مصريون يستعدون لإحراق دمى لقيادات "داعش" في احتفالات الربيع

12 ابريل 2015
تتغير الدمية لتناسب مستجدات الأحداث السياسية (النت)
+ الخط -


أعد مصريون، في مدن القناة (شمال شرق)، اليوم الأحد، دمى تمثل قيادات تنظيم "داعش" تمهيدا لحرقها في احتفالات الربيع غداً.

ويطلق سكان مدن القناة على الدمى اسم "اللمبي"، وهي مصنوعة من القماش والقش، ويتم حرقها في احتفال شعبي وفني، ويتغير شكلها من عام لآخر لتناسب مستجدات الأحداث السياسية.

ففي العام الماضي كانت دمية "اللمبي" على هيئة الرئيس الأميركي بارك أوباما، رفضاً للسياسات الأميركية إزاء مصر، وكانت العام قبل الماضي على هيئة بشار الأسد، تعبيراً عن التضامن مع الشعب السوري، إزاء ما يتعرض له من مجازر على يد قوات الأسد.

وتعود قصة دمية "اللمبي"، كما يتناقلها سكان مدن القناة، إلي بدء حفر قناة السويس فى 25 إبريل/نيسان 1859، حيث كانت مجموعات من اليونانيين يشاركون المصريين حفر القناة، وكان اليونانيون يشاركون المصريين الاحتفالات بشم النسيم (أعياد الربيع)، كما كانوا يشاركونهم عادة يونانية يحرقون فيها دمية مصنوعة من القش تسمى "جوادس"، ترمز عندهم لإله الشر والعنف.

وعندما ألقى اللورد "إدموند هنري ألنبي"، المندوب السامي لبريطانيا (الحاكم الفعلي) في مصر، القبض على الزعيم المصري سعد زغلول عقب اندلاع ثورة 1919، وقرر نفيه مع آخرين للخارج عن طريق ميناء بورسعيد، خرج سكان المدينة لوداعه فمنعتهم شرطة المحافظة بأوامر من ألنبي.


ويروي سكان محافظة "بورسعيد" أن السكان حينها أصروا على العبور من الحصار بقيادة الشيخ يوسف أبو العيلة، إمام الجامع التوفيقي، والقس ديمتري يوسف، راعي كنيسة العذراء، واشتبكوا مع الإنجليز وشرطة القناة، وسقط يومها 7 شهداء ومئات من المصابين، وكان ذلك يوم الجمعة 21 مارس/آذار 1919.

وربط سكان مدن القناة أحداث العنف بالعادة اليونانية، فصنعوا دمية كبيرة من القش حاولوا أن تكون قريبة الشبه من ألنبي (تم تحريف الاسم لاحقاً إلى اللمبي)، وحاولوا حرقها واعترضهم الإنجليز، فعادوا فجر اليوم التالي وحرقوها بشارع محمد علي، الذي يفصل بين الحي العربي والإفرنجي (العرب والشرق حالياً)، بعد ذلك قررت بريطانيا مغادرة "ألنبي" إلى بلاده في 25 يونيو/حزيران 1925 من ميناء بورسعيد أيضاً، وكان البورسعيدية في انتظاره حتى يودعوه على طريقتهم الخاصة.

وتنقل مراسلة الأناضول عن الأهالي قولهم: "جهز أجدادنا دمية كبيرة جدا مكتوبا عليها اسمه، وترتدي زيه العسكري ورتبته العسكرية، وتم حرقها وتعالت ألسنة النار".
المساهمون