"السر المدفون" فيلم لبناني إيراني عن "مقاومة إسرائيل"

24 مارس 2015
كارمن لبُس وعمار شلق خلال التصوير (العربي الجديد)
+ الخط -

ثمة خلاف واضح على كثير من تفاصيل صناعة السينما اللبنانية، وشبه اتفاق على أن الطائفية زادتها ارتباكاً.

يظهر ذلك من خلال إنتاج قدّم في السنوات العشر الأخيرة، وشكّل معظمه تغطية للحرب اللبنانية بأفلام تحاكي تلك المرحلة، وعندما حاول بعضهم كسر رتابة سينما الحرب؛ تحولت إلى الكوميديا من دون أي هدف، وسقطت في فخ السطحية بإنتاج تحوّل مع الزمن إلى "تجاري" بدل أن يستثمر في مستقبل السينما اللبنانية بشكل متقن، بجمع عناصر التطوير. 


في سياق هذا النقاش بدأ قبل يومين في لبنان عرض فيلم "السرّ المدفون" الذي يتحدّث في جزء منه عن المقاومة اللبنانية أيّام الاحتلال الإسرائيلي للبنان. وهو إنتاج لبناني حرّك العجلة مجدّداً بقيادة مخرج إيراني هو علي غفاري.

يروي الفيلم قصّة عامر كلاكش، أحد المقاومين اللبنانيين، والذي ترك منزله جنوب لبنان وفجّر نفسه في دورية للاحتلال الإسرائيلي في القدس المحتلة. وحدها أمّه علمت بما فعله، وأخفت السرّ ما يقارب 14 عاماً عن والده وعائلته ومحيطها القروي.

هذه باختصار قصّة فيلم يتوجّه إلى جمهور لبناني، ربما يقدّر قيمة العمل الفني في القصّة والحبكة الدرامية، لكنّه يبتعد عن الخطّ التقليدي للسينما اللبنانية المنقسمة على نفسها، لأسباب عدّة منها التمويل، ما يجعل اللجوء إلى المموّل الأجنبي مشروعاً ومطلوباً.

في الفيلم مجموعة من الممثلين اللبنانيين توحّدوا من أجل قضية يتّفق بشأنها الجميع، وهي "مقاومة الاحتلال الإسرائيلي". الأبطال هم كارمن لبّس وعمار شلق وباسم مغنية ويوسف حدّاد، ويقوم بدور الشاب الانتحاري علي كمال الدين (24 عاماً).

وقال كمال الدين لـ "العربي الجديد": "الدور معقّد جداً، كما أنها المرّة الأولى التي ألعب فيها دوراً محورياً. لم ألتفت إلا إلى شخصية عامر كلاكش المقاوم الذي أراد أن يدفن سرّه لحظة اتّخذ قراره بتفجير نفسه في حاجز إسرائيلي، مع ما يتطلّبه الدور من حنكة وحرفة". 


ويتابع: "أمي في الفيلم هي كارمن لبُّس. وهي الوحيدة التي تعلم بقراري السرّي. إذ اتّفقت معها على ذلك، وهي ستحفظ السرّ 14 عاماً، بعد أن أوهمت الجميع بأنّني هاجرتُ إلى الكويت". 

قصّة حقيقية وموثّقة، بحسب المنتج وصنّاع الفيلم، جمعت لبنانيين من مختلف الطوائف في رسالة واحدة موجّهة مفادها بأنّ "العدو الدائم هو المحتل الصهيوني".

ومن دون شكّ فإنّ المؤثّرات المتقنة في الفيلم تنمّ عن مهنية حقيقية نقلها المخرج إلى السينما اللبنانية، في مواجهة حنكة الأبطال وحرفيتهم، ما رفع من قيمة الفيلم وجعله يحصد جوائز، حتّى قبل عرضه التجاري في بيروت.

يبقى أن "السرّ المدفون" ليس الفيلم اللبناني الوحيد الموجّه سياسياً، بسبب التمويل والرؤية الفنية الخاصّة.

المساهمون