الفلافل... سلطان المأكولات في مطاعم إدلب

03 فبراير 2018
من أرخص وجبات الطعام في سورية (العربي الجديد)
+ الخط -
تشتهر المدن السّورية بتنوّع مطابخها وأطباقها والتي نقلها السّوريون أينما حلوا في داخل وخارج البلاد، ومن بين تلك المأكولات "الفلافل" والتي تشتهر أيضا في لبنان والأردن وفلسطين وباتت شهرتها في دول الخليج العربي وتركيا وبعض الدول الأوروبية لا تقل عن شهرتها في سورية.

تعد الفلافل من أرخص وجبات الطعام في سورية ثمناً إلا أن الأحوال الاقتصادية جعلتها حلما لبعض المدنيين في الشمال السوري، فيما بقيت سلطان الأطعمة لدى الكثير من المترفين ورواد المطاعم في إدلب ومحيطها نتيجة غلاء الأسعار. وشهدت إدلب أيضا تنوعاً في مطاعم الفلافل المحلية والمحلات الدمشقية التي افتتحها النازحون والمهجرون من أحياء دمشق ومدن ريف دمشق مثل داريا والمعضمية والزبداني وحي جوبر.

مكوّنات الفلافل في مطاعم إدلب هي حمص وكزبرة وكربولا وبهارات مشكّلة، وتختلف عن الفلافل الشامية من حيث النكهة، والاختلاف يأتي في النكهة بين الشامية والإدلبيّة وفق الشخص الذي يقوم بصناعتها ومهارته وذوقه، وهو ما يعرف محليا بـ"النّفَس" وهو شيء معنوي وهناك "سر المصلحة" أيضاً، والذي لا يمكن كشفه. ويقدم المطعم الإدلبي مأكولات غربية كالبيتزا بأنواعها والنقانق، والمأكولات الشرقية كالحمص والفول والمسبحة واللحم بالعجين بأنواعه ومختلف أنواع السندويش المحلي والغربي.

ويقول صاحب مطعم "الغافور" في مدينة الدانا بريف إدلب الشمالي إن الإقبال على الطعام لا يتوقف مهما كانت الحال الاقتصادية، إلا أن الطلب يكون أكثر على الفلافل والبطاطا المقلية لأنها الأوفر سعرًا بالنسبة لمحدودي الدخل، وهنا في مدينة الدانا الضيوف العابرون كثر كون المدينة معبرا للترانزيت والسائقون يفضّلون وجبة الفلافل على غيرها. وأشار إلى أن عشق الناس للفلافل تاريخي، والفلافل لا تفارق طاولة المواطنين السوريين على الفطور أو الغداء أو العشاء لكنها وجبة رئيسية دائما في الفطور، و"لدينا زبائن ثابتون يومياً على الفطور، إما هنا في المطعم أو طلبات للمنازل".

وأضاف صاحب مطعم الغافور، أن الفلافل الشامية تتميز بالبهارات عن الفلافل في إدلب، وهي ذات نكهة أفضل وأميز ومذاق ألذ بسبب سهولة الحصول على تلك البهارات في دمشق أكثر من إدلب، حيث تكون تلك الخلطة جاهزة هناك، كما أن نسب البصل والثوم في الفلافل تتحكم بالنكهة. وأكَّد أن المطعم يقدم أصنافا متنوعة من الطعام الشرقي والغربي، إلا أن الفلافل تعتبر "السلطان" في هذه الأوقات والأكثر مبيعا كونها الأرخص والأوفى لجيوب الناس في ظل الضائقة نتيجة الوضع الأمني المتردي.

وتعد أصناف الفول والحُمص والفلافل من أساسيات وجبة الفطور لدى معظم السوريين، إلا أنّه بات صعباً الحصول عليها بسبب غلاء أسعارها نتيجة غلاء المواد الأولية والمحروقات والزيوت، حيث يصل سعر كيلو الحمص الجاف إلى 500 ليرة وكذلك الفول فيما تجاوز سعر ليتر الزيت مبلغ 450 ليرة، وأنت مضطر اليوم لدفع مائة وخمسين ليرة من أجل الحصول على سندويشة فلافل صغيرة.

وتزاحم الشاورما والدجاج المشوي أو المقلي والبطاطا المقلية وغيرها من المأكولات الجاهزة الفلافل في إدلب ومحيطها، وخاصة بعد وصول المهجرين من دمشق وحمص، ونقلهم نكهات الأطعمة المميزة عبر فتح المطاعم في إدلب. وحملت المطاعم في العديد من أحياء مدينة إدلب أسماء المدن التي هجر سكانها في ريف دمشق مثل الزبداني ومضايا وداريا.


دلالات
المساهمون