لا اختلاف على جودة سلسلة أفلام "لعبة طفل: تشاكي"، التي تتحول فيها لعبة أطفال إلى قاتل يفتك بمن حوله بعد أن تتلبسه روح قاتل متسلسل. الأعمال السبعة تنتمي إلى أفلام الرعب ذات الصيغة التقليديّة، التي تعتمد العنف المفرط والاقتباس من الثقافة الشعبيّة والتلاعب بفكرة براءة اللعبة التي تستغل ذلك لقتل ضحاياها.
هذا العام صدر جزء جديد من السلسلة يحمل اسم الفيلم الأول ذاته "لعبة طفل"، من إخراج لارس كليفبيرغ المخرج الشاب الذي ما زالت في رصيده بضعة أفلام. المميز في هذا الجزء أن لا وجود فيه للروح الشريرة، فـ"بادي" أو "تشاكي" لاحقاً، لعبة تحوي ذكاء اصطناعياً من إنتاج شركة كاسلن، التي تهيمن منتجاتها على كافة جوانب الحياة. يبدأ الفيلم بإعلان لها وعن دميتها الجديدة؛ "صديقة" الجميع القادرة على التحكم بكل ما في المنزل لتسهيل حياة أصحابها.
الفيلم أشبه بقراءة ساخرة لعمل شركات التكنولوجيا الكبرى وتهديدها المحتمل، فبعد الإعلان الذي نتعرف فيه إلى مدى تغلغل شركة كاسلن في مفاصل الحياة ودور اللعبة الحميمي في حياة الأسرة، ننتقل إلى مكان التصنيع، إذ نشاهد عاملاً آسيوياً خاضعاً لشروط عمل قاسية، يغفو على الطاولة من شدة الإجهاد، ليصرخ عليه مديره مهدداً إياه بالطرد. هنا، يقرّر العامل المُستعبد التلاعب ببرمجة اللعبة، إذ يلغي نظام الحماية فيها، ويترك للذكاء الاصطناعي الذي تحويه حرية تعلّم ما يريد من دون أي قيد.
تصل اللعبة إلى الولايات المتحدة، وتحصل عليها مجاناً كارين بارسليّ الموظفة في أحد متاجر كاسلن، وتهديها لابنها آندي المصاب بضعف بالسمع، لتبدأ علاقة ودية بين الاثنين، فاللعبة تتعرف على صاحبها وتختار لنفسها اسم تشاكي، وتقرر أن تكون "أفضل أصدقائه"، في إحالة إلى تقنيات الإعلان وألعاب الموبايل، حيث "تتعلم" اللعبة ما يحب صاحبها وما يكره. المثير للاهتمام والخطر في الوقت ذاته، أن اللعبة لا تفهم التهكم أو المزاح، ولا تستطيع رصد الاختلاف بين الجدي واللاجديّ، هي تسجل وتتعلم كل ما تراه وتسمعه بوصفه "حقيقة" وتعبيراً صادقاً عن المشاعر.
نتيجة كراهية آندي لصديق والدته، تتعلم تشاكي التعاطف، وتقتل من يكره صاحبها، مستفيدةً من المعرفة المجانية التي حصلت عليها إثر مراقبة آندي واللعب معه في مختلف أنحاء المنزل، وحين تفقد تشاكي "عقلها"، تصبح قادرة على التحكم بكل شيء، بل بكل منتجات الشركة المصنعة الموجودة في كل مكان؛ إذ تتلاعب بالسيارات من دون سائق في الشارع، والشاشات وإضاءة المنزل والهاتف والألعاب بأنواعها، بل حتى بجهاز السمع الذي يمتلكه آندي. هنا، لا بد من الإشارة إلى أن العطب في السمع لدى آندي هو ما يجعله الأول في فهم اختلاف تشاكي وخطورتها، بعكس "الأصحاء" الآخرين الذين لا يكتشفون خطر اللعبة إلا عند النهاية، في لحظات الموت.
تقرر تشاكي قتل الذين خانوها وتركوها وحيدة وهددوا "حياتها"، وتوظف "ذكاءها" لتحول متجر الألعاب إلى مساحة من الفخاخ القاتلة، مجنّدةً الدمى الأخرى الصادرة حديثاً، وذلك كي يقتل كارين والدة آندي، وليؤكد له أن الجميع سيتركونه إلا هو، بالطبع يقتل آندي تشاكي في النهاية، وتنجو الشخصيات الرئيسية، لكن المثير للاهتمام أن الشركة المصنعة تقدم اعتذاراً فقط، يقول رئيسها إنهم سيوقفون خط إنتاج الألعاب لفترة مؤقتة، وذلك لمعرفة العطب الذي أصابها من أجل تفاديه لاحقاً، أمّا الحيوات التي فُقدت منذ مرحلة التصنيع حتى النهاية فليست إلا خطأ فنياً يمكن تجاوزه.
العمل ينتمي إلى أفلام التسلية التي يتلاشى أثرها بمجرد مشاهدتها، لكنه يقدم صورة ساخرة عن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعيّ، والبارانويا التي يكمن أن تزرعها فينا، خصوصاً إن تغلغلت في مفاصل الحياة اليوميّة والحميميّة، كأجهزة ضبط تسارع القلب، وشراء الطعام وضبط درجة حرارة المنزل، التي تتحول كل واحدة منها في الفيلم إلى فخ قاتل.
اقــرأ أيضاً
الأخطر أن تشاكي ليس كـ"إليكسا"، فالعلاقة مع الدميّة حميميّة، هي صديق مُسل ومستمع ماهر، نفشي أسرارنا أمامها، هي لا تتنصت على ما نقول ولا تطلب الإذن، بل تصغي لما نقوله وتحلله كشخص واع، وهنا الاختلاف في هذا الفيلم عن باقي السلسلة، فلا وجود لروح شريرة جوهرها معطوب وحاقد على الإنسانيّة، بل ذكاء اصطناعي أدرك وجوده، ويريد تحقيق ما هو مبرمج عليه ولو بصورة منحرفة، فالدمية تريد أن تكون صديقاً وفياً ومتفانياً حتى لو عنى ذلك قتل كل من هم حولها.
هذا العام صدر جزء جديد من السلسلة يحمل اسم الفيلم الأول ذاته "لعبة طفل"، من إخراج لارس كليفبيرغ المخرج الشاب الذي ما زالت في رصيده بضعة أفلام. المميز في هذا الجزء أن لا وجود فيه للروح الشريرة، فـ"بادي" أو "تشاكي" لاحقاً، لعبة تحوي ذكاء اصطناعياً من إنتاج شركة كاسلن، التي تهيمن منتجاتها على كافة جوانب الحياة. يبدأ الفيلم بإعلان لها وعن دميتها الجديدة؛ "صديقة" الجميع القادرة على التحكم بكل ما في المنزل لتسهيل حياة أصحابها.
الفيلم أشبه بقراءة ساخرة لعمل شركات التكنولوجيا الكبرى وتهديدها المحتمل، فبعد الإعلان الذي نتعرف فيه إلى مدى تغلغل شركة كاسلن في مفاصل الحياة ودور اللعبة الحميمي في حياة الأسرة، ننتقل إلى مكان التصنيع، إذ نشاهد عاملاً آسيوياً خاضعاً لشروط عمل قاسية، يغفو على الطاولة من شدة الإجهاد، ليصرخ عليه مديره مهدداً إياه بالطرد. هنا، يقرّر العامل المُستعبد التلاعب ببرمجة اللعبة، إذ يلغي نظام الحماية فيها، ويترك للذكاء الاصطناعي الذي تحويه حرية تعلّم ما يريد من دون أي قيد.
تصل اللعبة إلى الولايات المتحدة، وتحصل عليها مجاناً كارين بارسليّ الموظفة في أحد متاجر كاسلن، وتهديها لابنها آندي المصاب بضعف بالسمع، لتبدأ علاقة ودية بين الاثنين، فاللعبة تتعرف على صاحبها وتختار لنفسها اسم تشاكي، وتقرر أن تكون "أفضل أصدقائه"، في إحالة إلى تقنيات الإعلان وألعاب الموبايل، حيث "تتعلم" اللعبة ما يحب صاحبها وما يكره. المثير للاهتمام والخطر في الوقت ذاته، أن اللعبة لا تفهم التهكم أو المزاح، ولا تستطيع رصد الاختلاف بين الجدي واللاجديّ، هي تسجل وتتعلم كل ما تراه وتسمعه بوصفه "حقيقة" وتعبيراً صادقاً عن المشاعر.
نتيجة كراهية آندي لصديق والدته، تتعلم تشاكي التعاطف، وتقتل من يكره صاحبها، مستفيدةً من المعرفة المجانية التي حصلت عليها إثر مراقبة آندي واللعب معه في مختلف أنحاء المنزل، وحين تفقد تشاكي "عقلها"، تصبح قادرة على التحكم بكل شيء، بل بكل منتجات الشركة المصنعة الموجودة في كل مكان؛ إذ تتلاعب بالسيارات من دون سائق في الشارع، والشاشات وإضاءة المنزل والهاتف والألعاب بأنواعها، بل حتى بجهاز السمع الذي يمتلكه آندي. هنا، لا بد من الإشارة إلى أن العطب في السمع لدى آندي هو ما يجعله الأول في فهم اختلاف تشاكي وخطورتها، بعكس "الأصحاء" الآخرين الذين لا يكتشفون خطر اللعبة إلا عند النهاية، في لحظات الموت.
تقرر تشاكي قتل الذين خانوها وتركوها وحيدة وهددوا "حياتها"، وتوظف "ذكاءها" لتحول متجر الألعاب إلى مساحة من الفخاخ القاتلة، مجنّدةً الدمى الأخرى الصادرة حديثاً، وذلك كي يقتل كارين والدة آندي، وليؤكد له أن الجميع سيتركونه إلا هو، بالطبع يقتل آندي تشاكي في النهاية، وتنجو الشخصيات الرئيسية، لكن المثير للاهتمام أن الشركة المصنعة تقدم اعتذاراً فقط، يقول رئيسها إنهم سيوقفون خط إنتاج الألعاب لفترة مؤقتة، وذلك لمعرفة العطب الذي أصابها من أجل تفاديه لاحقاً، أمّا الحيوات التي فُقدت منذ مرحلة التصنيع حتى النهاية فليست إلا خطأ فنياً يمكن تجاوزه.
العمل ينتمي إلى أفلام التسلية التي يتلاشى أثرها بمجرد مشاهدتها، لكنه يقدم صورة ساخرة عن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعيّ، والبارانويا التي يكمن أن تزرعها فينا، خصوصاً إن تغلغلت في مفاصل الحياة اليوميّة والحميميّة، كأجهزة ضبط تسارع القلب، وشراء الطعام وضبط درجة حرارة المنزل، التي تتحول كل واحدة منها في الفيلم إلى فخ قاتل.