محمد عساف.. الكعكة التي يريد الجميع تقاسمها

13 سبتمبر 2015
شركته المنتجة تراه "الدجاجة التي تبيض ذهباً" (العربي الجديد)
+ الخط -
لا ينكر أحد أن الفتى الفلسطيني محمد عسّاف صار نجماً كبيراً، وبأن جمهوره العريض والمترامي الأطراف بات يسنده فنياً قولاً وفعلاً. فعسّاف الظاهرة الفنية التي ملأت الدنيا شغفاً منذ إطلالته في برنامج اكتشاف المواهب "أرب أيدول"، اختصر مسافة زمنية كبيرة بالإنجازات الفنية التي حققها في مسيرة سنتين فقط، وتعدى الكثير من الفنانين الذين "غفوا" و"ناموا" و"استراحوا" وهم ينظرون للشاب الفلسطيني الأسمر وهو يتخطاهم بذكاء فني وكاريزما وصوت قوي.

لم يخفت شغف عسّاف بالبقاء في القمة فنياً، بل صار يزاحم كبار النجوم على جمهور المهرجانات. فعسّاف كان جمهوره كامل العدد في أهم المهرجانات الفنية العربية كـ"جرش" و"قرطاج" و"دبي"، ولم يختلف الحال في حفلات القاعات الكبرى التي أحياها للجاليات الفلسطينية والعربية في أوروبا وكندا والأميركيتين، حيث كان الحضور كامل العدد، فصنّف عسّاف نفسه في خانة الكبار بأغنياته وجمهوره الذي يُعد بالملايين على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا يكتفي بالتواجد بل يشارك بالتعليقات واللايكات والـ"شيرات" على مواقع "فيسبوك، أنستغرام وتويتر"، حيث تُعتبر صفحة عسّاف على موقع "فيسبوك" من أكثر صفحات الفنانيين العرب متابعة.

ووسط ذلك كله، لم تهدأ الشائعات التي تحيط بشاب انقلبت حياته فجأة في ثلاثة أشهر، حيث تحوّل من فتى موهوب، لأشهر مطرب عربي، وتحت وصاية واحدة من أهم شركات الإنتاج العربية والمملوكة لأكبر شبكة إعلامية عربية، فصار مراقباً في حياته وطريقة ارتداء ملابسه ومع من يجلس وكيف يغني، وهل انتقل من غزة للعيش في الخليج؟ وهل تزوج؟ وكثير من الأسئلة التي سبقتها "هل" و"لماذا" و"كيف"، لكن الجميع يتفق أنه موجود بقوة.

اقرأ أيضاً: هل نال محمد عسّاف الجنسية الأردنية؟

وعسّاف المتفوّق على أقرانه ومجايليه في كل برامج اكتشاف المواهب، آن له أن يقف في المربع الذي وصل إليه، ليراجع مسيرة عامين ونصف ويبني عليها خطوات متينة، فهو ما زال شاباً في مقتبل العمر، وعليه ألا يركن للنجاح الكبير الذي تحقق في "غمضة عين فنية".

في مسيرة عسّاف القصيرة والناجحة، ألبوم وفيلم، وهو الأمر الذي يجعل من النجم الصغير "دجاجة تبيض ذهباً" للشركة المنتجة، فألبوم "محبوب العرب" الأول الذي صدر قبل عام كامل من اليوم، وعلى الرغم من احتوائه على أغنيات جميلة، لكنها لا تعيش، بدليل أن "سنغل" الأغنية الوطنية الفلسطينية "دمي فلسطيني" والتي طرحها عسّاف بعد الألبوم بأربع أشهر حققت رواجاً كبيراً فاق أغنيات الألبوم مجتمعة، فكان الأولى بمجموعة "إم بي سي" وذراعها الإنتاجي "بلاتينيوم" أن يهتموا أكثر بأغنيات ألبوم فنانهم الأول، لا أن "يسلقوا" العمل بحثاً عن المكسب فقط، والمردود المالي من حفلاته، حيث يحصلون على نسبة أكثر من نصف عقد أي حفل له.

أما فيلم "يا طير الطاير"، الذي بدأ عرضه جماهيرياً من مهرجان تورنتو السينمائي في كندا، فكان عسّاف ذكياً بأن اعتذر عن التمثيل به، مفضّلاً أن يكون مطرباً بصوته وسط أحداث الفيلم لا ممثلاً، فهو اكتشف مبكراً أنه إنْ شارك في فيلم يجسّد مشوار حياته الفني القصير، سيحرق كافة مراحله التالية، لكن الشركة المنتجة استثمرت نجمها في الترويج لقصة شاب يروي معاناة قطاع غزة بالكامل، فسوّقت الفيلم عبر مطرب جماهيري مطلوب دوماً.

خلاصة القول: خطوات عسّاف الفنية آن لها أن تثبت على خيار صلب، وآن للفتى الذي لم ينل إجازة منذ عامين ونصف أن يتوقف، ليفكر ماذا يفعل في الخطوة التالية. ويجب على شركته المنتجة أن تتوقف عن النظر إليه باعتباره "منجم الذهب الذي لا ينفد". وقد تكون مأساة محبوب العرب الوحيدة أن خريجي برامج المواهب مجتمعين لم يحققوا نصف ما حقق فنياً وجماهيرياً، ولذلك صار مطمعاً للجميع.



اقرأ أيضاً: محمد عسّاف.. ظاهرة فنية في فيلم "يا طير الطاير"
المساهمون