داوود حسين: سرب الحمام يُخلد ذكرى شهدائنا

29 نوفمبر 2017
اقتصرت أدوار حسين على الكوميديا(فيسبوك)
+ الخط -
شارك الفنان الكويتي القدير، داوود حسين، في مهرجان القاهرة السينمائي في دورته الـ 39 بفيلمه "سرب حمام" في قسم "آفاق السينما العربية". ونالَ العمل إعجاب الجميع، خاصّة، ورغم ما يحتويه العمل من جوانب سياسية عديدة، إلا أنها غُلفَت بشكل اجتماعي لمسَ كثيرين، من خلال أحداث مُستوحاة من قصّة حقيقيّة، حول ملحمة وطنيّة لمجموعة من المقاومة الكويتية أثناء فترة الغزو العراقي للكويت، حيث تتمركز المجموعة في منزلهم الذي يتم اكتشافه من القوات العسكرية العراقيّة، فتقومُ بالهجوم على المنزل، والاشتباك معهم بالدبابات بسبب رفضهم الاستسلام، دفاعاً عن أرضهم. "العربي الجديد" التقت داوود على هامش الندوة التي أقيمت لأسرة فيلمه بعد عرضه مباشرة.

حول ردود فعل الحضور على الفيلم، يقول داوود حسين: "الحمد لله أسعدتني جدًا، وكنت أخشى منها، خاصّة وأنّه من المعروف أن الفن يعني مصر، والجمهور المصري له نظرة نقديّة ثاقبة قد تفوق الكثير من النقاد. كما أن المصريين معروفون بعدم المجاملة في مشاعرهم، فإذا أحبّوا فناناً، يعربون عن هذا الحب والنقيض. لذلك، فإشادة الحضور بالعمل شيءٌ يشرفني. وأنا، بشكلٍ عام، تشرَّفت بعمل هذا الفيلم وأعتبره خطوة مهمة للغاية في مشواري الفني، خاصة، وأنّه يخلّد ذكرى شهداء الكويت العظيم، وأعرف أنه شيء قليل، لكن نحاول أن نفعل ما بأيدينا".
ويشير داوود بأنّه لم يخشَ أبدًا أن يخوض هكذا تجربة تتناول ماضياً سياسيّاً معقّداً، يضيف: "لم أخشَ على الإطلاق. فأنا أعجِبْت جداً بالعمل ككل، وأحبُّ أن ألفت النظر إلى شيء، ألا وهو أن بعض الشخصيات العراقية في الفيلم ظهرت بشكل غير سلبي، فنحن لا نحبّ التعميم على الإطلاق. لذلك حاولنا، كما يقال، مسك العصا من المنتصف".
أثناء عرض الفيلم في المهرجان، حَصل خللٌ في شريط الصوت، لم يغضَب حسين لهذا الموقف، وأشار: "من الوارد أن تحدث مثل هذه المواقف في أي من المهرجانات في العالم كله. فالله يكون بعون القائمين على مثل هذه المهرجانات الدولية. ولا بدّ وأن نمرر مثل هذه الأمور العابرة ونركّز على الإيجابيات".
أمّا عن أهميَّة عرض الأفلام الخليجيَّة في مصر، يشير حسين: "هذه خطوة هامة، وأتمنى تكثيفها في الفترة القادمة، لأن أي عمل خليجي يعرض في مصر، فسيحقق، بما لا شك فيه، انتشاراً كبيراً. وهذا بالتأكيد في صالح العمل. وأتمنّى من كل قلبي تحقيق هذه الخطوة بشكل مُكثّف، لأن مصر فيها ميراث فني كبير، وأسماء لرموز فنية جميعاً تربينا علينا، ووضعوا أساساً متيناً وقوياً للفن".
قدّم داوود حسين العديد من التجارب في مصر، يتذكّر قائلاً: "أتمنى العمل في مصر كثيراً، فقد عرفني الجمهور المصري من خلال أعمال مصرية عديدة مثل فيلم "عندليب الدقي" مع الأستاذ محمد هنيدي، ومن قبله قدمت فيلم "على جنب يا أسطى" مع أشرف عبد الباقي، وكان آخر عمل سينمائي هو "كنغر جبنا" مع الفنان المجنون، رامز جلال، الذي أحبه جدًا وأتمنى تكرار التجربة معه. كما قدمت تجارب تليفزيونية مثل "يا أنا يا أنتي" مع فيفي عبده وسمية الخشاب، ومسلسل "9 شارع جامعة الدول" مع العظيم الراحل خالد صالح رحمة الله عليه، وكان لي شرف مشاركة فنان بحجم سمير غانم من أساتذة الكوميديا في مصر من خلال مسلسل "المطعم".
اقتصرت أدوار حسين على الكوميديا، إلا أنه تمرّد إلى حد ما في "سرب حمام"، يقول في ذلك لـ "العربي الجديد": "قبل هذا الفيلم قدمت كاراكترات أخرى بعيدة عن الكوميديا. لكن دائماً ما أعود إلى الكوميديا لأني أحبها وأميل إليها أكثر. وهذا النوع من الفن ليس سهلاً على الإطلاق. فكون فنان يضحك جمهوراً تُعدُّ مسؤولية كبيرة جداً. وقد لمست صعوبة هذا الفن بشكل خاص في المسرح. فكان عليّ أن أضحك الجمهور مثلاً في أحد المشاهد، فكنت أخشى أن لا يضحكوا، فهذا إحساس مرعب يشعر به فنانو الكوميديا بشكل خاص".
يتمنى حسين أن يكرر العمل مع الفنان، سمير غانم، بعدما شاركهُ في مسلسل "مطعم"؛ "لأنّ له مواقف محترمة معي من خلال هذا المسلسل، ولو طلبني في أي دور معه لن أمانع أبداً. ويكفى جداً أنّ الفنان القدير، عادل إمام، عندما تم سؤاله عن الفنان الذي يضحكه على المسرح، قال سمير غانم. وأتمنى طبعاً العمل مع الزعيم عادل إمام، فهو صنع كوميديا تُدرَّس في التاريخ".
جدير بالذكر، أنّه لم يكن موجوداً أي فيلم مصري في مهرجان القاهرة ضمن المسابقة الرسميَّة، يعلق حسين: "أرى أنَّ له أسباباً مثل عرض الأفلام التي تم إنتاجها في مهرجانات أخرى أو أنّ هناك أفلاماً لا تزال في طور التصوير. فلا يجوز اتهام أفلام مصر، أنها لا ترقى للمشاركة، فالسينما المصرية فوق مستوى هذه الشبهات. وإن شاء الله، في دورة المهرجان الأربعين سيكون هناك مشاركات مصرية نفخر بها جميعاً".
شارك حسين في العديد من المهرجانات العربيَّة، ويرى ذلك رسالة واضحة إلى كلّ من يحاول هدم الوطن، ويعتقد أنَّ الفن يد ناعمة في مواجهة الإرهاب والتطرّف، وسلاح لمواجهة مغتالي الأوطان. أمّا عن حال الدراما الكويتيَّة فيختتم لـ"العربي الجديد" قائلاً: " لدينا كم درامي هائل، خاصة وأن الكويت بلد صغيرة الحجم. وهذا يحسب لها، إذْ إنها ولادة بشكل كبير، وإن فنانيها لديهم إصرار وحب للفن. كما أن لدينا أسماء فنية ذات شأن كبير في العالم العربي كله".​

المساهمون