شاكيرا: علينا الاستثمار في الطفولة المبكرة بشكل جدي

23 سبتمبر 2015
ليك: التركيز على الاستثمار في التعليم لا يكفي (Getty)
+ الخط -


دعت المغنية الكولومبية، وسفيرة "اليونيسف" للنوايا الحسنة، شاكيرا، المجتمع الدولي وقادة العالم، الذين بدأوا يتوافدون على مدينة نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة في دورتها الـ 70، إلى الاستثمار والعمل بشكل جدي في مجال الطفولة والتنمية المبكرة. وقالت المغنية الكولومبية، "هناك أكثر من 100 مليون طفل لا يذهبون إلى المدارس بشكل منظم، كما أن هناك ما يقارب من 159 مليون طفل في العالم يعانون من التقزم الجسدي، بسبب نقص الرعاية والتغذية المناسبة وكذلك بسبب عيشهم في ظروف متوترة وتحت حرمان دائم مما يؤثر على الأطفال ونموهم". 

وعقد المؤتمر الصحفي، في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، وبحضور غفير للمصورين والصحافيين، الذين عادة لا يحضرون بهذه الأعداد الكبيرة، جلسات من هذا النوع تنظمها منظمات الأمم المتحدة. لكن حضور النجمة الكولومبية جعل الجميع يتزاحم على العثور على مكان للوقوف. وتسعى "اليونيسف"، كما منظمات الأمم المتحدة المختلفة، إلى تعيين سفراء نوايا حسنة لبرامجها المختلفة والعمل مع هؤلاء من أجل جذب انتباه الرأي العام لتلك القضايا الإنسانية الملحة، التي تغيب في كثير من الأحيان عن صفحات وشاشات الأخبار على الرغم من حجمها وتأثيرها على التنمية وتطور الدول المختلفة. 

وبحسب منظمة "اليونيسيف"، واستناداً إلى دراسات عديدة تجريها المنظمة بالتعاون مع مراكز أبحاث عالمية وأقسام مختلفة في جامعات مرموقة كجامعة هارفرد الأمريكية، فإن "مرحلة الطفولة المبكرة هي المرحلة الأساسية والحاسمة في نمو الدماغ، الذي يشهد تطور ألف وصلة/خلية عصبية في الثانية الواحدة. وتلعب هذه الوصلات المتشابكة دوراً أساسياً في صحة الطفل وسلامته لأنها تشكل القاعدة الأساسية لها وإمكانيته للتعلم والتكييف مدى الحياة مع التحديات التي تواجهه مع التغيرات والمحن".

اقرأ أيضاً: تعيين فيكتوريا بيكهام سفيرة الأمم المتحدة لمكافحة الإيدز

وقال المدير التنفيذي لـ"اليوينسف"، أنثوني ليك، والذي كان ضمن الحضور في المؤتمر الصحفي في نيويورك، "لقد كنا ندرك منذ مدة طويلة أن للتعليم تأثيراً كبيراً على تطور نمو الطفل، إلا أن بحوث صدرت بالفترة الأخيرة تشير إلى أن التغذية الصحيحة والكافية لها تأثير أساسي كذلك في هذا المجال". وأضاف ليك، متحدثاً إلى الصحافيين، أنه "هناك حوالى 160 مليون طفل في العالم لا ينمون بالطريقة الصحيحة لأن دماغهم لم يحصل على التغذية الملائمة وهذا يشكل ما نسبته حوالى ربع الأطفال في العالم تحت عمر الـ 5 سنوات. هذا يعني أن هؤلاء الأطفال لبقية حياتهم لن تكون لديهم المقدرة الذهنية للتطور الكافي، مقارنة بهؤلاء الذين حصلوا على التغذية الملائمة". وأكد ليك أنه وإضافة إلى التحفيز العلمي والتغذية يلعب العنف الأسري والعنف في مناطق الحروب والنزاعات كذلك دوراً أساسياً فيما يتعلق بنمو الطفل".

وتشير "اليونيسف"، في هذا الصدد أن "ثلث الأطفال دون سن الخامسة، وفي الدول ذات الدخل المحدود والمتوسط، يعيشون ظروفاً ووسط بيئة تؤثر على مرحلة النمو والتطور السريع هذه بشكل سلبي". وبحسب الدراسات فإن تأثير هذه الجوانب على الدماغ في مرحلة النمو المبكرة يؤثر على الجينات مما يؤثر بدوره على الجيل الثاني/التالي". وأضاف ليك، في هذا الصدد "علينا أن نجد طرقاً جديدة في تعاملنا مع مسألة التنمية والطفولة المبكرة وطرق الاستثمار فيها". 

ولفت ليك، الانتباه إلا أن التركيز على الاستثمار في التعليم لا يكفي، حيث أصبح الاستثمار في مجالات الصحة والتغذية والحماية من الأساسيات بغية تحقيق وضمان فرص عادلة لمختلف الأطفال. وتفيد أبحاث علمية أن أدمغة الأطفال في مرحلة النمو والتطور تتأثر بشكل رئيسي بأمرين: البيئة والعوامل الوراثية.

ولتدارك هذه المشاكل من الممكن أن تؤدي التدخلات والمجهودات المبكرة الفعالة إلى دعم وتطور الدماغ عند الأطفال بشكل صحي. ومن بين تلك المجهودات هي تشجيع الرضاعة الطبيعية، وتحفيز الأطفال على القراءة واللعب معهم وكذلك إشراكهم في برامج تعليم مبكرة.

وترى "يونيسف"، أن الاستثمار في الطفولة المبكرة هو الاستثمار الأفضل لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وجاء المؤتمر الصحافي، ضمن فعاليات الأمم المتحدة في دورتها الـ 70، والتي تعقد في نيويورك، وستشهد الأسبوع القادم اعتماد أهداف التنمية المستدامة والأجندة التحويلية لعام 2015 وما يليه. وسوف تتضمن الأهداف "تنمية الطفولة المبكرة"، والتي ترى فيها منظمات الأمم المتحدة المختلفة عاملاً أساسياً من أجل التصدي للفقر والحد من العنف وتعزيز المساواة بين الجنسين.

اقرأ أيضاً: هكذا أخبروا ابنة العشر سنوات أنها مصابة بـ"الإيدز"

المساهمون