دعا عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي لمقاطعة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الأربعين، والمقرر انطلاقها في الفترة من 20 إلى 29 نوفمبر/تشرين الثاني، بسبب الإعلان عن تكريم المخرج كلود ليلوش المعروف بدعمه الصهيونية، وتم تداول صور له أثناء تكريمه في تل أبيب وحصوله على الدكتوراه الفخرية هناك.
وبسبب هذه الدعوات، تساءل المنتج محمد العدل على صفحته الشخصية على "تويتر" عن احتمال إلغاء التكريم، قائلاً: "أفيدونا، فوجئت باعتراض البعض على تكريم كلود ليلوش في مهرجان القاهرة السينمائي، مستندين إلى حوار له في جريدة إسرائيلية أثناء عرض فيلم له هناك". وأضاف: "من يعرف أي معلومة موثّقة عن صهيونية الرجل، أتمنى أن يدلنا عليها حتى نأخذ الموقف المناسب، مع العلم أن فناني العالم يذهبون إلى إسرائيل، بشكل عادي".
Twitter Post
|
وكان الناقد السينمائي مالك خوري من أوائل المعترضين على تكريم المخرج من خلال حملة قادها عبر حسابه على "فيسبوك"، قال خلالها: "تسويق إدارة مهرجان القاهرة السينمائي لمخرج معين عبْر تحوير وتزييف موضوع مهم في تاريخ السينما، عمل لا ينمّ عن مهنية، بل إنه يعبّر عن هبوط واضح في مستوى التعاطي مع قضايا تؤثر في سمعة المهرجان، كما يعكس استهزاء وعدم احترام عقول وثقافة محبّي هذا المهرجان". وتساءل مالك في تدوينة أخرى "ماذا سيكون موقف فاتن حمامة حينما تعلم أن جائزة تحمل اسمها ستقدم لشخص صهيوني؟".
Facebook Post |
وقال محمد حفظي رئيس مهرجان القاهرة السينمائي، الذي يرأس الدورة لأول مرة في تصريحات خاصة لـ"العربي الجديد"، إن دعوة التكريم للمخرج الفرنسي لن يتم إلغاؤها، فلا يوجد أي دليل على أنه صهيوني، هو يحمل الجنسية الفرنسية، وإذا كان قد زار إسرائيل فلا توجد أزمة في ذلك ولا يعد تكريمه في مصر تطبيعاً، فموقف المهرجان معروف منذ سنوات أنه ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني بكل أشكاله.
وواجه رئيس المهرجان تهمة التطبيع، بعدما تردد أنه مشارك في إنتاج فيلم "حادثة النيل هيلتون"، الذي احتفت به إسرائيل من خلال مشاركته في مهرجان تل أبيب المقبل لحقوق الإنسان، إلا أن حفظي نفى دخوله في تمويل هذا العمل على الإطلاق.
وأثناء رئاسة الفنان عزت أبو عوف المهرجان منذ ثماني سنوات، واجه تهمة التطبيع أيضاً باستضافته سينمائيين إسرائيليين، إلا أنه نفى، مؤكداً رفضه هذا الكيان سواء كان رئيساً للمهرجان أو مواطناً عادياً، وأيّد هذا الموقف من قبله شريف الشوباشي الذي كان يرأس المهرجان عام 2004.
وكانت أمانة اتحاد الفنانين العرب برئاسة الراحل سعد الدين وهبة، قد اتخذت قراراً "برفض التطبيع مع الكيان الصهيوني"، على الرغم من توقيع الرئيس الراحل محمد أنور السادات معاهدة كامب ديفيد للسلام عام 1979، والتي تضمنت تطبيع العلاقات بين البلدين.