"الحروب قد تنتهي ولكن النزيف الذي توقظه لا يمكن إيقافه والجروح التي تولدها لا يمكن أن تشفى، أعمق وأقسى تلك الجروح هو جرح الأم التي دفنت أولادها بيديها المجردتين".
هذه هي كانت الكلمات التعريفية للرّسام السوري أصلان حاج مصطفى بمعرضه الذي أقامه في عمّان تحت عنوان (تسع رسائل إلى أمي السورية)، مستوحياً فكرته من معاناة الأم السورية عى اختلاف منابتها وأصولها.
يعيش أصلان في الأردن منذ عشر سنوات، ويشارك في العديد من المعارض والفعاليات الفنية، كما أقام ستة معارض شخصية محاولاً فيها أن يوصل رسالته عبر الفن، بالإضافة إلى عمله كمعلم للرسم لمدة ثماني سنوات.
ويجسد الفنان صاحب الأصول الشركسية في بعض لوحاته المعاناة التي ذاقها الشركس عند تهجيرهم من روسيا قبل أكثر من مائة عام، والتي يعايش مأساة شهبية بها اليوم كسوري.
ويقول: "هُجّر أجدادي من أوطانهم مرتين عند الحرب الروسية على الشركس عام 1864 إلى سورية، وعند نكسة حزيران عام 1967 باتجاه دمشق وريفها، وها أنا أعيش التجربة ذاتها اليوم".
بدأ أصلان بتعلم الرسم منذ أن كان في الخامسة من عمره على يد أبيه أستاذ الرسم والذي كان يصطحبه معه إلى حصص التربية الفنية في المدرسة، حين لم يكن يتوقع أن تطغى الألوان القاتمة والتعابير القاسية على معظم لوحاته عندما يكبر، إلا أن العيش في دوامة الحرب أجبره على ذلك، حسب تعبيره.
وما زال يأمل أن تنعم بلاده بالسلام في نهاية المطاف، لعل الألوان الزاهية ومعاني الفرح تجد مدخلاً إلى لوحاته يوماً ما.