نبيل المشيني: صاحب أوّل سلسلة كوميدية عربية

08 ديسمبر 2014
شهرته ضاربة في تاريخ الداراما العربية (العربي الجديد)
+ الخط -
تعدّدت أدوار الفنان الأردني نبيل المشيني بين التاريخيّة والتراجيديّة كما في "راس غليص" و"نمر بن عدوان" و"وضحا وابن عجلان" و"الطريق إلى كابول" و"دعاة على أبواب جهنم". وأهّله مسلسل "أبو عوّاد" الكوميدي ليكون أوّل فنان يختاره العاهل الأردني عبد الله الثاني عضواً في مجلس الأعيان (إحدى غرفتي تشريع القوانين في الأردن). وبقي لقب أبو عواد الأحب والأقرب إلى قلب المشيني.

فالمسلسل الذي كان أول عمل كوميدي أردني، انتشر كالنار في الهشيم بشخصياته وأبطاله كموسى حجازين وربيع شهاب وعبير عيسى والراحل حسن ابراهيم والراحلة رشيدة الدجاني وشقيق المشيني الأصغر إسحق، حتّى بات علامة كوميدية مسجّلة للمشيني، خصوصاً في دول الخليج العربي. كما استثمر نبيل الشخصية وتداعياتها في عشرة أجزاء من المسلسل، وحوّله بعد أعوام إلى عمل مسرحي.

يتحضّر الميشيني حالياً لمواكبة شخصية أبو عواد تكنولوجياً، عبر تقديم اسكتشات تسخر من واقع الحياة بقالب كوميدي، بأسلوب "الأنيميشن"، لتقديمها في حلقات "متصلة منفصلة" في شهر رمضان المقبل.

نبيل المشيني هو ابن عائلة فنية بالأساس. والده الفنان إسحق المشيني صاحب مضافة "أبو محمود" وكبير روّادها. وهي أسّست برنامجاً إذاعياً شهيراً لا يزال عالقاً في أذهان الأردنيين وذاكرتهم منذ أكثر من نصف قرن. وكان للمشيني الابن مقعده في خيمة تلك المضافة، ولآل المشيني ابنهم أسامة الفنان الذي رحل في ريعان شبابه ونجوميته، وكرّمتهم وزارة الثقافة بإطلاق اسم "أسامة المشيني" على أحد مسارحها الذي يُعنى بالمقام الأول بالشباب المبدع.

بأداء عفوي وشخصية مميزة، بدأت شخصية نبيل المشيني تحفر لنفسها مكاناً في وجدان الناس، منذ ستينيات القرن الماضي. إذ بدأ مسيرته من وراء ميكروفون الإذاعة الأردنية، ليصبح أحد أبرز ممثلي المسرح والتلفزيون، وفناناً يشار له بالبنان وهو يقف في الصفوف الاولى بين زملائه الكبار.

علاقته بالكاميرا والميكروفون قادته للعمل مذيعاً تلفزيونياً، إذ تعرّف إليه مشاهدو "الأردنية" مذيعاً ناجحاً. وعلى الرغم من تقديمه عشرات من الأعمال الفنية الهامة في مسيرته التي اقتربت من نصف قرن حتى الآن، إلّا أنّ "حارة أبو عواد، المسلسل الذي ظل فيه المشيني المايسترو والقائد لحارة تحمل اسمه، هو العمل الأكثر رواجاً والأكثر جماهيرية بين أعماله الكثيرة.

"ربطة عنق" أبي عواد في مسلسله الشهير واحدة من مميزات شخصيته في أحداث تلك الحارة الشعبية، التي ازداد عدد سكانها بفضل أداء ممثليها لتصبح حارة أردنية واسعة، بل واحدة من أشهر حارات التلفزيون حتى قبل أن يفكّر القائمون على مسلسل "باب الحارة" بتقديم عملهم الفني ذي الأجزاء المتعددة، كما سبق بطبيعة الحال النجمين نصار القصبي وعبد الله السدحان في مسلسلهم "طاش ما طاش".

شهرة المشيني تعدت حدود الأردن، واستقرت في بلاد الشام والخليج العربي، فلم تترد نجمة سورية الأولى في تسعينيات القرن الماضي نادية خطاب في أن تكون رفيقة المشيني عندما قدّم الجزءين الثامن والتاسع من مسلسله "حارة ابو عواد"، وقد شهد الإعلام الخليجي على الثورة الشعبية التي استقبله بها الجمهور الكويتي والقطري، حين قدّم مسلسله المؤثر، ممسرحاً في تلك العواصم. فأصبح أحد نجوم الشاشة العربية، خصوصاً في الفترة الذهبية للدراما الأردنية. كما أبدع في تقديم الشخصيات ذات الملامح الشعبية، كذلك في تقديم الشخصيات البدوية التي تميّزت بها الدراما الأردنية وصارت واحدة من علاماتها الفارقة وأعطتها نكهة مميزة.
الذين يعرفون الفنان نبيل المشيني يعرفون أنّه فنان متعدد المواهب، ويعترفون بأنّ أعماله وأدواره على الرغم من تميّزها، بقيت في إطار مزركش لا تتجاوز شعبية شخصية "أبو عواد" وتأثيرها في المشاهد.
المساهمون