رمضان وشاشات التلفزة اللبنانيَّة... عبورٌ حذر

10 مارس 2020
مشهد من مسلسل "تشيللو" (فيسبوك)
+ الخط -
تحاول وزيرة الإعلام في لبنان، منال عبد الصمد، "الخروج من الوضع المتأزم"، وذلك بتفاؤل يحمل من الادّعاء الحالم أكثر بكثير من التنفيذ. الوزيرة صرَّحت قبل أيام قليلة عن قفزةٍ جديدة سيشهدها تلفزيون لبنان الرسمي، بعد سنوات من التراجع الملحوظ، مثل كل القطاعات الرسمية في لبنان، التي ترزَح تحت الفساد والسرقة. 

الوزيرة الحالمة أكدت أنَّها تضع على جدول أعمالها "مشروع تعيين مجلس إدارة يعمل على تطوير التلفزيون". وأضافت: "لا شيء مستحيلٌ في عودة تلفزيون لبنان إلى المنافسة كما كان في عصره الذهبي، حين كان مرآة للشاشة العربية، وهو أمر يمكن أن يحصل من خلال تأمين الموارد البشرية والأجهزة والمعدات، بالإضافة طبعاً إلى الإرادة". وشددت على أهمية "العمل على تطوير البرامج في تلفزيون لبنان وإذاعة لبنان"، مؤكدة أهميَّة الأرشيف في التلفزيون والإذاعة و"الوكالة الوطنية للإعلام" وقسم الدراسات. علماً طبعاً أن الوزيرة عبد الصمد ليست أول من يمرّ على وزارة الإعلام، حاملاً خططاً كبيراً تخصّ الإعلام الرسميّ، وتحديداً تلفزيون لبنان، الذي تكاد تنعدم نسبة مشاهدته. لكنّ في كل مرة يقف نقص الميزانية، والصراع الطائفي على التعييانات داخل القناة إلى تجميد كل خطط التطوير والتحسين.

في المقابل، لم تعلن محطّات التلفزة اللبنانية أيَّ برامج خاصة لشهر رمضان، وذلك على رغم تفاؤل الوزيرة، في ظل تجاذب واضح بين الإعلام الخاص والعام، علماً أنّ القطاع الإعلامي العام قد تحوّل إلى ساحة من أجل المبارزة على الفساد. حتى الساعة، لا إجابة من قبل المؤسسة اللبنانية للإرسال LBCI، بشأن البرامج الرمضانيَّة التي اعتادت المحطة عرضها منذ سنوات. إذ كانت أشبه باحتفالية تقيمها قبل وقت قصير من حلول الشهر الفضيل، وتعلن فيها معظم البرامج والمسلسلات التي تنوي عرضها خلال موسم رمضان التلفزيوني.

لكن، هذه السنة، الوضع مختلف بالنسبة إلى المحطة التي يقودها بيار الضاهر. الأزمة المالية تنذر بعدم الدخول في صفقة شراء مسلسلات أو برامج خاصة. لكن، بحسب مصدر من داخل المحطة، لا قرار نهائياً حتى الساعة، وكل ما يُحكى هو مجرد فرضيات، ربما تحسُّباً للوضع الاقتصادي الذي ينهار في لبنان يوماً بعد يوم. التأخير في اتخاذ قرار حاسم بشأن الخريطة الرمضانية التلفزيونية في لبنان لا يقتصر على ضياع قادة المحطة، بل يضيَّع المنتج اللبناني وشركاء إنتاج الدراما العربيّة المشتركة أيضاً.

هذه الشركات تحمل الهوية اللبنانية بالدرجة الأولى، وكان همّها الأوحد، قبل الأزمة، عرض الدراما محلياً قبل بيعها إلى الخارج. وذلك لأنّ تفاعل الإعلام المحليّ اللبناني مع الخارج هو معيارٌ للنجاح أو الفشل. معظم المسلسلات ستخضع لاحقاً لسحق أسعار قبيل بدء الموسم، أي خلال أقلّ من شهرين، وهذا مرهون بالتطورات التي سيشهدها لبنان ما قبل بدء شهر الصوم. وفي ذات السياق، لا إجابة أيضاً من محطة "الجديد" اللبنانية، سوى أن التحضيرات لموسم رمضان مرهونة بالوضع العام في البلاد. علماً أنَّ المحطة ستحاول أن تبذل أقصى جهودها، لإعداد برامج رمضانيَّة، تعتبرها المحطّة استثمارها الأوّل من أجل جذب المتابعين. ومن المتوقع أن تعرض المحطة سلسلة من المسلسلات، ستكون أغلبها مسلسلات سورية، في ظل غياب الإنتاج المحلي المحلي بشكل تام هذا الموسم.

أمَّا MTV اللبنانية، فتحاول هي أيضاً المكابرة. إذْ اشترت مسلسلين حتى الساعة للشهر الفضيل. وستحاول أن تحرز تقدماً أو تخلق منافسة من خلال هذين المسلسلين الجديدين. كذلك فإن "إم تي في"، هذه السنة، لم تُنتج أيّ دراما محليّة لبنانيّة كما جرت العادة في السنوات السابقة. لذلك، فإنّ هذين المسلسلين كعرض أول، سيزيدان من مقدرتها على الثبات في انتظار النتائج.
المساهمون