حين ترث النجمات أضواء آبائهنّ وأصواتهم

يضم تاريخ الفنّ عدداً من النجمات اللواتي استطعن أن يواصلن مسيرات آبائهنّ وأن يرثنَ الصوت الجميل والنجومية. ومعظمهنّ تفوّقن على آبائهنّ. فحملن الحلم أطول من مسافة الحياة، وكن بحجم مسؤولية ما بقي من تركتهم الموسيقية.

أم كلثوم وماجدة الرومي

على رأس القائمة نجد أم كلثوم التي كان والدها الشيخ إبراهيم السيد البلتاجي يتمتّع بصوت جميل، وكان منشداً للتواشيح في القرية، وقد تعلّمت أم كلثوم منه أوّل مبادىء الغناء حين اصطحبها مع أخيها إلى حفلات يحييها، دون أن يعرف أن هذه الطفلة ستصبح يوماً "كوكب الشرق".
ماجدة الرومي هي ابنة الموسيقار حليم الرومي الذي كان ملحّناً ومطرباً، حقّق شهرة واسعة ونجومية كبيرة جعلته يلقّب بـ "خليفة أم كلثوم". لكنّ ابنته ماجدة تفوّقت عليه. ويقال إنّ جدّها لأبيها، عوض، كان ذا صوت جميل.

أصالة وأنغام

أما المطربة أصالة نصري فهي كريمة الفنان مصطفى نصري الذي تمتّع بطبقة صوتية نادرة وقوية تسمى "تينور". ورثتها أصالة وواصلت مسيرة نجومية والدها.
في مصر تجسّد المطربة أنغام هذه الظاهرة. فهي ابنة الموسيقار محمد علي سليمان، الذي اعتنى بصقل موهبة ابنته. لم يكن هو المطرب بل أخوه عماد عبد الحليم. وقد تعاونا معاً في صناعة أغنيات كثيرة.

في الجزائر

كما نجد في الجزائر مطربتين ورثتا الفنّ عن والديهما هما فلّة الجزائرية وأختها نعيمة، فقد كان المغني عبد الحميد عبابسة أحد روّاد الأغاني البدوية في الجزائر ولمع نجمه طويلاً قبل أن تواصل فلّة ونعيمة الطريق. حقّقت الأولى نجاحاً عربياً وحظيت الثانية بشهرة محلية فقط إذ تمسّكت بتراث والدها الجزائري.
أما من الجيل الجديد فتلفت الفنانة بلقيس فتحي النظر إليها حالياً إذ تحقّق نجاحاً ملحوظاً في الخليج. هي ابنة الفنان اليمني المعروف أحمد فتحي. وقد كان من أوائل الذين نقلوا الفنّ اليمني إلى خارج الحدود.
بالطبع ستظهر نجمات غيرهنّ في المستقبل، منهنّ ربما ابنة الفنان عاصي الحلاني...