مخرجون أغرتهم الكاميرا.. فوقفوا أمامها

17 اغسطس 2015
يوسف شاهين في مهرجان كان عام 2004 (Getty)
+ الخط -
للكاميرا سحرها الذي لم يستطع عدد كبير من المخرجين الكبار مقاومته، فانتقلوا خلال مسيرتهم في بعض الأعمال من الوقوف وراءها إلى مواجهتها وجهاً لوجه، ليختبروا موهبتهم في التمثيل، محاولين اكتشاف خفايا المشهد السينمائي عن كثب بعد أن أثّثته رؤاهم الإخراجية طويلاً خلف الكواليس.

طبّاخ السمّ؟
وعملاً بالمثل المصري "طبّاخ السم بيذوقوا" قام عدد من المخرجين بتذوّق ما كانوا يطبخونه، وعلى رأس القائمة نجد المخرج الكبير، عاطف سالم، الذي لم يقدم على هذه المغامرة إلا مرّة واحدة في حياته، وفي أوّل فيلم عمل خلاله كمخرج مساعد. وذلك حين أدّى، إضافة إلى وظيفته خلف الكاميرا، دوراً في فيلم ماجدة عام 1943، تحت إشراف المخرج أحمد جلال. لكنّ عاطف سالم لم يكرّر التجربة مطلقاً كونه، على ما يبدو، أدرك منذ ذلك الحين الموقع الذي يريد أن يكمل فيه مسيرته المهنية.

يوسف شاهين
أما المخرج الشهير، يوسف شاهين، فقد تألّق في عدد كبير من الأدوار أمام الكاميرا تماماً مثلما تألّق خلفها، وكانت أول تجربته عام 1953، في فيلم من إخراجه بعنوان "نساء بلا رجال"، وكان العمل الخامس في مسيرته الإخراجية. ثم قدّم بعد ذلك عام 1953 فيلمه الشهير "باب الحديد"، الذي تقاسم بطولته مع هند رستم وفريد شوقي وأدّى خلاله دور "قناوي"، بائع الجرائد الذي يعاني من مشاكل نفسية. ما جعلها شخصية مركبّة وصعبة أثبت فيها يوسف شاهين أنّه يحمل موهبة حقيقية في التمثيل.

اقرأ أيضاً: 8 علامات سينمائية في مسيرة رشدي أباظة
 
وقد واصل تقديم عدد من الأدوار المختلفة بعد ذلك في أعمال من إخراجه ومن إخراج زملائه. وكان آخر ظهوره أمام الكاميرا في فيلم "ويجا" عام 2005، الذي كان من إخراج تلميذه، يوسف خالد، ومثّل فيه إلى جانبه، غير أنّ يوسف خالد كان قد بدأ حياته ممثلاً ثم انتقل إلى الإخراج وهاجر هجرة عكسية.

عاطف الطيّب
من جهة أخرى، نجد أنّ المخرج الكبير عاطف الطيب مثّل في فيلم "أنياب" الذي كان مساعد مخرجه عام 1981، ثم في "نصّ أرنب" عام 1983، بطولة يحيى الفخراني ومحمود عبد العزيز وسعيد صالح. ومن المصادفة أنّ هذا الفيلم كان من توقيع مخرج كبير آخر هو محمد خان، الذي خاض بدوره التجربة في أعمال أوّلها "العوامة رقم 80" عام 1982، بعد ثلاثة أعوام فقط من إخراجه فيلمه الأوّل "الرغبة"، من بطولة نور الشريف ومديحة كامل.

كاملة أبو ذكري
أما في عالم المخرجات، فأبرز مخرجة خاضت هذه التجربة هي كاملة أبو ذكري، التي ظهرت في عملين هما "ازّاي البنات تحبك" و"كليفتي". كما نجد أنّ ساندرا نشأت، ظهرت مرّتين في عملين أيضاً. ومن الجيل الجديد هناك هبة يسري التي أخرجت أوّل فيلمها عام 2006، ثم مثّلت في فيلمها الثاني عام 2007، الذي حمل عنوان "عشق آخر".

لا شكّ أن هذه الظاهرة كانت موجودة وستبقى موجودة في عالم السينما شاهداً على جمالية الفنّ وتنوع مشاربه وتجاربه الإنسانية.

اقرأ أيضاً: أفضل عشرة أفلام في عشرين عاماً
المساهمون