المسلسلات الدرامية: النقّاد في كل مكان

13 يونيو 2018
يدرك كرارة أن النقد حقيقي لمسلسله (فيسبوك)
+ الخط -
ضاق الممثل المصري أمير كرارة بالملاحظات الكثيرة والأخطاء التي يكتشفها النقاد والمشاهدون في مسلسل "كلبش 2". وخرج في برنامج تلفزيوني غاضباً وقال إن مصر تحولت إلى "100 مليون ناقد".

يدرك كرارة أن النقد كثير نتيجة لأن مستوى مسلسله هذا العام متواضع للغاية، ولم يعد من الممكن أن تمر أخطاء بهذه السذاجة والاستسهال على جمهور يتفرغ للأعمال الدرامية طوال هذا الشهر، لكن غضب كرارة الأكبر كان موجهاً على ما يبدو لبرنامج "ساليزون" الذي نال الجزء الأكبر من وقت حلقته الأخيرة. الكثير من زملاء كرارة تقبلوا ما تفعله إنجي أبو السعود في برنامجيها "ساليزون" و"فينيت" لإدراكهم أن هذا الشكل الجديد من النقد له جمهور ومحتوى يفيد العمل الفني بملاحظاته والحديث عنه أكثر مما يضره.

تخصص أبو السعود حلقات "ساليزون" لاستعراض مقاطع ساخرة من مسلسلات وبرامج رمضان، تعلق عليها مع أحد الضيوف الذين عادة ما يكونوا ساخرين أو مؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي. شارك معها في المواسم السابقة: سارة عبد الرحمن وهشام عفيفي، وآخرون.

تحقق حلقات ساليزون نسبة متابعة أكبر من برنامجها الآخر "فينيت" الذي بدأت من خلاله، ربما لأنها في الأخير تعطي ملاحظات جادة وتقل فيه مساحة خفة الظل، وكثيراً ما تأتي أحكامها مبالغة في الإعجاب والنقد، إلا أن انتشار برنامجيها جعلها حاضرة في مهرجانات واحتفاليات سينمائية كثيرة وتحصل على رعاية من شركات ومنتجات شهيرة.
ينافس في هذه المساحة أيضاً "فيلم جامد" لمحمد مهدي، وهو أكثر غزارة في إنتاج الفيديوهات ومتابعة الأفلام الأجنبية في المقام الأول يليها متابعات أقل للأفلام المصرية.

الكثير من المتابعين ينتظرون ما يقوله مهدي عن الأفلام، خصوصاً مع وجوده الأقدم على صفحات الإنترنت ومشاركتها على موقع المراجعات "rotten tomatoes"، إلا أن الملاحظة الأبرز على أدائه هي محاولات الإضحاك وإلقاء الدعابات التي عادة ما تكون مفتعلة وخارج السياق وتفسد اجتهاده ومعرفته الجيدة بالأفلام وصناعتها. خلال الشهر الأخير، نشطت كذلك صفحة "الناقد"، ورغم أنها لا تقدم سوى انطباعات ونقاشات عادية يبدو أن صاحبها غير محترف، إلا أنها تحقق نسبة متابعة جيدة، وتحظى باهتمام كثيرين لسهولة اللغة المستخدمة في المراجعات والملاحظات المعروضة.


ربما أدرك قطاع من النقاد المخضرمين أيضاً اختلاف الجمهور الذي يتابع كتاباتهم؛ فنرى اسم الناقد محمود عبد الشكور ينتقل من الصحف إلى نشاط أكثر كثافة وأسرع في متابعة الأعمال المختلفة يدفعه في كثير من الأحيان إلى الكتابة عنها على صفحته على فيسبوك قبل نشرها في زاويته الأسبوعية بجريدة الشروق.

بعيداً عن مساحة النقد والمراجعات للأعمال الحالية، يتزايد الاهتمام بصفحة "سينماتولوجي" لصاحبها محمد أبو سليمان، ورغم عدم تفرغه لإنتاج المزيد من الفيديوهات واتساع الفاصل الزمني بين كل إنتاج جديد، إلا أنه قادر على نيل إعجاب الجمهور في كل مرة، كما جاء في آخر فيديوهاته قبل أيام والذي لم يتعد ست دقائق استخدم فيها صوت الفنان الراحل أحمد زكي، وهو يتحدث عن كيفية تجسيده لشخصية الضابط بثلاثة أشكال مختلفة في أعماله "زوجة رجل مهم" و"الباطنية" و"الباشا".

يتزايد المحتوى النقدي للأعمال الدرامية والسينمائية بشكل يومي، بعضها مرتجل يخطو أولى خطواته وبعضها يصل إلى مرحلة متقدمة من الإتقان والفائدة للمشاهد والصانع، لكن لا يبدو أن الكثير من الفنانين المشغولين بمتابعة نسب مشاهدة أعمالهم وتصدر اسمهم في تويتر يهتمون بآراء كهذه.
المساهمون