معاناة وآمال أسرى فلسطين تبرز "من بين الركام"

17 ابريل 2019
أقيم المعرض في "قرية الفنون والحرف" (عبد الحكيم أبورياش)
+ الخط -

امتزج اللونان الأبيض والأسود على صدر لوحتين رسمتهما الفنانة الفلسطينية، روزان المعصوابي، بمشاركة زميلها ضياء ماضي، لتعكس تفاصيلهما الموحدة عتمة سجون الاحتلال الإسرائيلي على أكثر من ستة آلاف فلسطيني.

وجاورت اللوحتان مجموعة أخرى من اللوحات لعدد من الفنانين الفلسطينيين حاكت تفاصيل حياة ومعاناة الأسرى الفلسطينيين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وعكست عبر الألوان والريشة أحلامهم بالحرية القريبة والانعتاق من القيد.

وبرزت اللوحات في معرض "من بين الركام" الذي نظمته بلدية غزة، اليوم الأربعاء، بمناسبة "يوم الأسير الفلسطيني" على أنقاض "قرية الفنون والحرف" التي دمرها الاحتلال الإسرائيلي باستهداف مقر ملاصق لها.

وتحاول المعصوابي وماضي محاكاة الجسد العلوي للأسير، عبر تصوير الرأس وكأنه قيود محطمة تخرج منها طيور الحرية، في إشارة إلى أحلام الأسرى بالحرية، كذلك رسمت القيود وهي تكمم فم الأسير.

وتقول المعصوابي (21 عاماً) لـ "العربي الجديد" إن اختيار اللونين الأبيض والأسود في رسم اللوحات يشير إلى الواقع المظلم للأسرى، بينما يوضح زميلها ماضي (16 عاماً) أن رسم الفكرة الواحدة في لوحتين منفصلتين يهدف إلى شد الانتباه، لإحداث أكبر قدر ممكن من التضامن.

وضمت لوحات المعرض بورتريهات لأسرى فلسطينيين؛ أسرى خلف القضبان يرقبون الحرية، نوافذ خلفها نور في دلالة على عتمة الأسر، قفص معلق بالسلاسل والقيود، وأيادي مقيدة بالسلاسل والأغلال، وخريطة فلسطين تطير بجناحين الأول كوفية فلسطينية سمراء والآخر علم البلاد، إلى جانب مجموعة لوحات صورت شارات النصر.

(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

وتقول المشاركة هنية أبو جياب (28 عاماً) إنها شاركت بلوحة تحكي عن طفل أسير، صورت خلالها الطفل وهو يعزف ألحان الحرية عبر مفتاح العودة، كذلك جسدت معاناة الأسرى عبر شقوق الجدران ونافذة السجن التي يرى الأسير عبرها المسجد الأقصى.

أما المشاركة حنين أبو جرادة (20 عاماً) فرسمت لوحة بألوان الأكريليك لأياد مكبلة بالقيود، وتوضح لـ"العربي الجديد" أنها حاولت من خلال لوحتها نصرة الأسرى على طريقتها الخاصة.

وكانت البورتريهات الشخصية للأسرى الفلسطينيين حاضرة في المعرض، إذ جسدت المشاركة مطيعة السمري (23 عاماً) ملامح عميد الأسرى الفلسطينيين وصاحب أطول فترة حكم، كريم يونس، بلوحتين منفصلتين، مؤكدة لـ "العربي الجديد" أن المعارض المساندة للأسرى هي نوع من أنواع تكريمهم على صمودهم وتضحياتهم.

(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)

وتوافقها في الرأي المشاركة خلود العكلوك (42 عاماً) التي رسمت الأسير أحمد مناصرة، صاحب كلمة "مش متذكر" لتأثرها بمشهد اعتقاله، واستشهاد ابن عمه أمام عينيه، مشددة على أهمية المعارض الفنية في تسليط الضوء على القضايا الجوهرية.

بدورها، توضح موظفة "قرية الفنون والحرف"، إيمان شحادة، أن معرض "من بين الركام" ضم نحو 30 فناناً وفنانة، اجتمعوا عن طريق التسجيل على رابط نشر على الإنترنت، وبالتنسيق مع عدد من الجمعيات المحلية، لتسليط الضوء على معاناة الأسرى داخل السجون الإسرائيلية.

وتبين شحادة لـ "العربي الجديد" أن اللوحات الفنية تعكس تفاصيل واقع الأسرى وأوجاعهم وآلامهم وآمالهم وأحلامهم، في لغة البصر التي يمكن أن تصل للعالم من دون أي كلمات أو لغة، موضحة أن كل فنان عبر عن ذلك بطريقته الخاصة.

(عبد الحكيم أبو رياش/العربي الجديد)
المساهمون