عنوانها أيضاً "تسقط بس".
في حديث إلى "العربي الجديد"، تقول إن من الطبيعي أن ينحاز الشعراء إلى الثورة؛ "لأن المبدع لا ينفصل مطلقاً عن تطلعات الشعب في العيش الكريم والحرية".
أما نجوم الدراما والمسرح، وأبرزهم جمال عبد الرحمن وسامية محمد عبد الله ومحمد عبد الله موسى؛ فقد وقّعوا على فيديو قصير يندد بقتل المتظاهرين ويطالب بالسماح للمحتجين بالتظاهر السلمي كحق رئيسي في الدستور القومي، وهو ما فعلته، أيضاً، وجوه إعلامية في الإذاعة والتلفاز .
معجبو الفنان الراحل محمود عبد العزيز المعروفون بلقب "الحواتة" أقاموا أمس تأبيناً له، وقرّروا أن يكون احتفال هذا العام مختلفاً؛ فبدلاً من تنظيمة في أحد استادات كرة القدم، اختاروا له الشارع هذه المرة، مناصرين الثوار من خلال موكب الحرية والتغيير الذي دعت له المعارضة ضمن أسبوع الانتفاضة السودانية.
يقول محمد بابكر، رئيس مجموعة أقمار الضواحي، التي تنظم نشاطات الحواتة، لـ "العربي الجديد"، إنهم اتخذوا هذا القرار انحيازاً إلى نبض الشارع السوداني، فمحمود عبد العزيز ظل منحازاً طوال حياته إلى الشعب والبسطاء والفقراء، فضلاً عن أنه، طوال مسيرته الفنية، كان من أكثر الفنانين السودانيين تضرراً من النظام، إذ تعرض للجلد بسبب البلاغات الكيدية ومُنع من الغناء في الحفلات المفتوحة لمدة خمس سنوات بغرض عزله عن جماهيره، لكن النظام لم يفلح في ذلك.
من جهته، يقول الشاعر أزهري محمد علي، صاحب قصيدة "عفواً سيدي الحجاج" لـ"العربي الجديد" إنه من الطبيعي أن يشارك الأدباء والمثقفون والفنانون والممثلون وغيرهم الشعب في ثورته، ذلك لأن النظام الذي حكم البلاد لمدة 30 عاماً عمد لتغييب الوعي عن مفاهيم الحقوق الأساسية للمواطن في العيش الكريم وحق التنظيم والتجمع والتعبير وغيرها من الحقوق، مشيراً إلى أن الوقت قد حان أمام الأدباء وأهل الفن لرفع الصوت عالياً بعد أن صمتوا لوقت طويل، حتى تكون لهم المساهمة في إحداث التغيير المطلوب. تغيير يحقق العدالة الاجتماعية ويشيع روح السلام ويوقف الحرب ويمنع ترويع الأبرياء.
اقــرأ أيضاً
وأوضح محمد علي أن المساهمة الحالية للفنانين والشعراء وغيرهم كان لها مفعولها وأثرها في تحريك الشارع، وأكدت تلك المساهمة أن قطاعات كبيرة تقف خلف ثورة الشباب.
من جهته، يقول الصحافي صلاح الدين مصطفى، المتخصص في الشؤون الثقافية والفنية، في حديث إلى "العربي الجديد" إنه، تاريخياً، لم تنفصل حركة الأدب والثقافة والفن عن الهموم الوطنية والشعبية، مشيراً إلى أن أشهر الأغاني السودانية تلك التي كُتبت لدعم وتمجيد الثورة الشعبية ضد الحكم في أكتوبر من عام 1964، وانتفاضة الشعب في عام 1985 ضد نظام جعفر نميري، موضّحاً أن كبار الفنانين السودانيين، مثل محمد الأمين ومحمد وردي وغيرهما، أنتجوا أعمالاً ثورية مهمّة وجادة.
وأظهرت لقطات مصورة عدداً من الفنانين، وهم ينزلون إلى الشوارع يشاركون المحتجين هتافهم بسقوط النظام ويستقبلون، مثل غيرهم، الغاز المسيل للدموع، وغيره من الأدوات التي تواجه بها السلطات الاحتجاجات.
من أولئك، ظهر الفنان الشاب هاني عابدين، عضو فرقة كورال معهد الموسيقى والمسرح، وكذلك فعلت الفنانة آمال النور، كما شوهد اصطفاف الفنانة حنان بلولو ضمن الاحتجاجات الشعبية الأضخم، في مدينة أم درمان الأربعاء الماضي.
أما الفنان الشاب شريف الفحيل، المقيم في كندا، فقد انضم إلى متظاهرين سودانيين هناك ، نددوا بالعنف الذي استخدمته الحكومة السودانية لمواجهة الاحتجاجات السلمية.
عشرات من الفنانين اختاروا التعبير عن موقفهم المساند للحراك الشعبي من خلال صفحاتهم على فيسبوك، مثل مجموعة "رأي" التي أصدرت بيانها على فيسبوك، والفنان فضل أيوب ومنى مجدي وآسيا مدني.
لم تكتف الفنانة نانسي عجاج بذلك، فقد أدت أغنية مؤيدة للحراك الشعبي. أما الأغنية التي لاقت الانتشار الأوسع فهي أغنية "أوعك تخاف" التي غناها من قبل الفنان طارق أبو عبيدة، وانتشرت هذه الأيام أكثر ونُسبت لفرقة عقد الجلاد، والأغنية من كلمات الشاعر محجوب شريف: "يا من تموت بالجوع وقدامك ضفاف/ والأرض باطنها ظل مطمورة سواك/ عطشان وقد نزلت عليك/ أحزان مطيره/ مُزَن سماك".
أما الشعار الرئيس للثورة السودانية "تسقط بس"، فقد صار عنواناً لعدد كبير من الأغنيات لفنانين معروفين وغير معروفين، ومن بينها أغنية صيغت كلماتها ولحنها على نمط أغاني البنات، وهو نمط معروف ببساطة كلماته وعمقها. تقول الأغنية: "حبيبي الهايس واقفة في صف جاز/ لو لقيت رشة جد إنجاز/ تسقط تسقط بس حكومة الإنقاذ/ القصة ما قصة رغيف/ القصة فساد وكلام سخيف/ زمنكم فات يلا يا سخيف/ نحن بالجد شعب حصيف".
ولم يتخلف الشعراء عن موكب الاحتجاجات الشعبية؛ فخرج منهم كثيرون للشوارع، مثل محمد طه القدال الذي قضى أياماً عدة في المعتقل بعد أن أوقف ضمن المحتجين، فيما كتبت الشاعرة سوهندا عبد الوهاب قصيدة وجدت رواجاً واسعاً عنوانها أيضاً "تسقط بس".
في حديث إلى "العربي الجديد"، تقول إن من الطبيعي أن ينحاز الشعراء إلى الثورة؛ "لأن المبدع لا ينفصل مطلقاً عن تطلعات الشعب في العيش الكريم والحرية".
أما نجوم الدراما والمسرح، وأبرزهم جمال عبد الرحمن وسامية محمد عبد الله ومحمد عبد الله موسى؛ فقد وقّعوا على فيديو قصير يندد بقتل المتظاهرين ويطالب بالسماح للمحتجين بالتظاهر السلمي كحق رئيسي في الدستور القومي، وهو ما فعلته، أيضاً، وجوه إعلامية في الإذاعة والتلفاز .
معجبو الفنان الراحل محمود عبد العزيز المعروفون بلقب "الحواتة" أقاموا أمس تأبيناً له، وقرّروا أن يكون احتفال هذا العام مختلفاً؛ فبدلاً من تنظيمة في أحد استادات كرة القدم، اختاروا له الشارع هذه المرة، مناصرين الثوار من خلال موكب الحرية والتغيير الذي دعت له المعارضة ضمن أسبوع الانتفاضة السودانية.
يقول محمد بابكر، رئيس مجموعة أقمار الضواحي، التي تنظم نشاطات الحواتة، لـ "العربي الجديد"، إنهم اتخذوا هذا القرار انحيازاً إلى نبض الشارع السوداني، فمحمود عبد العزيز ظل منحازاً طوال حياته إلى الشعب والبسطاء والفقراء، فضلاً عن أنه، طوال مسيرته الفنية، كان من أكثر الفنانين السودانيين تضرراً من النظام، إذ تعرض للجلد بسبب البلاغات الكيدية ومُنع من الغناء في الحفلات المفتوحة لمدة خمس سنوات بغرض عزله عن جماهيره، لكن النظام لم يفلح في ذلك.
من جهته، يقول الشاعر أزهري محمد علي، صاحب قصيدة "عفواً سيدي الحجاج" لـ"العربي الجديد" إنه من الطبيعي أن يشارك الأدباء والمثقفون والفنانون والممثلون وغيرهم الشعب في ثورته، ذلك لأن النظام الذي حكم البلاد لمدة 30 عاماً عمد لتغييب الوعي عن مفاهيم الحقوق الأساسية للمواطن في العيش الكريم وحق التنظيم والتجمع والتعبير وغيرها من الحقوق، مشيراً إلى أن الوقت قد حان أمام الأدباء وأهل الفن لرفع الصوت عالياً بعد أن صمتوا لوقت طويل، حتى تكون لهم المساهمة في إحداث التغيير المطلوب. تغيير يحقق العدالة الاجتماعية ويشيع روح السلام ويوقف الحرب ويمنع ترويع الأبرياء.
من جهته، يقول الصحافي صلاح الدين مصطفى، المتخصص في الشؤون الثقافية والفنية، في حديث إلى "العربي الجديد" إنه، تاريخياً، لم تنفصل حركة الأدب والثقافة والفن عن الهموم الوطنية والشعبية، مشيراً إلى أن أشهر الأغاني السودانية تلك التي كُتبت لدعم وتمجيد الثورة الشعبية ضد الحكم في أكتوبر من عام 1964، وانتفاضة الشعب في عام 1985 ضد نظام جعفر نميري، موضّحاً أن كبار الفنانين السودانيين، مثل محمد الأمين ومحمد وردي وغيرهما، أنتجوا أعمالاً ثورية مهمّة وجادة.