محمد إسكندر ومعين شريف.. لا سلطان ولا أمير

25 ابريل 2015
محمد إسكندر وابنه فارس ومعين شريف (العربي الجديد)
+ الخط -

عقدٌ من الزمن أو أكثر بقليل؛ هو الفاصل عمرياً بين المطربين اللبنانيين محمد إسكندر ومعين شريف، لكن الجامع بينهما أنهما من محافظة البقاع شرقي لبنان، والتي ينتمي إليها عدد من أهم الأصوات الغنائية في لبنان، بينهم عاصي الحلاني ونجوى كرم.

الحظ لم يبتسم لآخرين، بينهم علي حليحل وعاصي بيطار، نظرا لطبيعة المنطقة اللبنانية البعيدة؛ والتي تعاني كثيرا من المشكلات، ما اضطر بعضهم إلى النزوح نحو بيروت.

محمد إسكندر(1960) خريج برنامج "ليالي لبنان" عام 1988، لمع نجمه قليلا من خلال أعمال غنائية في ثمانينيات القرن الماضي، حتى اختفى عام 2008 بعد شهرة لا بأس بها، ليعود مع ارتفاع أسهم ابنه فارس إسكندر في الشعر الغنائي، حيث تعاون إسكندر الابن مع عدد من المغنين بمساعدة الملحن سليم سلامة، ليعيد الابن والده إلى الساحة الغنائية، بعد خلافات وقعت بين إسكندر والمطرب فارس كرم.

وقدم إسكندر الابن أغنية بعنوان "جمهورية قلبي" لأبيه بالتعاون مع الملحن سليم سلامة، ثم مجموعة من الأغنيات الخاصة التي أعادت شهرة إسكندر الأب، وكرستّه مجددا نجما مطلوبا في الحفلات.

فارس إسكندر الذي أصبح بمرور الوقت مديراً لأعمال والده، اختلف مع الملحن سليم سلامة؛ لأنه قرر أن يمتهن التلحين بعد كتابة الأغاني، فوظف كلامه الغنائي لصالح الألحان، وأصبح شاعرا وملحنا في وقت واحد. رغم ذلك لم تفلح محاولاته مع المطربين، فهاجم كل منتقديه.

إسكندر الابن الذي يدير أعمال والده اليوم، اختار مؤخرا أغنية "سلطان وأمير" ليمزج بين جيل والده، وجيل المطرب معين شريف.

الأغنية المكررة لا يتعدى زمنها الدقائق الأربع، لكنها تطرح سلسلة من الأسئلة منها: ما الرابط الذي يجمع بين السلاطين والأمراء؟ ومن قال إن الصورة التقليدية للسلاطين والأمراء تليق بإسكندر الأب، ومعين شريف الغارقين في اللون الشعبي؟

للدقة، بدا معين شريف متمكناً أكثر من محمد إسكندر في الأداء، فكان هادئا كما اعتاده الجمهور، واثقا بقدرته الصوتية، متماشيا مع فكرة غير هادفة أو ظهرت للمستمع رمادية، ونتيجتها الحتميّة بعيدا عن أثر اللحن الجاهز والتوزيع المعتمد على الإيقاعات، أنها لن تضيف شيئا لمسيرة "الصوتين".

ولعل موضة الأغنيات المشتركة "الديوهات" اللبنانية انتهت، واختتمها، كمثال، المطرب الراحل وديع الصافي مع مواطنته نجوى كرم في "وكبرنا يا بييّ"، المدروسة بعناية في الكلمات التي فتحت نقاشاً عاطفيا بين الأب وابنته. نقاش يصل إلى خاتمته السعيدة، وكانت بعدها محاولات لفضل شاكر مع المغنية يارا "آخدني معك" عام 2006، وغيرها محاولات لم تضف كثيرا لأصحابها.

يبقى أنه كان من الأجدى أن تمنحنا أغنية بصوت معين شريف ومحمد إسكندر قصة أو حكاية جيلين أو تضيف جديدا، بدلاً من مجرد زيادة العدد.

دلالات
المساهمون