العلم السوري مقابل كيس متّة

07 ديسمبر 2017
رين مليع (فيسبوك)
+ الخط -
لا يزال النظام السوري مواظباً على سياسته في تعويم شخصيات جديدة لتمثيله إعلامياً في مختلف النشاطات الثقافية والشبابية والمبادرات الدولية. إلا أن هذه الشخصيات لا يتم اختيارها وفقاً لمعايير تتعلق بالكفاءة أو التميز ضمن اختصاصها، بل إن المعيار الوحيد الذي يتم أخذه بعين الاعتبار هو مدى ولاء هذه الشخصيات للنظام السوري ولرأس السلطة فيه، بالإضافة لتحلي هذه الشخصيات ببعض المؤهلات غير المهنية، كالتمتع بالشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي، وقدرة هذه الشخصيات على قلب المفاهيم الشعبية للمتابعين، وفقاً للأيديولوجية الخاصة بالنظام السوري.
ومن بين الشخصيات التي عوّمها النظام السوري، في السنوات الأخيرة، الشابة رين مليع، التي قدمها النظام السوري كوجه يمثله إعلامياً على صعيد المبادرات الاجتماعية والإنسانية.
بداية رين مليع، كانت في برنامج "الملكة"، وكان واضحاً من البداية أن النظام يدعم مليع بشكل مباشر، وقدم لها المنشأة التي كانت مخصصة لتكون مقراً للمركز الثقافي الإسباني قبل الثورة، في العاصمة السورية دمشق، لتحوله إلى كافيه باسم مشروعها التنموي "آكشن".
وخلال العام الماضي، مثلت مليع النظام السوري في العديد من المؤتمرات الإعلامية، وكان آخرها منتدى "شباب العالم" الذي انعقد في مدينة شرم الشيخ المصرية منتصف الشهر الماضي. وتمكنت مليع من اختزال صورة الشباب السوري التي يسعى النظام إلى تقديمها من خلال المؤتمر، فظهرت طيلة فترة المنتدى وهي ترتدي معاطف طبعت عليها ألوان العلم السوري، وأكدت في كل ظهور إعلامي لها على أهمية الانتماء للوطن والتعاضد مع النظام السوري، بما في ذلك فيديوهات البث المباشر التي كانت تبثها بشكل متواصل على منصتها الخاصة في موقع "فيسبوك"، كما أنها وثقت في فيديوهاتها حديثها مع ممثلي الدول الأخرى في المؤتمر، وإقناعها لهم بضرورة دعم النظام السوري. وبنهاية كل فيديو تمارس فيه مليع واجبها الإعلامي (الوطني)، تقوم بالترويج لكافيه "آكشن" الخاص بها، لتخلط بين المصلحة الفردية والعامة من خلال حديثها عن الأهداف الإنسانية.
ومن بين الفيديوهات التي بثتها مليع في مؤتمر "شباب العالم"، فيديو تقوم فيه رين مليع بالتأكيد على محبة الشباب حول العالم للنظام السوري، حيث تقوم باستجواب شاب أرجنتيني لتنطقه بدعمه لسورية، وتقوم بنهاية الفيديو بمقايضة السترة التي ترتديها، والتي طبع عليها العلم السوري بكيس متة!
استفز هذا الفيديو الناشطين السوريين على "فيسبوك"، فعبر بعضهم عن الغضب من الطريقة التي سُوقت فيها مليع لسورية، وعبروا عن استيائهم من الرسالة الضمنية التي أوصلها الفيديو، والتي تعبر عن مقايضة الوطن مقابل كيس "متة"! فيما رأى بعض المعارضين للنظام السوري، أن هذا الفيديو يختزل بصدق المعنى الحقيقي للوطن من وجهة نظر أتباع النظام السوري.
فـ"الوطن مقابل كيس متة"، هذه هي العبارة التي يمكن أن تختصر محتوى الفيديوهات التي بثتها مليع عبر قناتها الخاصة، وبسببها حظيت على مكافأة خاصة فور عودتها إلى سورية، حيث دعاها النظام السوري لحضور الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الأحزاب العربية المقام في دمشق تحت رعاية الرئيس الأسد، واستقبلها بشار الأسد بطريقته الخاصة.
المساهمون