"الدويتو" الغنائي... تعزيز الحضور وسعة انتشار بين الفنانين

28 اغسطس 2017
أمال ماهر استفادت من ديوهات خليجية (العربي الجديد)
+ الخط -
شكّل "الدويتو" الغنائي، لسنوات، هدفاً جيداً على خارطة الغناء العربي. ومنذ الستينيات حرص عدد كبير من نجوم الغناء والتلحين على القيام بـ "دويتو" غنائي يجمعهم بملحنين أو مغنين من أجل الشهرة وسِعة الانتشار. 

لعل الأفلام العربية القديمة هي التي حملت فن "الدويتو" إلى الواجهة، بعدما دخلت الأفلام التي اشترك فيها مغنون ضمن هذا الخط. وصدرت مجموعة كبيرة من "الديوهات" التي تبناها موسيقار الجيل الراحل محمد عبد الوهاب، مع ليلى مراد، وتبعه فريد الأطرش وعبد الحليم حافظ مع شادية.

أسئلة كثيرة تُطرح اليوم حول فكرة "الدويتو" الغنائي بين فنانين أو أكثر، في ظل اختلاف الأهداف. ويعتبر بعض المنتجين الموسيقيين أن "الدويتو" أو القيام بإنتاج أغنية تجمع عدداً من الأصوات لسبب سياسي أو اجتماعي أو عاطفي يُشكل بالنسبة لهم مزيداً من الأرباح والتفاعل مع هؤلاء المغنين الذين التقوا في لحن واحد. لكن في المقابل، لم يعد من السهل تقبّل الجمهور لمثل هذا النوع من الغناء، إن لم يأت بجديد.

في لبنان اجتمع مؤخراً عدد كبير من نجوم الصف الأول في مهرجان اتخذ طابعاً سياسيًا، وقدموا "أوبريت" غنائية عن "الأرز" لما يُشكل بالنسبة للبنانيين من رمزية وطنية. لكن الاجتماع الفني لنجوى كرم ورامي عياش وملحم زين وزين العمر وغسان صليبا ونانسي عجرم لم يأتِ بجديد على الرغم من الماكينة الإعلامية التي رافقت الحدث الفني، وفق ما أراد منظموه. ورغم تبني إحدى المحطات التلفزيونية اللبنانية لعمل وُصف بالوطني، وعرضه بطريقة مكثفة، ظل بعيداً عن أهداف الجمهور اللبناني بنسبة واضحة، لأسباب كثيرة منها التكلف في الوصف الذي اعتمده الشاعر الغنائي نزار فرنسيس، إلى أسلوب الموسيقى الذي لم يُشكل تفاعلاً قويًا لدى المستمع، وتحول إلى "كليشيه" على التعابير المجازية لرواية وتاريخ شجرة الأرز اللبنانية.



هذه الصورة المختلفة والتي تعتمد بالدرجة الأولى على أهداف تجارية من قبل أصحاب المشروع الفنّي، تُشكل بالنسبة لبعض الفنانين مصلحة مُشتركة ستجمعهم بزملائهم، وتمنحهم بالتالي جزءًا يسيراً من إعجاب وتشجيع مجموع جمهور "الزملاء" الآخرين والعكس صحيح.
منتصف التسعينيات، استغل المخرج اللبناني سيمون أسمر اكتشافه للفنان وائل كفوري، ولم يبخل عليه إنتاجيًا، وخاض لهذا الغرض في "دويتو" غنائي مُشترك جمع بين وائل كفوري والمغنية نوال الزغبي بعنوان "مين حبيبي أنا" الذي كان بمثابة انطلاقة جيدة للزغبي وكفوري معاً. منح "الدويتو" نوال الزغبي جمهور وائل كفوري، والعكس صحيح، فقد زاد من نجاح كفوري بطريقة لافتة، وكان مشروعاً تجاريًا أكسب الطرفين مزيداً من الحضور عبر الحفلات المشتركة التي تواجدا فيها تلك الفترة.

{

النجاح لم يغب عن مشروع المنتج المصري المنفذ نصر محروس، نهاية التسعينيات، بعدما اكتشف محروس الفنانة شيرين عبد الوهاب وزميلها تامر حسني، وعزز حضورهما بألبومين غنائيين، في دويتو "لو كنت نسيت" استطاع محروس أن يوظف الأغنية لمصلحة صناعة مغنين قادمين بدقة كلمات ولحن اعتمد على الايقاع أقرب إلى ميول الشباب في الموسيقى.

وجاءت بعد ذلك محاولات أخرى، كانت لراغب علامة وإليسا في أغنية "بتغيب بتروح" التي شكلت الخطوة الأولى لإليسا للنجاح وتقدمه كمغنية لها تواجدها اليوم على الساحة الغنائية.


ويعتبر الفنان المعتزل فضل شاكر من أكثر الفنانين الذين غنوا "ديتو" في العقدين الأخيرين. وبدأ فضل شاكر في هذا النوع من الأغنيات مع نوال الكويتية بداية القرن الحالي في "أحاول" والتي عززت حضور فضل شاكر خليجيًا، وما هي إلا سنوات قليلة حتى قدم مع شيرين عبد الوهاب دويتو "عام جديد" بطريقة مبتكرة قربت شاكر من الجمهور المصري وأمدت شيرين بحضور في لبنان، جعلها تتقدم أمام منافسيها في القاهرة اللواتي لا يزال حضورهنّ خجولاً في لبنان كالفنانة أنغام وأمال ماهر.


وقدّم فضل شاكر أيضاً ديو مع المغنية اللبنانية يارا في "آخدني معك" وصوره إلى جانبها على طريقة فيديو كليب، وكان علامة مُسجلة مكّنت يارا من الحضور الجيد في لبنان والعالم العربي.




كما خاض تجربة الدويتو مع المغنية إليسا في أغنية "جوا الروح" التي حملتها "روتانا" لتعزيز وجود إليسا ونجاحها بعد سنوات من انتسابها للشركة السعودية. واللافت في هذا "الدويتو" أن أليسا وفضل شاكر لم يلتقيا من أجل التسجيل في مكان واحد بل اختار كل واحد منهما تسجيل صوته في مكان ليُصار إلى جمع الأغنية لاحقاً وتوزيعها على وسائل الإعلام. 



في المقابل، حملت يارا صوتها إلى الخليج، وهناك استطاعت أن تربح ديو سجلته مع الفنان السعودي راشد الماجد في أغنية "الموعد الضائع"، وكذلك فعلت زميلتها المصرية أمال ماهر في دويتو مع الماجد حمل عنوان "لو كان بخاطري" الذي سُجل السنة الماضية، وكذلك مع عبادي الجوهر في "سامحني يا حبيبي" وهذا ما عزز حضورها خليجياً. 




دويوهات تجارية
وبعد موجة من تدني مستوى الغناء العربي شهدتها بداية الألفية الجديدة، خرجت بعض "الديوهات" الغنائية، التي لا ترقى إلى المستوى المطلوب، لعل المغني السوري علي الديك أكثر الخاسرين في متاجرته بالغناء بعد "ديوهات" قدمها مع عارضة الأزياء اللبنانية دومينيك حوراني. رغم ذلك بدأ اسم علي الديك يتداول في لبنان، فيما افتقدت حوراني للحد الأدنى للموهبة الغنائية، ولم تسهم "ديوهاتها" مع الديك في إظهارها كمغنية.




المساهمون