كارول سماحة: الهروب إلى البساطة

08 يوليو 2016
مشهد من الكليب (المكتب الاعلامي)
+ الخط -
أطلقت الفنانة اللبنانية، كارول سماحة، قبل أيام أغنيتها الجديدة المصورة "هيدا قدري"، من كلماتها، وألحان محمود عيد، وتوزيع عمر صباغ. والأغنية من ألبومها الأخير الذي صدر قبل أشهر، وحمل عنوان "ذكرياتي". استطاعت سماحة أن تحمل أغنيتها إلى موقع متقدم على بورصة الأغنيات التي تزامنت مع توقيت العيد، والواضح، أيضاً، أنّ سماحة تذهب باتجاه البساطة دون هوادة بعد مجموعة من الأعمال المصورة التي أنتجتها مع المخرج الفرنسي، تيري فيرن. فالتوافق التام بين المغنية والمخرج ظاهر جداً، ربما بسبب التعاون والصداقة التي تربطهما، والذي يحاول فيرن مراراً أن يحمله للمشاهد، من خلال أغنيات، كارول سماحة، التي يصورها، ويدفع بها مجدداً إلى عالم البساطة. لا تكلُّف يُذكَر في "هيدا قدري"، وذلك على غرار باقي الأعمال التي صوّرها سماحة وفيرن. ما يؤكّد وجود نقاط مشتركة بين الفريقين، والهروب بالتالي من عقدة الأغنيات المصورة، أو المكلفة جداً، والمبهرجة، أو المبالغة في الإنفاق على الملابس والإكسسوار، وحتى الأماكن التي من المفترض أن يُصوَّر العمل بداخلها.


تخلع، كارول سماحة، مجدداً، عباءة الفنانة التي تهتم بشكلها فقط، أو الفنانة التي تولي شكلها الدرجة الأولى في الأعمال المصورة التي تختارها. حيثُ تخرج بزيّ بسيط يحاكي يوميات المتابعين، فتظهر سماحة بسروال من الجينز في اسطبل للخيول، لتنقل بالصوت والصورة، تفاعلها مع قصة حب اختارها المخرج الفرنسي، بكثير من البساطة والمصادفة، ويتم نقل صورة لقاء العاشقين من هذا المكان. محاولات للتغيير عن نمطية "الكليب" المصور، والتي تتخذ من الحكاية التقليدية للحبّ حجة، فتأتي المشاهد، أحياناً، مُكرَّرة أو مُستنسخَة، في الوقت الذي هربت فيه، سماحة، هذه المرة، إلى جنوب فرنسا، وكان تركيزها على المشاهد المغايرة لنمطية "كليبات" أخرى قُدِّمَت.


مشاهدٌ هادئة جداً، وتعابير غير اصطناعية، تعارض أجواء الصخب التي يعانيها المخرجون والفنانون معاً. يعير مخرج الأغنية الوقت للطبيعة، وقياس أوجه التناغم بين الكلمات والسيناريو الذي وضعه، لا للتكلّف، والخيال الواسع، أو الصورة الضبابية التي تسيطر على المشهد المُصور. الفنانة بسروال بسيط وفستان أسود عادي، وقميص أبيض، وإطلالة مقنعة جداً. علماً أن فيرن يحاول اللجوء إلى الإغراء، للحد المسموح به في الكليبات، وهذا ضروري، إذْ تظهر سماحة بشعر غجري مُسرَّح بطريقة تتماشى مع دورها في اصطبل الخيول هذا، مع حذاء يراعي زيارة المغنية للتدريب على ركوب الخيل. سماحة ببساطتها أمام حبيب افتراضي، أو مدرب واحد، وهي ترمي بنظراتها، متقنّة جيداً سهام إعجابها، وما يترتب على هذا اللقاء من تعارف سيخرج بعلاقة حب متينة في نهاية الكليب.

الواضح أيضاً، أن، كارول سماحة، تستغل حرفتها كممثلة، فتسقط هذه الحرفية، في دورها كبطلة أغنياتها المُصورة، إذ تتقن لعبة التحايل على الكاميرا، ليس في جديدها المُصور فقط، بل في معظم "الكليبات"، التي قدمتها مع، تيري فيرن، ولعله المخرج الوحيد الذي فهم كيفية تفكير هذه الفنانة المسرحية، والتي خرجت من ثوب الرحابنة يوما ماً إلى استقلالها الخاص، وجعلت من نفسها مطربة تتقدم بسرعة وتنافس مجموعة لا بأس بها، من مغنيات جيلها.وعرفت كيف تُوظف خبرتها الفنية لحجز مكانتها على الخارطة الغنائية والحفاظ عليها.
دلالات
المساهمون