الإيرادات السينمائية الدولية: انفتاح الصين... وسلوفاكيا الأولى أوروبياً

12 ابريل 2018
باتي جانكيس (Getty)
+ الخط -
إلى جانب الاستديوهات وشركات الإنتاج وأصحاب الصالات، المعنيين مباشرة بلغة الأرقام السينمائية، هناك شركات وجمعيات ومؤسّسات عاملة في المجال نفسه. أبرزها "الجمعية الأميركية للفيلم"، التي تمثّل الشركات الـ6 الكبرى في هوليوود: "باراماونت" و"سوني" و"فوكس للقرن الـ20" و"يونيفرسال" و"والت ديزني" و"وارنر إخوان". وهي تأسّست عام 1922 باسم "منتجو الأفلام وموزّعها في أميركا"، ويتعلّق أحد اهتماماتها بوضع تقارير خاصّة بالأرقام.

في تقرير صادر عنها مؤخّرًا، ذكرت الجمعية أن مبيعات بطاقات الدخول إلى الصالات في العالم حقّقت رقمًا قياسيًا جديدًا عام 2017، إذْ بلغت الأرقام 40 مليارًا و600 مليون دولار أميركي. وأشار التقرير نفسه إلى أن أحد أبرز أسباب ارتفاع المبيعات عائدٌ إلى "النمو الذي شهدته السوق الصينية العملاقة"، بينما "سجّلت أميركا الشمالية تراجعًا طفيفًا". هذا الرقم يعني أن الإيرادات زائدة عن تلك الخاصّة بعام 2016 بنسبة تبلغ 5 بالمئة، علمًا أن التقرير لا يغفل أن العام المذكور (2016) يُعتَبر، بدوره "عامًا قياسيًا".

في مقابل الأرقام التي يوردها التقرير نفسه، هناك تحديدٌ لبعض أبرز أسباب ارتفاع الأرباح. يقول مُعدّوه إنّ "ما ساهم في تسجيل الأرقام المرتفعة كامن في نجاح عدد من الإنتاجات الضخمة"، ذاكرين بعض العناوين الأساسية: الجزء الـ8 من سلسلة أفلام "حرب النجوم"، الذي يحمل عنوانًا فرعيًا هو "آخر الجيداي" للأميركي راين جونسن (1973)، الذي حقّق إيرادات دولية تبلغ مليارًا و332 مليونًا و632 ألفًا و945 دولارا أميركيا (بدءًا من 15 ديسمبر/ كانون الأول 2017)، في مقابل ميزانية إنتاجية تساوي 200 مليون دولار أميركي؛ و"الجميلة والوحش" لبِل كوندون، الذي حقّق إيرادات دولية تبلغ مليارًا و263 مليونًا و521 ألفًا و126 دولارا أميركيا (بدءًا من 17 مارس/ آذار 2017)، مقابل ميزانية إنتاجية تساوي 160 مليون دولار أميركي؛ و"المرأة الخارقة" لباتي جانكينس، الذي تبلغ إيراداته الدولية 821 مليونًا و847 ألفًا و12 دولارا أميركيا (بدءًا من 2 يونيو/ حزيران 2017)، لقاء 149 مليون دولار أميركي ميزانية إنتاج.



بحسب التقرير، فإن الإيرادات الحاصلة خارج أميركا الشمالية سجّلت زيادة بنسبة 7 بالمئة، إذْ بلغت 29.5 مليار دولار أميركي، "مدفوعة ـ بجزءٍ كبيرٍ منها ـ بعودة النمو إلى القطاع السينمائي في الصين، بعد تراجع بطيء شهدته تلك السوق عام 2015". يُضيف التقرير أن اليابان وبريطانيا والهند وكوريا الجنوبية تحتل المراتب اللاحقة للمرتبة الأولى، التي تحتلّها الصين، في لائحة "أكثر الأسواق الدولية دينامية". أما إيرادات أميركا الشمالية فسجّلت تراجعًا "طفيفًا"، مقارنة مع إيرادات عام 2016، إذْ بلغت 11.1 مليار دولار أميركي، بعد "عام قياسي" (2016) وصلت القيمة المالية لعائداته إلى 11.4 مليار دولار أميركي.

في ختامه، ذكر التقرير أن الاشتراكات في "خدمات البثّ التدفّقي للفيديو" في العالم سجّلت ارتفاعًا كبيرًا العام الفائت، بنسبة 33 بالمئة، إذْ بلغت القيمة الإجمالية 446.8 مليون دولار أميركي.

إلى ذلك، وفي الإطار نفسه للغة الأرقام السينمائية، أصدر "المرقب الأوروبي للأعمال السمعية البصرية" بيانًا، ذكر فيه أن هناك 985 مليون مُشاهد اشتروا بطاقات دخول إلى الصالات السينمائية في دول الاتحاد الأوروبي، خلال العام الفائت (2017). رغم هذا، فإن الأرقام تشير إلى تراجع عدد المشاهدين عن ذاك الحاصل عام 2016، الذي يبلغ 992 مليون مُشاهد. لكن، وبحسب البيان، فإن رقم عام 2017 يُعتبر "ثاني أفضل نتيجة في البلدان الأوروبية التي تعتمد عملة يورو في تبادلاتها التجارية واليومية"، مُشيرًا، في الوقت نفسه، إلى أن أفضل تطوّر على مستوى ارتياد الصالات الأوروبية حاصلٌ في "جمهورية سلوفاكيا"، حيث ارتفع عدد المُشاهدين في صالاتها بنسبة تتجاوز الـ18 بالمئة بقليل.



إلى ذلك، يتابع المهتمّون بالسينما أخبار الإيرادات الدولية لـ"الفهد الأسود" (Black Panther) لراين كووغلر، الذي بدأت عروضه التجارية الدولية بين 14 و16 فبراير/ شباط 2018 (حسب الدول). ذلك أنه أول فيلم منتمٍ إلى عالم "الأبطال الخارقين" الذي يؤدّي فيه ممثل أسود (شادويك بوسمان) دور البطولة الخارقة تلك. ففي مقابل ميزانية إنتاجية تساوي 200 مليون دولار أميركي، تمكّن الفيلم من تحقيق إيرادات دولية تبلغ، لغاية 8 أبريل/ نيسان 2018، مليارًا و299 مليونًا و855 ألفًا و740 دولارا أميركيا. وهو، بهذا، يحتل المرتبة الـ10 في لائحة "أكثر الأفلام السينمائية إيرادات دولية"، التي لا يزال فيلما الكندي جيمس كاميرون (1954)، "آفاتار" (2009) و"تايتانيك" (1997)، يحتلان فيها المرتبتين الأولى والثانية. ذلك أن "أفاتار" حقّق إيرادات تساوي مليارين و787 مليونًا و965 ألفًا و87 دولارا أميركيا (لقاء ميزانية تبلغ 237 مليون دولار أميركي)، و"تايتانيك" حقّق مليارين و187 مليونًا و463 ألفًا و944 دولارا أميركيا (لقاء ميزانية تساوي 200 مليون دولار أميركي).
غير أن "الفهد الأسود" تمكّن من التغلّب على "تايتانيك" في إيرادات أميركا الشمالية، إذْ تبوّأ ـ في 10 أبريل/ نيسان 2018، المرتبة الـ3 في لائحة أكثر الأفلام إيرادات في شبّاك التذاكر في الولايات المتحدّة الأميركية وكندا، بعد تحقيقه 665.6 مليون دولار أميركي، علمًا أن "تايتانيك حقّق 659 مليون دولار أميركي عام 1997.

إلى ذلك، فإن الأفلام الـ3 اللاحقة لفيلمي "آفاتار" و"تايتانيك" في لائحة أكثر الإيرادات الدولية، هي:

1ـ) "حرب النجوم، الحلقة 7: يقظة القوّة" (2015) لجي. جي. أبرامز: ملياران و68 مليونًا و223 ألفًا و624 دولارا أميركيا، مقابل 245 مليون دولار ميزانية إنتاجية.

2ـ) "العالم الجوراسي" (2015) لكولن تريفورّو: مليار و671 مليونًا و713 ألفًا و208 دولارات أميركية، مقابل 150 مليون دولار ميزانية إنتاجية.

3ـ) Avengers (2012) لجوس ويدون: مليار و518 مليونًا و812 ألفًا و988 دولارا أميركيا، مقابل 220 مليون دولار ميزانية إنتاجية.
المساهمون