هل خدعنا بيتهوفن؟ أكاديمي يؤكد أنه لم يكن أصم

03 فبراير 2020
هل بقي بيتهوفن يسمع بأذنه اليسرى؟ (Getty)
+ الخط -
اكتشف ثيودور ألبريخت، أستاذ علم الموسيقى بجامعة كينت ستيت، أنه على عكس الاعتقاد السائد، فإن الموسيقي الكبير بيتهوفن لم يكن أصم بالكامل في سنواته الأخيرة.

فالشيء الوحيد الذي يعرفه الجميع - أو يعتقد أنه يعرفه - عن عبقري الموسيقى لودفيج فان بيتهوفن (1770 - 1827)، هو أنه ألّف بعض روائع الموسيقى أثناء إصابته بالصمم الكامل.

وبتأثر يجري تداول المشهد المؤثر الذي أعقب تقديم السيمفونية التاسعة، وحضرها بيتهوفن الأصم، كما ظهر في أفلام عديدة احتفت بمنجزه الموسيقي الرفيع، لكن يبقى الصمم التدريجي الذي عانى منه وصولاً إلى الصمم التام، في صلب العاطفة والتأثير اللذين يعلقان في روح من يستعيد سيرته.

غير أن في هذه السردية عيباً، وفق خبير بارز في موسيقى بيتهوفن، مفاده أن هذا الموسيقي بقي يسمع بأذنه اليسرى حتى وقت قصير قبل وفاته في عام 1827.


وقال ثيودور ألبريخت، أستاذ علم الموسيقى بجامعة كينت ستيت بولاية أوهايو، لصحيفة "الأوبزرفر" البريطانية: "هذا سيدفع الجميع بسرعة لمراجعة السيرة الذاتية لبيتهوفن".

ويعتقد ألبريخت، الذي اكتشف أدلة مهمة في الروايات المعاصرة لبيتهوفن، أنه تعرض لتدهور شديد في سمعه، إلا أن بيتهوفن لم يفقده "إلى أعماق عميقة للغاية"، الأمر الذي ظل يفترضه علماء الموسيقى.

ومضى يقول "لم يكن بيتهوفن أصم تماماً في العرض الأول للسيمفونية التاسعة له في مايو/ أيار 1824، بل كان بإمكانه أن يسمع".

وبدأ بيتهوفن يفقد سمعه عام 1798. وأخبر أحد أصدقائه "إذا كنت أنتمي إلى أي مهنة أخرى، فسيكون ذلك أسهل، لكن في مهنتي سيكون الأمر مخيفاً".

وبين عامي 1812 و1816 جرب أبواق الأذن لتحسين السمع، دون نجاح كبير. وابتداء من عام 1818، بدأ يحمل "كتب محادثة" فارغة، يكتب عليها الأصدقاء والمعارف، ثم يقرأها ويرد عليها بصوته.

ويروي أحد الشهود، بتاريخ 1823، أن بيتهوفن كان يزور المقهى المفضل لديه، حيث اقترب منه شخص غريب يسعى للحصول على إرشادات بشأن تدهور السمع لديه. ودوّن بيتهوفن هذه النصيحة "يمكن أن يحسّن هواء الريف الكثير من الأشياء. فقط لا تستخدم الأجهزة الميكانيكية (أبواق الأذن) في وقت مبكر جداً. عن طريق الامتناع عن استخدامها، حافظت على أذني اليسرى إلى حد ما بهذه الطريقة".

في رواية أخرى، في عام 1824، زار أحد الموسيقيين بيتهوفن وأخبره بأن "قيادتك عرضاً موسيقياً بالكامل سيؤدي إلى توتر السمع كثيراً، لذلك، أنصحك بعدم القيام بذلك".

ويقترح بعض أخصائيي الموسيقى أنه مع تدهور سمعه، فضل بيتهوفن الطبقات المنخفضة والمتوسطة المدى في مؤلفاته، وبدأ في استخدام الطبقات العالية مرة أخرى فقط عندما كان أصم تماماً، مستفيداً من الذاكرة والخيال".

ألبريخت يرفض تلك النظرية قائلاً: "لا أعتقد أنها قائمة. جميع الطبقات كان يسمعها بأذنه الداخلية. لقد كان مذهلاً".

يحرر ألبريخت الآن "كتاب المحادثات" ويترجمها من الألمانية إلى الإنكليزية لأول مرة، وهو مشروع نشر ضخم يضم 12 مجلداً، تغطي الفترة الممتدة من عام 1818 وحتى وفاته.

وتراوح الموضوعات ما بين الموسيقى والسياسة، إضافة إلى قوائم التسوق والمشاغل الأخرى.

المساهمون