لعبة "هاكسي هود" البريطانية... "الأحمق" يقود الاحتفال

06 يناير 2018
الخجول الأحمق هو من يقود مسيرة الاحتفال (كريستوفر فورلونغ/Getty)
+ الخط -
تعود جذور لعبة "هاكسي هود" في بريطانيا، إلى القرن الرابع عشر الميلادي، ورغم أنها مرتبطة بالخضوع إلى الاقطاع والتمييز بين النبلاء والريفيين الأقنان، إلا أنها تحولت عبر الزمن إلى طقس شعبي محلي للتنافس والاحتفاء قبل أعياد الميلاد.

وعن أسباب ظهور اللعبة تقول المرويات الإنكليزية إن السيدة "دي موبراي" زوجة الإقطاعي "جون دي موبراي"، كانت تركب جوادها متجة نحو قرية هاكسي الواقعة في مقاطعة لنكولنشاير، شمالي شرق إنكلترا، عندما أطاحت الرياح بقبعتها المصنوعة من الحرير والخاصة بركوب الخيل.

وقد هُرع المزارعون العاملون في المزارع القريبة لنجدة السيدة ومطاردة القبعة حتى استطاعوا بعد عناء الإمساك بها وإعادتها لصاحبتها. وتضيف الرواية أن الرجل الذي أمسك بالقبعة كان خجولا جدا، فأعطاها لرجل آخر كي بقدمها للسيدة النبيلة، التي شكرته وقالت له إنه تصرف مثل النبلاء، وهكذا حاز العامل الذي لم يصنع شيئا على كل الثناء. ووصفت السيدة العامل الآخر الخجول بالأحمق لتصرفه الغريب.

كان من نتيجة تلك المطاردة ونجدة السيدة الثرية، أنها تبرعت بثلاثة عشر فدانا من الأرض (حوالي 53000 متر مربع) من أجل إعادة إحياء تلك المناسبة كل عام. وبالفعل أصبح الأمر تقليداً سنوياً معروفاً باسم لعبة هاكسي هود.
و
منذ ذلك اليوم وهذا الفولكلور الشعبي، أو قلنسوة (قبعة) منطقة هاكسي، يمثل حدثاً تقليدياً في جميع أنحاء المنطقة المعروفة باسم جزيرة أكسولم، الواقعة في الريف الإنكليزي. ويركز المهرجان على مسابقة في قرية هاكسي والتي تقام بعد 12 يوماً من عيد الميلاد، على أن يقام يوم أحد.

واللعبة الحالية تشبه إلى حد كبير كرة القدم (الرغبي) ولكن باستخدام أسطوانة مصنوعة من الجلد، ومحشوة بشيءٍ يشبه القش، ويتم التنافس عليها بين اللاعبين، ثم في النهاية تودع في إحدى الحانات الأربع القديمة بالمدينة الصغيرة، حيث تحفظ بها حتى موعد المسابقة والاحتفال من العام التالي.

في اليوم الموعود، في الساعة الثانية عشرة ظهرا، يتوافد العمال ورعايا المنطقة والزائرون، إلى قرية هاكسي للتجمع والمشاركة في الطقوس التقليدية، وفي البداية يقوم المسؤولون وبعض المشاركين بجولة على الحانات المعنية بالمسابقة. وهناك يقدم أصحاب الحانات المشروبات المجانية كعربون للحظ السعيد لهم، وأيضا لاستمالتهم كي يعطوا الأسطوانة الجلدية للحانة لتحفظها حتى الموعد المقبل، وهذا شرف كبير ودعاية للحانة تجلب لها الكثير من الزوار.

والكثير من الناس يتبعون المسؤولين في هذه الجولة المرحة، ويعتبرونها جزءاً مهماً من المهرجان. تبدأ الجولة من حانة النجارين، وهناك يبدأ الجميع في غناء الأغاني الجماعية التقليدية بالمنطقة، ثم ينتقلون إلى حانة الملوك ويكررون الأمر، ثم إلى الحانتين الأخريين لوكو والدوق ويليام، ثم في النهاية يصلون وهم يغنون إلى الكنيسة المحلية. حيث يترك المسؤولون عن اللعبة الأمر إلى الكنيسة لتبدأ الفعاليات في الثانية والنصف.

الطريف أن من يقود المسيرة شخص يسمى الأحمق (The Fool) ويرتدي ملابس تشبه المهرجين، نسبة إلى العامل الذي أمسك بالقبعة في القصة القديمة وخجل أن يسلمها لصاحبتها، وله الحق حسب التقاليد أن يُقبّل أيَّ امرأة على الطريق. وأمام الكنيسة المعروفة باسم "موبراي ستون" يُلقي الأحمق خطبة في الحاضرين، ويتلو قانون اللعبة وأنها منزل ضد منزل ورجل ضد رجل، لكن بدون ضرب مؤذٍ ولا لعب خطر.


دلالات
المساهمون